العمل والانجاز في الظروف الحالية للبلد يكاد يكون شبه مستحيل اما العمل كقيادي امني كبير وفي محافظة بمستوى حضرموت يعد مخاطرة محفوفة العواقب على الصعيد الشخصي بكل المقاييس ، اتى العميد مبارك احمد العوبثاني للعمل كمدير عام للأمن والشرطة في حضرموت الساحل في ظرف بالغ التعقيد بعد ان وصل الامر بالأجهزة الامنية ان تكون شبه منحلة وخارجه عن جاهزيتها فلا معدات تعمل ولا افراد ملتزمون بالدوام والعمل وهذا الامر لا يتحمله مدير سابق او محافظ موجود فالوضع العام للبلد من السوء بمكان ان نصفه انه على حافة الانهيار ، العميد العوبثاني هو ابن حضرموت وخدم في سلكها الامني لسنوات عديدة وتدرج في سلكها الى ان وصل في الفترة الاخيرة الى منصب وكيل لوزارة الداخلية ، تقلد منصب مدير عام الامن بالوادي والصحراء ويتقلد الان منصب المدير العام للأمن والشرطة بساحل حضرموت بعد ان كان وكيل لوزارة الداخلية لمصلحة الاحوال المدنية والسجل المدني . من الجميل والرائع ان يعين في حضرموت شخصية امنية كالعميد مبارك العوبثاني ليس لأنه من طراز آخر بل لأنه يعرف حضرموت حق المعرفة يعرف خارطتها الامنية حق المعرفة ويعرف نسيجها الاجتماعي فهو ينتمي لأحد اشهر قبائل حضرموت قبيلة " العوبثاني " وهذا مما يساعده على نسج الكثير من العلاقات مع مختلف الطبقات الاجتماعية لحضرموت وتوظيفها من اجل الامن والسلام ونزع فتيل الفتن كيف لا وهو الذي تدرج وبتراتبية سليمة ودون القفز والواسطة والقرابة كحال بعض الضباط حتى وصل الى ما وصل إليه ، وأكثر من ذلك انه تنازل من درجة وكيل وزارة ليشغل منصب المدير العام للأمن والشرطة بحضرموت من اجل المصلحة العامة ومن اجل مصلحة حضرموت وحب في خدمة محافظته ومنطقته وقليل من يفعل ذلك من مسئولي اليوم . لا اريد هنا ان اكون مداحاً كشاعر جاهلي ينتظر صرة من الدنانير او عطية او منصب فالعوبثاني اتى في وضع تشهد حضرموت مخاطر امنية غير مسبوقة يكاد يكون الفراغ الامني هو سيد الموقف ولكي اسجل شهادة للتأريخ فقد كنت حاضراً ( كصحفي ) في بعض اجتماعات العوبثاني مع إداراته الامنية يتكلم الرجل بنبرة فيها من الجدية والحرقة على حضرموت وعلى امنها الشيء الكثير ، أعاد لإدارة امن المحافظة الطابور الصباحي بعد انقطاع دام اربع سنوات ، يشدد باستمرار على الجاهزية الامنية والعمل والدوام والالتزام والانضباط . الرجل يعمل في صمت فهو البعيد من الاعلام تماماً فلا هو من هواة الفيس كسابقيه ولا هو من هواة الميكرفون والإذاعة ولا من محبي الاعلام والصحافة مع اهميتها القصوى لعمله في نشر الوعي وتبصير الرأي العام للعمل الامني وأهميته . يمتلك الرجل كاريزما امنية لم يتعود عليها العاملين في جهاز الامن والشرطة بحضرموت خاصة بعد الانحطاط الامني في السنوات الاخيرة فالتغيب عن العمل ممنوع واللباس المدني مرفوض يكاد يكون مشاعاً قبل مجي العوبثاني ولكنه بدء ومنذُ اليوم الاول لعمله في توصيل رسائل لكل العاملين معه ، من اراد ان يعمل فأهلاً وسهلاً به ومن اراد غير ذلك فلا يشغل المشغول وان يتركنا نعمل وفق وإمكانياتنا وقدراتنا وتعاون الخيرين معنا من ابناء المحافظة . ما اريد قولة في هذه العجالة ان نقف جميعاً الى جانب الرجل كمواطنين وكإعلاميين وكمجتمع مدني من اجل انفسنا ومن اجل امننا واستقرارنا ومن اجل المصلحة العامة وعلينا ان نغادر ولو لمرة واحدة الانانية والاتكالية وعبارة " ما سيبي " ونثبت للجميع ان لا مواطن بلا أمن ولا أمن بدون مواطنين .