كتب/محمد إبراهيم: يبدو جليا أن شركة موانئ دبي العالمية قد تحولت بعد تسلمها إدارة تشغيل ميناء عدن في 11112008م من شركة لتطوير الميناء إلى شركة لتدمير ميناء عدن من كافة الجوانب ويظهر ذلك بوضوح للمتابع العادي قبل غيره من المتابع المهتم أو المختص في ذلك فقد عملت شركة موانئ دبي على التخلف في إنجاز أعمال تطوير الميناء وقامت بدلاً عن ذلك بتهجير المئات من عمال الميناء المتعاقدين معها حسب الاتفاقية التي وقعتها مع الحكومة اليمنية ممثلة بمؤسسة موانئ عدن, كما قامت بتوقيف محطة المعلا للحاويات وتخلت عن صيانة الرصيف والسكة التابعة له وإخراج معدات محطة المعلا رغم صلاحيتها عن العمل ورميها في العراء وتحويلها إلى كومة من الكندم (تقدر قيمتها بعشرات الملايين من الدولارات) وفوق هذا وذاك حرمت عمال الميناء من مستحقاتهم وعندما اتجهوا إلى القضاء رمت بأحكام القضاء اليمني في عرض الحائط وأخلت حساباتها في البنوك من أي مبالغ بل كشفت عن حالة من فسادها بأنها تعمل بدون أي حسابات بنكية. وإلى ذلك زادت قيادتها في غيها وتماديها بالعبث بميناء عدن التاريخي وبمورد اقتصادي رئيسي هام لليمن ولم تلتزم بما وقعته من اتفاقية وأهملت بشكل كامل دور مؤسسة موانئ عدن كشريك فاعل وأساسي معها ولم تعترف بالقوانين والأنظمة النافذة في الجمهورية اليمنية أو النظام المتبع في محطات الحاويات في بقية دول العالم, وما هروب مديرها العام آرتر فلين إلى الخارج وعدم اكتراثه بمشاكل العمال إلا دليلاً على عمليات الاستهتار بحقوق الميناء والعمال المعارين فيه.
وتعد حادثة هروب مدير شركة عالمية بحجم شركة دبي لتطوير الموانئ وفي ظل إضراب عمالي شل الحركة داخل الميناء وأوقف حركة الميناء وكادت أن تحدث أزمة اقتصادية في البلد مما يعد سابقة خطيرة تحدث لأول مرة في عالم الشركات العالمية كشف بكل وضوح موقف الشركة وقيادتها من إضراب العمال وأثار حولها الشكوك بأنها كانت تقف خلفه وتصعيده لغرض في نفس (ارتر). وكذلك مثل هروبه إساءة بالغة للسمعة العالمية التي كانت تتمتع بها شركة موانئ دبي, بالمقابل أثار هروبه المزمن مع إضراب العمال الشكوك حول تخلي شركة مواني دبي عن الاتفاقية التي وقتها مع الحكومة اليمنية ممثلة بمؤسسة موانئ عدن من طرف واحد, لذلك كله نقول: ما وراء فرار (ارتر فلين) مدير شركة دبي العالمية؟.
