علم الجنوبيين معا ان النظام بصنعاء اراد من خلال تشكيله للجان الشعبية في معظم مديريات أبين وتسليحها وتمويل مرتباتها ونفقاتها لتصبح قوة إسناد شعبي لجيش وأمن النظام لمواجهة القاعدة وطردها من مناطقهم ومنع عودتها مجددا وتحظى هذه اللجان بتقدير كلا من الجنوبيين وحراكهم السلمي ونظام الاحتلال لدورها وتضحياتها الجسيمة في محاربة القاعدة التي تمثل خطرا على الجميع. ينظر النظام لهذه اللجان كجزء من تشكيلته النظامية الظامنة لإستمرار سيطرته على الجنوب وتحديدا في مناطق تواجدها ومحاولته مؤخرا لتوسيع مجال عملها ليمتد الى محافظة عدن نتيجة عدم قدرته على تعزيزها بوحدات جديدة من صنعاء نتيجه المأزق الذي يعيشه النظام وأجهزته العسكرية والأمنية بفعل المتغيرات الاخيرة على الساحة اليمنية .
وكذا حالة الضعف والإنفلات والتفكك التي تعانيها قواته بالجنوب بفعل هذه المتغيرات التي تتزامن مع ارتفاع مستوى الزخم الحراكي والذي من المتوقع ان يرتفع أكثر مع احتفال الجنوب بعيد استقلاله نهايه الشهر الجاري وكذا شعور النظام بالخطر الجدي من سقوط الجنوب تحت سيطرة ابنائه وخاصة العاصمة عدن.
بالتزامن مع هذا التصعيد الذي يهدد مصالح الكل سواء الرئيس ومن يعمل معه من الجنوبيين في المؤسسات العسكرية والأمنية أوالحوثيين أو تحالف حرب عام 94م واتباعهم في الجنوب.ولهذا فإن هذه الأمورمجتمعة دفعت بكل مراكز القوى المتصارعة ولأسبابها المختلفة التي تتوخى كل منها ان تحققها اوتظمن استمراريتها للموافقة وعلى عجل لزيادة عدد اللجان الشعبية وتسليحها وتمويل نفقات مهمتها الجديدة في عدن رغم العجز الحاد بمواردها .
وتهدف هذه المهمة لدعم واسناد الجيش والأمن اليمني لإبقاء الاوضاع في عدن تحديداعلى ماهي عليه من خلال تمكين جيش الاحتلال من التفرغ كليا لتأمين التقاطعات والنقاط ووحماية مواقعه العسكرية المحددة في إطار الخطة الأمنية الموحدة للمنطقة الرابعة وأمن الاحتلال بالعاصمة والتي اسندت ايضا لهذه اللجان بمهمة حماية الأجهزة والمؤسسات والمرافق الهامة.
بحيث تتصدرهذه اللجان عملية المواجهة المباشرة مع الحراك الجنوبي الذي يسعى بتصعيده السيطرة السلمية عليها تحديدا كخطوة اولى على طريق تحرير الجنوب بشكل عام. اما نظره أبناء الجنوب وحراكهم الثوري لهذه اللجان ودورها المتوقع نجدها تختلف كليا عن نظره النظام لها حيث يرى الجنوبيين ان هذه اللجان جزء لاينفصل او يختلف عن ابناء الجنوب بحكم انتمائهم لفقراء الجنوب الذين عانوا التهميش والاقصاء وتعرضوا مع مناطقهم للتدمير والقتل ربما اكثر من اي مناطق اخرى بالجنوب.
ويرون ان انضمام الحنوبين لعضوية هذه اللجان لم يكن حبآ بالنظام وانما لغرض طرده القاعدة التي زرعها هذا النظام بنفسه في بلادهم لتحويلها الى ساحه حرب بين اجنحتهم المتصارعة ووسيلة يتخلصون بها من مخططاته الاجرامية .
وهذا ما يجعل الجنوبيين وحراكهم الثوري يثقون وبقوة بحكمة أعضاء هذه اللجان الرافضة لتصويب السلاح في ساحه الحسم الى صدور اخوانهم واقاربهم وابناء وطنهم كما فعل بهم المحتل كما يثقون بان سلاح هذه اللجان لن يتوجه لصدور الجنوبيين كما اراد لها المحتل بل على عكس ما اراد حيث ستوجه هذه اللجان رصاص سلاحها الى صدور المحتلين وستكون اداة لحماية حراكه السلمي وعاملا رئيسيا الى جانب اخوانهم في حراك الحنوب في الحفاظ على أمن واستقرار مرافق ومؤسسات واجهزة ومواطنين بسطاء في مدن وشوارع واحياء وقرى عدن والجنوب بشكل عام.
وازاء هذه التناقض في التوقعات للمواقف التي ستتخذها اللجان الشعبية على الواقع وماستلعبه من دور في سفك او حفظ لدماء اهلهم وابناء وطنهم واداة لترجيح كفة الميزان بين الطرفين.ورغم تشائم البعض من تفرد قيادات اللجان التي ارتبطت مصالحها بمصالح القيادات الجنوبية الأكثر مصلحة باستمرار احتلال الجنوب الان ان الغالبية العظمى من الجنوبيين على قناعة تامة بأن مايجمع اللجان بابناء وطنهم من وحده المعاناة والمآسي والمصير المشترك الذي يتقاسمه الجنوبيين مع هذه اللجان بفعل الاحتلال كفيل بانحيازها المطلق لهم ساعة الصفر القادمة .
وعليه فالانتظار للأسابيع المقبلة يبقى الخيار الوحيد لمعرفه النتائج.