يمثل حجم الاستجابة الشعبية للدعوة التي أطلقها الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض مناسبة هامة لاستعراض مدى شعبية الرجل وحضوره الشعبي في مدن الجنوب التي كان قد غادرها قبل أكثر من 20 عام من اليوم . في ال 27 ابريل 2014 وجه الرئيس الجنوبي السابق " علي سالم البيض" الدعوة عبر كلمة القاها عبر الهاتف لمشاركين في فعالية احتجاجية في المكلا الدعوة لاهالي الجنوب للمشاركة في فعالية ما اسماها ذكرى فك الارتباط التي اعلنها الرجل قبل 20 عام .
في ال 21 من مايو 1994 وقف الرئيس الجنوبي السابق "علي سالم البيض" وكان يومها نائبا للرئيس اليمني السابق علي صالح ليعلن في ساعة متأخرة فك ارتباط الجنوب بالشمال الذي كان قد توحد معه قبل سنوات من إعلان فك الارتباط .
كان "البيض" يجاهد يومها للخروج بالجنوب من وحدة بات يصفها الجنوبيين بأنها "متعثرة وفاشلة" مع الشمال قال الرجل ان الجنوب استعاد استقلاله وبات دولة مستقلة وناشد دول العالم يومها دعم جهود استقلال الجنوب والاعتراف به . بعد أسابيع من تلك الدعوة غادر الرجل مدينة عدن صوب مدينة مسقط العمانية التي ظل فيها لاكثر من 15 عام ملتزما الصمت .
هزم الشمال الجنوب شر هزيمة واستبيحت اراضيه ومن ذلك الحين ظل الجنوبيين يقولون أنهم يناضلون سليما لأجل استعادة دولتهم التي فقدوها ومع حلول العام 2007 باتت مطالب الجنوبيين رسمية وانطلقت الاحتجاجات في عموم مدن الجنوب .
في العام 2009 عاد "البيض" للظهور مجددا وتصدر المشهد السياسي لكن وبعد سنة واحدة فقط التحق بموكب الاحتجاجات السلمية في الجنوب قيادات جنوبية أخرى بينها علي ناصر محمد وحيدر العطاس ومحمد علي احمد وعبدالرحمن الجفري واخرون .
قدمت جميع القيادات الجنوبية المختلفة عدد من المشاريع السياسية الهامة لحل قضية الجنوب وطرح مشاركون في مؤتمر جنوبي عقد في العام 2011 بالعاصمة المصرية القاهرة مشروع سياسي يتمثل في انتهاج نظام فيدرالي بين الشمال والجنوب كحل لقضية الجنوب . كانت من ابرز القيادات التي ايدت هذه التحركات "علي ناصر محمد" وحيدر ابوبكر العطاس" ومحمد علي احمد" وظلت هذه القيادات تنادي بذلك .
ظهر لاحقا وبقوة حزب الرابطة والذي يقوده القيادي الجنوبي "عبدالرحمن الجفري" وقدم مشاريع سياسية مرتفعة السقف وطالب مباشرة بضرورة استقلال الجنوب عن الشمال وذهب الحزب إلى فك ارتباطه بالشمال .
كان على الأرض قيادي أخر هو "حسن باعوم" والذي تمكن من ان يكون رمزا لحركة الاحتجاجات السلمية في الجنوب عبر تضحيات وصلابة مواقف قدمها الرجل خلال 5 سنوات من النضال السلمي منذ بدء حركة الاحتجاجات السلمية في الجنوب . في العام 2008 اعتقلت السلطات اليمنية "حسن باعوم" واودعته سجن حكومي إلى جانب قيادات أخرى من الحركة الوطنية الجنوبية .
تمكن باعوم من قيادة الحراك الجنوبي عقب افول نجم زميله "ناصر النوبة " في العام 2008 وبات احد ابرز قيادات الحركة الوطنية الجنوبية .
تنازعت الشارع الجنوبي عدد من القيادات السياسية والمشاريع التي تقول أنها تهدف لتقديم حل لقضية الجنوب ومع كل مناسبة سياسية تهدف كلا من القيادات إلى توجيه رسائل سياسية متعددة أبرزها من يملك القدرة على صنع تحركات الشارع السياسي في الجنوب . عقب شهر من اشاعات بثتها وسائل أعلام يمنية وجه الرئيس الجنوبي السابق "علي سالم البيض" الدعوة لكافة أهالي الجنوب للمشاركة في فعالية مليونية فك الارتباط التي قال أنها يجب ان تقام في مدينة عدن .
يمثل حجم الاستجابة لدعوات البيض تمكنه من ايصال رسائل سياسية عدة إلى خصوها وأول هذه الرسائل ان حجم المشاركة الضخمة في حال وقوعها يعني حجم التأييد الشعبي للرجل الذي يصر على التمسك بمطالب استقلال الجنوب عن الشمال ويرفض إي مشاريع سياسية أخرى .
كما سيمكن هذا الحضور الشعبي في حال كثافته الرجل من استخدام نفوذ سياسي يراه الاقوى في مواجهة التيارات السياسية الأخرى التي تحمل مشاريع سياسية أخرى .
*كتبت هذه المادة من القسم السياسي بصحيفة (عدن الغد) يمنع نقلها