قال مدير المركز الأحوازي للإعلام والدراسات الإستراتيجية حسن راضي الأحوازي إن المملكة العربية السعودية محل أطماع طهران منذ الزمن البعيد، مشيراً في تصريح ل”المواطن” إلى أن ما تهدف إليه إيران هو محاصرة المملكة من الشمال والجنوب من خلال دعم داعش والحوثي ضمن دائرة واحدة لتحقيق مصالحها التوسعية وخطتها الخمسينية. “السعودية المستهدف الأكبر من المخطط” وبين الأحوازي أن المملكة تعتبر أكبر هدف نظراً لما تتمتع به من مكانة هامة على كثير من الأصعدة فضلاً عن كونها قبلة الإسلام وعاصمة المسلمين والشقيق الأكبر لدول الخليج العربي وهي الأجدر والأحرص على حماية الدول العربية من الأطماع الإيرانية وتداخلاتها المعروفة. وأوضح الأحوازي في تصريح ل”المواطن” أن أهداف الحوثيين في اليمن، تعتبر مقدمة للهدف الأكبر والإستراتيجي، وإذا نظرنا إلى طريقة نشوء الحركة الحوثية وتطورها ودخولها ست حروب ضد الدولة اليمنية، ودور إيران في هذه الأمور، يتبين لنا أهدافها وإستراتيجيتها الحقيقية، وأنه لا يمكن وصف الحركة الحوثية بأنها حركة يمنية، تريد الإصلاح أو إحقاق الحقوق في اليمن، ولا يمكن قبول ادعاءاتها بأنها تدافع عن الزيديين في اليمن، فاحتلالها لليمن كاملة وسيطرتها على العاصمة وأطراف البلاد والمواقع الإستراتيجية العسكرية والسياسية والموانئ والمطارات والمعسكرات يثبت نواياهم الحقيقية، مبيناً أن أهداف الحوثيين تتعدى حدود اليمن ومرتبطة بشكل عضوي بأهداف إيران الإستراتيجية المبنية على المشروع التوسعي الفارسي في المنطقة. “أهداف الحوثيين تتعدى حدود اليمن” وبين أن أهداف الحوثيين باليمن يمكن تلخيصها بما يلي: – إدخال اليمن حروباً داخلية وتمزيقها من خلال استنزاف موارد البلاد وضرب الوحدة والتلاحم بين أبناء الشعب الواحد. – تحويل اليمن إلى بلد مولد للعنف والإرهاب وتصديره إلى دول الجوار، خاصة المملكة العربية السعودية، ومحاصرة المملكة العربية السعودية من الشمال بعد أن تم من الجانب الجنوبي عبر المليشيات الصفوية التابعة لها في العراق. مثلما يأتي دعم الحوثيين من قبل إيران لاستهداف اليمن ووحدته، فبقدر أكبر يستهدف المملكة العربية السعودية نظراً لما تتمتع به من مكانة هامة على كثير من الأصعدة، وأنها قبلة الإسلام وعاصمة المسلمين والشقيق الأكبر لدول الخليج العربي وحاميهم من الأطماع والتدخلات الإيرانية. الموقع الإستراتيجي للمملكة محل أطماع إيران وتابع الأحوازي قائلاً إن موقع المملكة العربية السعودية الإستراتيجي في خريطة العالم والشرق الأوسط يشكل أهمية قصوى، ناهيك عن ثرواتها التي أنعم الله عليها بها. لهذا كانت وما زلت المملكة محل أطماع الدولة الفارسية منذ الزمن البعيد وسيستمر حتى تندحر الدولة الفارسية كما اندحرت في حرب القادسية التي كسرت شوكتهم منذ ألف وأربعة عام من الزمن على يد العرب. “داعش والحوثيون ينفذان مخطط الدولة الصفوية” واستطرد المحلل السياسي الدكتور حسن راضي الأحوازي حديثه ل”المواطن” بالقول إن مهام الحوثيين تتوافق مع مهام داعش ويمكن وصف أهداف داعش والحوثيين في المحصلة النهائية بأنها واحدة، وتتمثل في تدمير الدول العربية وتمزيق مجتمعاتها من خلال الفتنة الطائفية والإرهاب المنظم الذي تصدرهما إيران للمنطقة العربية، ولكن لداعش مهمات أخرى، وهي تعمل في ساحات ودول لإيران نفوذ كبير فيها كالعراقوسوريا وبعد أن تهدد نفوذها عبر الثورة السورية والعراقية، صنعت إيران ومعها بعض الأطراف الأخرى داعش لإنقاذ عملائها في سورياوالعراق من السقوط. وأكد أن إيران استطاعت أن تخلط الأوراق على المجتمع الدولي والإقليمي وحتى على الشعب العراقي والسوري وكأنما تريد أن تخيرهم بين داعش أو النظام السوري في سوريا والحكم المليشاوي الطائفي في العراق!، مضيفاً أن غياب الدور العربي في تلك الساحتين لمناصرة ودعم الثورة في العراقوسوريا جعل من داعش أن تظهر وتتطور بسرعة الصاروخ، والتأخر بانتصار الثورة في العراقوسوريا لأسباب معروفة، جعل تلك الساحتين، أرضاً خصبة وجاهزة لظهور المنظمات الإرهابية. وهذا ما تعمل عليه إيران أن تخلق من الدول والمجتمعات العربية ساحات فوضى وحروب داخلية بغرض نمو الإرهاب وبالتالي تمهد الطريق لسيطرتها التوسعية، ولو نظرنا إلى مجريات الأحداث في المنطقة العربية، والدور الإيراني هناك، يتبين لنا بوضوح تفاصيل “الخطة الخمسينية الإيرانية” للسيطرة على الدول العربية. “تدمير المنطقة العربية من خلال التطرف” وأشار الدكتور حسن راضي الأحوازي إلى أن موقف إيران من الحوثيين ومن داعش أيضاً له أهدافه السياسية بتدمير المنطقة العربية واستخدام أدوات وسبل عديدة للوصول لتلك الأهداف المشؤومة، منها ما يتطابق معها تماماً في الرؤى والأهداف مثل الحوثيين وحزب الله الإيراني في لبنان وحركة الوفاق في البحرين ومنها ما يتناقض مع شعاراتها وأهدافها في ظاهر الأمر، لكن الارتباط الوثيق والدعم المالي لها، يجعلها من حيث تشاء أو لا تشاء، وتحقيق أهداف وخطط إيرانية، كالقاعدة وأخواتها في المنطقة وداعش على رأسها. وأكد بالقول إن من له بصيرة سياسية ولو قليلة سيرى بوضوح حجم الخدمات التي تقدمها داعش لإيران ومصالحها في المنطقة، فهي أنقذت النظام السوري من السقوط إلى جانب التخاذل الدولي والإقليمي، وأجهضت الثورة العراقية المسلحة التي كانت على أبواب بغداد قبل بضعة أسابيع، إذن الموقف الإيراني واحد في الأهداف الإستراتيجية، فهي تحت هذا الغطاء عززت تدخلها العسكري في العراق ودخلت حرباً علنية ومفتوحة ضد الثورة والشعب العراقي تحت غطاء محاربة داعش، وينطبق الأمر عليها في سوريا أيضاً، وموقف طهران من الحوثيين واضح وجلي، فإنها تعلن وعلى لسان كبار مسؤوليها، أن الحركة الحوثية هي حركة مقاومة على غرار حزب الله الإيراني في لبنان وهم في تحالف ضد الأمريكان والصهاينة على حد تعبيرهم!. إيران وحلفاؤها يحاربون العرب والمسلمين” وأفاد الأحوازي أن الأمور أصبحت واضحة ومكشوفة للداني والقاصي، بأن إيران وحلفاءها كما تسميهم، فهم لا يحاربون إلا العرب والمسلمين في المنطقة، فسلاحهم وحروبهم خلال العقود الثلاثة والنصف الماضية (منذ مجيء النظام الصفوي في إيران) قتل مئات الآلاف من العرب والمسلمين دون سواهم. وهذه من المفارقات والازدواجية الإيرانية المفضوحة والوقحة ضد العرب. ومع هذا كله، ما زلت بعض الأنظمة العربية لها أفضل العلاقات التجارية والدبلوماسية وحتى الأمنية مع نظام طهران الإرهابي!. موقف المملكة يمنع تقدم داعش وتابع قائلاً: “وقوف المملكة العربية السعودية بوجه داعش وضربها بشكل كامل ومتواصل سيؤثر على حركة الحوثيين باليمن وأن أي حركة ضد الأطراف المرتبطة بطهران بشكل عضوي أو مصلحي، سيؤثر بشكل مباشر على ذلك الحلف الإرهابي، لأن داعش والحوثي ضمن دائرة واحدة وتعمل لتحقيق مصالح إيران التوسعية، والتخلص أو تحجيم دور أي جهة سيؤثر في المحصلة النهاية على المشروع الفارسي في المنطقة، مشيراً: إلي أن الأدوار متوزعة بين الحوثي وداعش ومن وضعهم، وتلتقي تلك الأطراف في مشروع واحد وهو تمزيق وتدمير المجتمعات والدول العربية لصالح إيران وأعداء العرب والمسلمين. “موقف الشعوب غير الفارسية ضربة قاسمة لإيران” وشدد حسن راضي الأحوازي خلال حديثه” ل”المواطن” على أنه لا يمكن التركيز على داعش فقط وترك اليمن فريسة سهلة للحوثيين، وهذا يعني محاولة الفوز بساحة وخسارة ساحة أخرى، لأن داعش تعمل في الساحة العراقية والسورية والحوثيين في اليمن، وتجب مواجهة إيران في كل الساحات، لا بل يجب فتح ساحات ومعارك أخرى، بغية استنزاف الطاقات والإمكانات والموارد الإيرانية وأهمها ساحة الشعوب غير الفارسية في إيران فهي الكفيلة ليس فقط لردع المشروع التوسعي الفارسي، بل لهزيمة إيران والتخلص منها إلى الأبد، ولأن ساحة الشعوب غير الفارسية تشكل الموقع الحاسم ونقطة ضعف إيران الكبرى التي بقت طوال هذه السنين منسية ومهملة من قبل الدول العربية. وتكمن أهمية ساحة الشعوب غير الفارسية في إيران في النقاط التالية: فهي تشكل 72% من السكان داخل إيران، تقع على الأطراف الأربعة جغرافياً والفرس محصورون بين الجبال في وسط الخريطة الإيرانية، وتشكل ما يقارب 90% من الثروة الموجودة حالياً في إيران (النفط والغاز في الأحواز والسوق والتجارة بيد الأتراك). تناضل وتطمح تلك الشعوب إلى حقها في تقرير المصير والتحرر من الاحتلال الفارسي. وختم بالقول إن للشعوب غير الفارسية في إيران امتدادات قومية وعرقية خارج حدود إيران مثل العرب الأحوازيين والبلوش وترك أذربيجان والكرد والتركمان وجميع تلك الشعوب ليس لها ولاءات لطهران ويعتبرونها عدوة لهم. وغيرها من الأهمية القصوى والذي يطول الحديث في الإسهام فيها.