عادت محافظة أبين في اقرب فرصة لتؤكد على ريادتها في " ولادة المواهب" الكروية التي تمثل إحدى صفاتها الكثيرة، وتوارت الظروف القاسية والأحوال الصعبة خجلا أمام الجيل الجديد في كرة القدم الأبينية، بعد أن سطر (الليوث) تفاصيل رائعة توجوها بإحراز لقب البطولة المدرسية التي اختتمت منتصف الأسبوع بصنعاء، بتغلبهم على منتخب تعز بثلاثة أهداف لهدفين بعد مباراة امتدت إلى ركلات الحظ الترجيحية. ولو أن الانجاز المدرسي الذي تحقق لمحافظة أبين كان في أحوال اعتيادية للمحافظة لما كان في الأمر ما يثير الدهشة، باعتبار أن أبين والألقاب على مستوى هذه الفئات وجهان لعملة واحدة.. لكن روعة الانجاز تجلت في حيثيات المشاركة وما رافقها من صعوبات. يكفي أن نذكر من بين الصعوبات التي أحاطت ب"مدرسي أبين" وجود عدد من اللاعبين الصغار مع أسرهم في أماكن النزوح التي لم يختاروها قناعة ورغبة بل أرغموا عليها مع عدد كبير من الأهالي الذين فرقتهم السبل بسبب الأحداث المؤسفة التي شهدتها زنجبار وشقيقاتها ولا تزال أثارها باقية إلى اليوم. ومن تحت الركام ، خرج أشبال المدرسة الأبينية ليضيئوا طريق الغد بومضات سعدت بها كاميرات الرصد واستأنست بها الأقلام التي واكبت الأحداث في صنعاء وذمار.. وتسامى صغار أبين الكبار فوق كل ألم ليصنعوا الفرجة في ملاعب البطولة، ويؤسسوا لأفراح قادمة من رحم المأساة. أبين، تلك المحافظة الولادة للمواهب جيلا بعد جيل، أبت أن ينقطع نسلها برحيل الموهوب أوسام السيد، وأرادت أن ترسل علامات تعافيها عبر الامتداد الجميل لوسيم القعر وزاهر فريد ورفاقهما، فكان الإعجاز في صورة انجاز، وكانت بسمة المستقبل من خلال وجوه مشرقة بالموهبة الفطرية، وقلوب يافعة أثبتت أن التحدي إحدى صفاتها الأصيلة. عادت أبين من حيث كان بعض الظن قد تجاوز بأصحابه حدود الإثم ليشيعوا نبأ اضمحلالها كرويا..عادت.. وكان في عودها شيء من الأمل لوطن لا يزال يبحث عن جيل يقيه نار الانهزام ورمضاء التشفي في المشاركات الدولية والإقليمية التي لم يعد لمنتخباته وأنديته فيها ناقة ولابعير.