فقد الإعلام اليمني ، والوسط الجامعي بعدن ،الإعلامي القدير والكبير عبدالحميد سلام العطار مستشار رئيس جامعة عدن، وثاني موظف رسمي بجامعة عدن، ومؤسس مكتبة الجامعة ونظام التوثيق والأرشفة بجامعة عدن، وأحد أبرز رواد ومؤسسي إذاعة وتلفزيون عدن، الذي وافاه الأجل يوم الثلاثاء ال 14 أكتوبر من 2014م عن عمر ناهز ال80 عاما ، بعد حياة حافلة بالعطاء .. ويعد ُّ الفقيد الكبير عبد الحميد سلام العطار، عَلَم من الأعلام الإعلامية اليمنية البارزة وأحد عمالقة الرعيل الأول المؤسس للإذاعة والتلفزيون في عدن في منتصف الخمسينات ومطلع الستينيات من القرن العشرين المنصرم . التحق بالعمل في الإذاعة في الخمسينات من القرن المنصرم عند تأسيس الإذاعة ضمن عدد من الشخصيات الرائدة في العمل الإعلامي . جسد الفقيد بحق شخصية القائد والأب والمدرس المتفاني للجيل الذي تبعة، وكان مذيعا ومقدما مبدعا ، صوتا ولغة وإلقاءً، ومحاورا مجيدا، وعملاقا في كل تلك المحاور. قدّم العشرات من البرامج الإذاعية خلال فترات مختلفة في ستينات القرن الماضي في عدن. ، أبرزها (جولة الميكرفون) الذي بث لسنوات طويلة. تميّز الإعلامي القدير عبدالحميد سلّام رحمه الله في تقديم البرامج الإذاعية الوثائقية مع رجالات الإعلام والفكر والدين والتربية والفن والثقافة، واعتبرت تلك البرامج رافدا وثروة ثقافية للمكتبة الإذاعية في فترة من الفترات. قدّم برامج تلفزيونية عديدة منها (ندوة التلفزيون، مجلة التلفزيون، وسهرة جنة الألحان). تخرّج على يديه عدد من كوادر إذاعة وتلفزيون عدن الذين شكلوا مكسبا بشريا ووطنيا في أداء الرسالة الإعلامية. تدرّج الإعلامي الكبير عبد الحميد سلام في عدد من الوظائف: مترجم من الإنجليزية إلى العربية والعكس، مذيع متطوع، مذيع متدرب، مذيع أول، ورئيس لأكثر من قسم في فترات مختلفة، مديراً للإذاعة عام 1965م ، مراقب عام للإذاعة والتلفزيون، ومن ثم مدير عام للإذاعة والتلفزيون. عمل مديراً لمكتب أستاذه الإعلامي والتربوي القدير عبدالله فاضل فارع أول عميد لكلية التربية العليا في عدن وهي النواة الأولى للتعليم الجامعي في عدن. إن الإعلامي القدير المبدع عبدالحميد سلّام أحد فرسان ورواد العمل الإذاعي والتلفزيوني في عدن ، قدّم أكثر من ثلاثين برنامجا إذاعيا خلال فترات مختلفة، أبرزها (جولة الميكرفون) الذي بث لسنوات طويلة، كما حازت ثلاثة برامج إذاعية من تقديمه (جولة الميكروفون، صباح الخير، مع المستمعين) على تزكية الجمهور المستمع في الاستفتاء الذي أجرته صحيفة «اليقظة» في ستينات القرن الماضي في عدن. كان (عبدالحميد سلام) رحمه الله ، يقدّم برامج متنوعة وكان اشهرها برنامج ما يطلبه المستمعون التي كانت له شعبية واسعة وكان يستلم اسبوعيا ما لا يقل عن 2200 بطاقة طلب ما ادى الى زيادة وقت البرنامج اليومي في نهاية عام 1961م الى 9 ساعات اسبوعياً. واشتهر الإعلامي القدير عبدالحميد سلّام بتقديم البرامج الإذاعية الوثائقية ، واعتبرت تلك البرامج رافدا وثروة ثقافية للمكتبة الإذاعية .. كما قدّم في تلفزيون عدن في الستينات من القرن المنصرم ، برنامج ندوة التلفزيون ومجلة التلفزيون إلا أن برنامج (جنة الألحان) المميّز بالسهرة الغنائية ولمدة ساعتين أسبوعيا وعلى الهواء مباشرة كان من أنجح البرامج الغنائية، فقدّم المبدع عبدالحميد سلام من خلال البرنامج كبار الفنانين آنذاك (أحمد قاسم، محمد مرشد ناجي، محمد محسن عطروش، فضل محمد اللحجي، محمد سعد الصنعاني) ، وقدّم أيضاً المبدع عبدالحميد سلّام في برنامجه التلفزيوني جنة الألحان الندوات اللحجية وبعض الفنانين أمثال (محمد عبده زيدي، عبدالرحمن باجنيد، صباح منصر، رجاء باسودان، محمد صالح عزاني، طه فارع، عوض أحمد، عبد الكريم توفيق، محمد صالح حمدون) إلى آخره من الفنانين. لقد كان كبار الفنانين يحرصون على تقديم كل جديد من إنتاجهم الخاص، وارتأى المبدع الكبير عبدالحميد سلّام شخصيا أن تنقل هذه السهرات صوتا على الهواء من إذاعة عدن في نفس وقت إذاعتها تلفزيونيا حتى لا يحرم مستمعو الإذاعة من متعة الاستماع إلى تلك السهرات الرائعة