وليد محمود التميمي التقيت به صدفة، كان مثلي تماما، وجهه شاحب، عيناه ذابلتان من كثرة السهر، ومزاجه معكر. سألته، عم مبارك، الجماعة أمس غرموا، طفي لصي، طفي لصي، وبعدين معاهم؟ اسمع ياولدي، هدي أعصابك، وماشي داعي، تتكلم كلام ما انت قده! بس هذا عذاب والله، احرقوا اجهزتنا من كثرة اللعب والصفات البايخ حقهم. انا معي السر، الجماعة يحبونا جم، شافونا نكثر بالنوم، وتعلمنا الكسل زايد، قالوا لازم ننشطهم، ونكسب فيهم ثواب. ايوه يكسبون فينا ثواب؟! شوفهم استعانوا بخبير دولي، ونصحهم بالصقعات الكهربائية، علشان يخلوا الناس تصحى، وما تستسلم للنوم. ياعم مبارك ذا اسمه استهبال، وتصدق انهم فعلا خلونا ننسى طعم النوم إذا الدواء بدأ مفعوله صح، شغل على أصوله، قلت لك خبير دولي معهم! مفعوله في تخريب المكيفات والثلاجات والتلفزيونات؟ خلك معي، بشرح لك النظرية، ولو أنه صعب عليك أنك تفهم، أنت لما تجلس وتحس بالصعقة الكهربائية الأولى والثانية، مش عيونك تفرقز، وشعر رأس يوقف، وكورك يدخن.. أيوه تمام، صح كلامك وأحيانا تصيح كما المغروم، وتلقي كعمبليس، وكلك ترتبش بالضبط وانت كما تلقي هوكذا؟ كلنا يلقي هوكذا، اصلا الصعقة تضرب الجهاز، وتنتقل لك بالليزر، تكنولوجيا يعني، وبعدها تحس نفسك وانك ملصي 24 ساعة، عادك بتترك صلاة الفجر ولا العصر وما بتأديها في المسجد، الباقي إلا بطره. اخرتها احنا البطرانين، جرع اقتصادية، وصعقات كهربائية، وبرضه بطرانين!. بس في مشكلة صغيرة الجماعة يدوروا لها حل! ما دام صغيرة سهلة أكيد بتحتل يقولون أنهم ناويين يتعاقدوا مع مدرب صيني ولا ياباني علشان يعلم الناس فن الجمباز والحركات البلهوانية بيفتحون سيرك شكلهم الجماعة؟ لا، قدوها البلاد كلها سيرك، بس أول ما الكهرباء تغمز تحصلهم (هب) يطفوا الأجهزة في لمح البصر بس على كذا ماعشي صعقات كهربائية بتقع خلاص حقكم معكم، لما هنا كفاية!.
