وقع الحوثيون ( انصار الله) في اليمن اتفاق تعايش مع اهالي حارة في مدينة الحديدة الساحلية , بعد ايام من سيطرت الجماعة المسلحة على عاصمة الاقليم التهامي. وإقليم تهامة هو أحد أقاليم اليمن الستة التي تم الأعلان عنها رسمياً في يوم الاثنين الموافق 10 فبراير 2014 ليكون منطقة حكم ذاتي فيدرالي في غرب اليمن ويضم اقليم تهامة أربع "ولايات" يمنية وهي الحديدة و ريمة و المحويت و حجة وعاصمته الحديدة , وهو تقسيم اعلن التهاميون رفضهم له وطالبوا بحقهم في تقرير المصير لبلادهم التي يقولون من سنوات انها محتلة من قبل الشمال اليمني الزيدي.
هذا الاتفاق الذي أتى بعد ايام من اقتحام عناصر الحوثي لمدينة الحديدة التي يطالب فيها تنظيم سياسي بالاستقلال عن صنعاء , يراه الكثير من الناشطون التهاميون انه بداية خطيرة لوأد حراكهم المنادي بالاستقلال عن صنعاء , واقامة دولة تهامة المستقلة بحدودها المعروفة وعاصمتها الحديدة. وقال ناشطون ان " الحراك التهامي قضيته واضحة وهو يرفض الجود الحوثي في الحديدة وقدم عدد من الشهداء والجرحى في سبيل منع جماعة الحوثي من الوصول الى تهامة".
قيادي تهامي: القضية التهامية أقدم من القضية الفلسطينية وقال القيادي في الحراك التهامي ايمن جرمش ان " القضية التهامية قضية سياسية بامتياز.. فمنذ احتلال تهامة منذ عام 1920 وحتى سقوط اخر معقل للمقاومة في بيت الفقية 26 سبتمبر 1929م وحتى يومنا هذا تمارس ضدنا سياسة الاستعمار من طمس للهوية واقصاء وتهميش ونهب للثروات وتجهيل وتجويع والتعامل بفتوى( النوافع في جواز نهب واستباحة اموال الشوافع) والتي اصدرها المتوكل على اسماعيل وكذلك تم تنفيذ هذه الفتوى مع اخواننا في الجنوب وبعد قيام الجمهورية وبالتحديد عام 1967م طالب التهامييون بالحكم الذاتي وادارة ثرواتهم الا ان القوى القادمة من صنعاء قامت بمحرقة القوقر الذي راح ضحيتها حوالي 4000 تهامي بحجة ان هؤلاء ملكيون بالرغم من ان من طالبوا هم الجمهوريون الحقيقيون". وقال " التهاميون حاليا يحرم عليهم ان يتبوأوا المناصب القيادية في الدولة سواء المدنية او العسكرية او الدبلوماسي وعدم المشاركة في القرار السياسي".. مشيرا الى انه " لا يتم استيعاب التهاميين في الكليات العسكرية وقد حصلنا على احصائيات رسمية بعدد ضباط تهامة منذ حوالي 52 عام لا يتعدوا 900 ضابط بالجيش او 400 ضابط بالداخلية". واضاف " كذلك الحاصلين على الاوائل بالثانوية العامة لايحصلون على حقهم في المنح بينما يحصل ابناء المناطق الجبلية على منح بمعدلات تصل 6%". طمس الهوية يتحدث جرمش عن قيام نظام صنعاء بطمس الهوية التهامية , حيث قال " سأورد لك بعض الأمثلة عن طمس الهوية.. فما يحدث لزبيد مدينة العلم والعلماء اكبر دليل من تدمير لأثارها واربطتها العلمية اكبر دليل وكذلك اهمال ترميم القلاع الموجودة في تهامة الموجودة في عدة مديريات.. اضافة الى تسمية المدارس واقسام الشرطة والمستشفيات والشوارع وغيرها بغير اسماء شهداء تهامة نهائيا حتى لم يذكروا حركات المقاومة التهامية للأماميين في كتب التعليم". وقال " قضيتنا قضية ابادة شعب .. حيث يتم رمي المخلفات المشعة في تهامة والتي تتسبب بأمراض السرطان والتشوهات الخلقية وهذا ما جاء في تقارير الصحة بأن اكبر الناس مصابين بتلك الامراض من تهامة". وأكد جرمش في حديثه ل(عدن الغد) " يتعاملون مع تهامة كأنها جزء من الشمال , وهذه هي المغالطة , فتهامة هي المكون الغربي لليمن وليست جزء من الشمال". وعن الحراك التهامي ودوره في انتزاع حق تهامة في تقرير المصير , قال جرمش " جاء الحراك التهامي لانتزاع حقوق ابناء تهامة والتي تعتبره القوى السياسية خطر على مصالحهم لكن سيستمر النضال حتى تحقيق اهدافنا وفي حال لم يتم التعامل مع ابناء تهامة والنظر بالقضية بالتأكيد سنطالب بحق تقرير المصير وهذا حق بحسب التشريعات والمواثيق الدولية".. مؤكدا ان " القضية التهامية تعتبر اقدم من القضية الفلسطينية".
ناشط حقوقي: التهاميون بحاجة لهندسة اجتماعية
الناشط الحقوقي التهامي نصر قادري يقول في هذا الصدد " القضية التهامية ليست قضية قبلية او مناطقية اوطائفية هي قضية انسان يطالب بحقه في حياة كريمة يسودها الأمن والاطمئنان حلم من اجل حياه افضل وفرص يكون التنافس عليها شريف دون استغلال او قهر لاحد او حرمان من حق مستحق بذلة لأجله جهود القضية التهامية هي الاستغلال والقهر والتسلط يعاني ابناء تهامة من الفقر الموجه".. مشيرا الى ان " ابناء تهامة يحتاجون لهندسة اجتماعية مبنية على امكانياتهم وتطويرها وتوجيهها لتحقيق طموحات الشباب". الناشط عبدالرحمن شاوش يتحدث عن تاريخ تهامة قائلا " بعهد الحكم الملكي ..للإمامة باليمن.. اغتصب الإمام قلعة الطائف التهامية المشهورة بقلعة المناضل التهامي الشيخ أحمد فتيني جنيد, ليجعلها حصنا له ليضرب ثوار الزرانيق بالمدافع وما کان يملک من السلاح ليدق معاقلهم بعهدة". وعن الحوثي الذي يحتل الحديدة يقول الشاوش " الآن السيد الإمام الحوثي يستولي علي قلعة الحديدة وفي قلب الحديدة والملاصقة لساحة الثوار والأحرار التهاميون الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة واراضيهم المنهوبة". هل يتعايش التهاميون والحوثيون في الحديدة؟ نشرت وسائل اعلام تهامية نسخة من وثيقة تعايش بين الحوثي وحارة اليمنبالحديدة عقب الاحداث التي وقعت بين الجانبين وأسفرت عن مقتل واصابة العشرات. وبحسب موقع (الحديدة) الالكتروني فقد وقع الوثيقة عدد من أهالي وأعيان حارة اليمن بمحافظة الحديدة وجماعة الحوثي وتعاهدوا فيه ، على التعاون لحماية مناطقهم . وجاء نص الاتفاق : ” نحن أبناء مربع الفخامة حارة اليمن ابتداء من حدود كنج مول وينتهى في عمارة ابراهيم القباطي، وذلك بالتعاهد على عدم تكرار ما حصل في يوم الخميس الموافق 23-10-2014م أمام فندق الفخامة من سوء فهم ادلى إلى سقوط قتيل وعدة جرحى من الطرفين بعد ان قامت مجاميع مسلحة بالتواجد أمام فندق الفخامة. وجاء في الوثيقة بأنهم جميعاً يريدون صفحة جديدة ناصعة البياض للملمة الجراح وأن نكون اخوة واننا ملتزمون على عدم تكرار سوء الفهم بين أنصار الله وبين أهالي المنطقة. ودعت الوثيقة إلى تظافر الجهود من أجل الخروج من الأزمات التي يعاني منها الجميع والتي لا تخدم أحد كما طالبت انصار الله بالتعاون معهم في تأمين المنطقة. وقع على الاتفاق من الجانب الأول ممثل الحوثي واللجان قيادي يطلق عليه (أبو طه) ومن الجانب الثاني عدد من اهالي حارة اليمن في الحديدة. ويطالب التهاميون بإخراج مسلحي جماعة الحوثي من مدينة الحديدة التي قالوا انهم اجتاحوها واحتلوا قلعتها الشهيرة.