“أريد أن أعود مثل أصحابي.. أريد أن ألعب مع أصحابي وأدرس.. وأن تزال الشظايا مني ويكون لدي أطراف صناعية… يعني ألعب وأضحك مع أصحابي ، وأكتب وأتعلم..” هذه أمنية الطفل اليمني حمدي عبده علي محمد ذو 14 عاما من أبناء منطقة الكود بمحافظة أبين بعد تعرض ساعديه للبتر جراء انفجار لغم أرضي عام 2012 من مخلفات الحرب بين تنظيم القاعدة والحكومة في محافظة أبين جنوبي البلاد.
فقد نزح حمدي مع أسرته أثناء الحرب التي شهدتها بلدة الكود التي يسكن فيها، وبعد عودتهم من النزوح إلى منزلهم، وأثناء رعيه الأغنام مع أحد أصدقائه في أحد الوديان بالقرب من منزله، عثر حمدي على قذيفة من مخلفات الحرب بين تنظيم القاعدة والحكومة اليمنية، فأخذها ورماها بعيدا عن الطريق لكنها انفجرت. حينها قتل صديق حمدي، وأصيب هو بإصابات بليغة أدت إلى بتر ساعديه وهو ما سبب له ولأسرته معاناة كبيرة.
وتوقف حمدي عن الدراسة ودخل في معترك حالة نفسية سيئة ملؤها الكوابيس، حتى أن والدته أجبرت والده على تقييده في المنزل حتى لا يسبب للأسرة مشاكل مع الآخرين أو مع إخوانه.
ويخرج حمدي عن عزلته ليروى ملابسات مأساته مسترجعا شريطها المؤلم قائلا “خرجت أرعى الغنم أنا وصاحبي في الوادي.. وجدنا شيء مرمي.. أخذته وأبعدته من الطريق فانفجر..”.
سكت حمدي لوهلة ثم أطلق أمنيته من عمق آلامه ” أتمنى أن يخرجوا الشظايا التي في جسمي بالكامل … لأني أتألم منها في جسمي… شظايا هنا وهنا … وشظايا هنا … وهنا شظايا كثيرة..”
ألم حمدي رش الملح على الجرح العميق لأبيه الذي يجد نفسه عاجزا أمام مصاب طفله حيث يقول”أولادي من دون مصاريف.. وليس لدي القدرة على فعل أي شيء.. لو عندي حتى مولد كهرباء لمساعدة حمدي في التغلب على الجو الحار في ظل انقطاع الكهرباء، لا أستطيع أن أوفر قيمة بنزين المولد.. لا يوجد لدي أي مصدر دخل.. لو ذهبت أشتغل، سيعمل حمدي لنا مشكلة مع الناس و يتشاجر مع إخوانه ويضربهم.. ماذا بإمكاني أن عمل من أجله؟ لا أستطيع أن أفعل أي شيء، سوى أن أغسل له وألبسه الثياب فقط لاغير”.
معاناة حمدي تطرق اليوم باب رمضان الخير علها تجد صدا لها في القلوب الرؤوفة، فتمتد يد المحسنين لهذا الطفل وعائلته لتنتشلهم من ضياعهم وحسرتهم على طفلهم العاجز.
بالإمكان المساعدة من خلال الاتصال بعبده علي محمد على الأرقام التالية: