عرضت المعارضة اليمنية وعلماء دين على الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مخرجا للازمة ينص على رحيله قبل نهاية العام 2011، في وقت تتواصل فيه الضغوط الشعبية المطالبة بإسقاط النظام. وفي الأثناء أعلن الطلاب المعتصمون في صنعاء منذ حوالى أسبوعين رفضهم اي تسوية على مطالبهم، مؤكدين أن (ثورتنا السلمية هذه لن تهمد جذوتها واعتصاماتنا لن تتوقف إلا بسقوط النظام ورحيل رئيسه ورموز حكمه الفاسد والفاشل والمستبد). وقال مسؤول كبير في الحكومة اليمنية الخميس إن الرئيس علي عبد الله صالح سيرد بشكل (إيجابي) على خارطة الطريق التي قدمتها المعارضة وتطالبه بانتقال سلس للسلطة وتطبيق إصلاحات سياسية في الوقت الذي تواصلت فيه الاحتجاجات في شتى أنحاء البلاد. وقال زعماء تحالف المعارضة إن الخطة ستكون مكتملة بحلول نهاية عام 2011 لكن النشطاء الشبان الذين يقودون احتجاجات الشوارع الاخذة في التزايد أبدوا تشككهم في الخطة وطالبوا بتغيير فوري في اليمن واستقالة صالح. وقال المسؤول الكبير لوكالة (رويترز) -سيكون الرد إيجابيا على الاقتراح. يناقش الجانبان حاليا التفاصيل وسنعلن الموقف النهائي في وقت لاحق-. كما صرح محمد الصابري وهو متحدث باسم المعارضة بأن الرئيس اليمني سيوافق على الخطة. وقال متحدث باسم أحزاب المعارضة في بيان إن (اللقاء المشترك) المعارض عقد اجتماعا مع وفد من هيئة علماء اليمن (تم فيه الاتفاق على مقترح ومفتاح حل مقدم لرئيس الجمهورية يتضمن خارطة طريق لرحيله). وأوضح أن الحل يقوم على خمس نقاط أهمها أن (يحدد الرئيس مجموعة الخطوات التي سيجري عبرها نقل السلطة وعدم توريثها خلال فترة زمنية لا تتعدى نهاية هذا العام). وتشدد نقطة ثانية على (الانتقال السلس للسلطة استنادا إلى التزامات الرئيس المعلنة بعدم التوريث والتمديد وعدم الترشح في انتخابات 2013). وتشمل النقاط الاخرى (استمرار التظاهرات والاعتصامات والتحقيق في جرائم القتل التي ارتكبت في مختلف محافظات اليمن خلال الفترة الماضية). وتطلب المعارضة وهيئة علماء اليمن من صالح إن (يعلن هذه الخطوات للشعب وكافة القوى السياسية بتحديد موقف منها بالقبول أو الرفض). وكان مصدر من التجمع اليمني للاصلاح (اسلامي) أكد أن وفدا من هيئة علماء اليمن برئاسة الشيخ عبدالمجيد الزنداني التقى أحزاب (اللقاء المشترك) وتم (البحث في إجراءات لانتقال السلطة سلميا في غضون عام). وجاء ذلك بعدما التقى وفد العلماء الرئيس اليمني الذي سلمه عرضا من ثماني نقاط يتضمن إلغاء التعديلات الدستورية المثيرة للجدل وإلغاء الدعوة إلى الانتخابات وتشكيل حكومة وحدة وطنية مقابل الانسحاب من الشارع. لكن عدة قياديين في المعارضة اعلنوا الثلاثاء رفضهم تشكيل حكومة وحدة وطنية، الامر الذي أكده أيضا مصدر تجمع الاصلاح. وأكد صالح مرارا رفضه التخلي عن السلطة إلا بعد انتهاء مدته في 2013 مشددا على ان من يريد استلام السلطة يجب ان يلجأ الى صناديق الاقتراع. ويواجه صالح الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما حركة احتجاجية متصاعدة تطالب باسقاط نظامه، قتل فيها 27 شخصا بحسب ارقام منظمة العفو الدولية. واصدر آلاف المعتصمين أمام جامعة صنعاء الخميس بيانا أكدوا فيه انهم يتابعون (التسريبات والاشاعات والمحاولات الرامية لإنهاء ثورتنا التي لن تتوقف قبل سقوط النظام ورحيل رموزه). وأضافوا في البيان الذي وقع باسم (شباب الثورة السلمية في ساحة التغيير بجامعة صنعاء)، أن (ثورتنا السلمية لن تهمد جذوتها واعتصاماتنا لن تتوقف الا بسقوط النظام ورحيل رئيسه ورموز حكمه الفاسد والفاشل والمستبد). كما وجهوا (التحية لاخواننا في الجيش والامن الذين يقفون على الحياد حتى الآن ويرفضون الانصياع لاوامر قياداتهم الفاسدة والمستبدة بقمع الاعتصامات). وهتف الآلاف أمام جامعة صنعاء اليوم (لا حزبية ولا أحزاب، الثورة قوة شباب)، معلنين الجمعة (يوم تلاحم)، على أن يباشروا السبت (السير نحو القصر الجمهوري). وذكر مراسل فرانس برس أن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم نظم الخميس مسيرة نسائية شاركت فيها الآلاف، فيما أكد شهود عيان ان التظاهرات المعارضة تواصلت في عدد من المناطق، وخاصة في الحديدية (غرب) حيث اصيب ثلاثة اشخاص بجروح خلال مواجهات مع الشرطة وفي البيضاء (جنوب شرق) والجوف (شمال). وبعد انضمام انصار التمرد الحوثي في الشمال الى التظاهرات، دعا الرجل الثاني في قيادة الحراك اليمني الجنوبي الاربعاء مناصري الحراك الى الالتحام بالتظاهرات المطالبة برحيل صالح مقدما بذلك، مرحليا على الاقل، مطلب اسقاط النظام على (فك الارتباط) مع الشمال. وفي وقت يبدو فيه موقف الرئيس اليمني اضعف على الصعيد الداخلي، اعلنت الرئاسة الأميركية الأربعاء أن صالح أعرب للبيت الابيض عن (الاسف لسوء الفهم) الذي رافق تصريحاته الأخيرة حول دور الولاياتالمتحدة واسرائيل في حركات الاحتجاج العربية. وكان صالح اتهم الثلاثاء إسرائيل والولاياتالمتحدة بادارة موجة الاحتجاجات التي تعم بلاده والعالم العربي، مؤكدا أن (هناك غرفة عمليات لزعزعة الوطن العربي في تل ابيب وهؤلاء (المتظاهرون) ما هم إلا منفذين ومقلدين)، وان هذه الغرفة (موجودة في تل ابيب وتدار من البيت الابيض). حليف مهم يتخلى عن الرئيس اليمني علي صالح
صنعاء رويترز: استقال حليف مهم للرئيس اليمني علي عبد الله صالح من الحزب الحاكم الجمعة، وذلك في ضربة سياسية أخرى للزعيم المحاصر بالمشكلات، في الوقت الذي تجتاح فيه البلاد احتجاجات حاشدة تطالب بانهاء حكمه المستمر منذ 32 عاما. وقال علي أحمد العمراني وهو زعيم قبلي من محافظة البيضاءالجنوبية لعشرات الالاف من المحتجين في مسيرة أمام جامعة صنعاء، في وقت متأخر من الليل، انه سيستقيل من حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح. وجاءت استقالة العمراني بعد اسبوع من استقالة تسعة اعضاء بالبرلمان من حزب المؤتمر الشعبي العام، احتجاجا على استخدام العنف ضد المظاهرات المناهضة للحكومة، التي قتل خلالها 24 شخصا على الاقل. ويواجه اليمن أزمات طاحنة حتى منذ ما قبل الاحتجاجات، إذ يكافح صالح لتعزيز هدنة هشة مع المتمردين الشيعة في شمال البلاد، والقضاء على تمرد انفصالي في الجنوب.
4 قتلى برصاص الجيش اليمني.. وتظاهرات في «جمعة التلاحم» قتل أربعة متظاهرين يمنيين، أمس، بعدما فتح عناصر من الجيش النار على متظاهرين في مديرية حرف سفيان شمال صنعاء، فيما شهدت مدن يمنية اخرى تظاهرات شارك فيها مئات الآلاف للمطالبة بإسقاط النظام. وقتل أربعة متظاهرين وجرح العشرات بمحافظة عمران من جماعة الحوثي، أمس، خلال تظاهرة، حيث فتحت قوات الأمن النار على المتظاهرين المحتجين من مدينة حرف سفيان في شمال اليمن. وكان الآلاف من المتظاهرين خرجوا إلى الشوارع في مدينة حرف سفيان وطالبوا بسقوط النظام. وقال المتحدث باسم المتمردين الحوثيين، محمد عبد السلام «هناك عشرات الالاف ممن تظاهروا ضد النظام»، مشيراً إلى أن قوات الأمن بدأت بإطلاق النار من موقع عسكري من أجل تفريق الحشود، ولقد أصيب وقتل العشرات» جراء ذلك، لكنه لم يفصح عن المزيد. وتظاهر عشرات الآلاف من اليمنيين المؤيدين والمعارضين لبقاء الرئيس علي عبدالله صالح، أمس، في العاصمة صنعاء ومدينة عدنالجنوبية ومحافظة عمران شمال اليمن ومدن أخرى، في ما أطلق عليه «جمعة التلاحم». ونظم المؤيدون لصالح مهرجانا جماهيريا بميدان التحرير وسط العاصمة صنعاء شارك فيه الآلاف الذين رفعوا صوراً له واعلام المؤتمر الشعبي العام الحاكم. ولفت في التظاهرة مشاركة الآلاف من أصحاب الدراجات النارية من مؤيدي صالح وهم يحملون أعلام اليمن ولافتات كتب عليها «نعم لصانع الوحدة اليمنية.. نعم للأمن والاستقرار.. لا للفوضى والتخريب.. لا لأصحاب الأجندات الخارجية». ونظم معارضو صالح تظاهرة حاشدة بساحة التغيير بجامعة صنعاء طالبوا فيها بتنحيه، ورفعوا لافتات كتب عليها «ارحل من اجل مستقبل اليمن».
وفي مدينة عدنجنوب اليمن شارك الآلاف في تشييع ثلاثة ممن قتلوا في تظاهرات الجمعة الماضية وطالبوا برحيل صالح عن الحكم، ودعوا لمحاسبة المتسببين بمقتل المتظاهرين برصاص قوات الأمن. ونشر الجيش اليمني العديد من المدرعات العسكرية في التقاطعات الرئيسة لمدينة عدن ومنعت حركة السير بين مديرياتها البالغ عددها ثمانية. مقابلة - المعارضة اليمنية تطالب صالح بتجنب سفك الدماء قال معارض يمني بارز ان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قد يتسبب في مزيد من سفك الدماء مالم يستجب على نحو عاجل للمطالبات برحيله. وفي مقابلة مع رويترز قال صخر الوجيه وهو مهندس بسلاح الجو نال تدريبا في روسيا وانتخب عضوا بالبرلمان في عام 1993 ان صالح متمرس في أساليب التاجيل بينما يريد هو أن يعطي الناس أملا. واضاف الوجيه انه يرى أن صالح سيميل الى البقاء في فترة انتقالية كي يصبح هذا النظام الذي وصفه بالفاسد جزءا من التاريخ. وقتل ما لا يقل عن 24 شخصا منذ اندلعت الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالاطاحة بصالح في أنحاء مختلفة باليمن الشهر الماضي مدفوعة بسقوط الحاكمين في مصر وتونس. وقال الوجية في المقابلة التي جرت يوم الخميس ان غالبية المحتجين شبان صغار السن يشعرون بالاحباط. وأضاف أن هؤلاء الشبان يريدون أن يروا املا مشيرا الى أنه لا يمكن استبعاد امكانية وقوع مواجهة عنيفة في حال لم يفعل صالح شيئأ وتزايدت الاحتجاجات في الشوارع. وتابع ان الرئيس اليمني يأتي بعد القذافي كأسوأ حاكم عربي. الوجيه عضو بلجنة الحوار الوطني التي تضم كذلك الزعيم القبلي ورجل الاعمال القوي حميد الاحمر الذي كثف معارضته لصالح وكذا أعضاء من جمعية "علماء اليمن" الدينية. وتدعم المعارضة خطة انتقالية لانهاء حكم صالح المستمر منذ 32 عاما والتحرك بالبلاد نحو الديمقراطية. وقال صالح الذي يقود بلدا فقيرا يبلغ تعداد سكانه 23 مليون نسمة ويعاني نضوبا لموارده من النفط والماء انه لن يخضع لضغط مما وصفهم بعملاء الفوضى. لكن الرئيس الذي تدعمه الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية خفف من لهجته والتقى هذا الاسبوع مع زعماء دينيين حاولوا حثه في اتجاه قبول خطة المعارضة. وقال أحد مساعدي صالح ان الرئيس سيرد ايجابيا على خطة المعارضة التي تتضمن تعهدا باعفاء اقارب لصالح من المناصب الامنية والاعداد لانتخابات حرة ونزيهة قبل أن يغادر صالح السلطة بنهاية العام الحالي. وقال الوجيه ان صالح بدأ يستشعر الضغط بعدما عدلت شخصيات قبلية مهمة عن تاييده ومنها حسين الاحمر شقيق حميد الاحمر واجبر صالح على أن يعلن عبر وسائل الاعلام الرسمية عن عزل عدد من المحافظين. واضاف الوجيه ان صالح قال انه عزل هؤلاء المحافظين وفي الحقيقة هم تقدموا باستقالاتهم. واشار الوجيه الى أن الرئيس تراجع عن اجراء تعديلات دستورية كان من شأنها أن تعزز قبضته على السلطة لكنه توقع أن يجد صالح صعوبة في الموافقة على مطلب المعارضة باعادة هيكلة الجهاز الامني. واستهجن الوجيه قيادة نجل صالح للحرس الجمهوري الذي يمثل ثلث الجيش وقيادة شقيق الرئيس للقوات الجوية وتولي صهره مسؤولية الامن المركزي. وهون صالح من فقدان التأييد وظهر على التلفزيون الرسمي مع عدد من الشخصيات القبلية وألمح الى أن اليمن سينهار اذا رحل عن السلطة. وأضاف الوجيه ان صالح يحاكي القذافي ببث الذعر في نفوس سكان المدن باستغلال القبائل واقناع القبائل بأن خصوم الرئيس يحالون تقليص نفوذها. وقال الوجيه ان الحقيقة هي أن القبائل اليمنية واعية ولن تضع نفسها في موضع يجعلها عرضة لقتال قبائل اخرى. وخلص الوجيه الى أن اليمن تجاوز النظام الحالي الذي قال انه دمر كل شيء. من خالد يعقوب عويس