الذين حاولوا اجهاض الثورة الجنوبية وانهاء الاعتصام في ساحة العروض بجعل يوم 30 نوفمبر هو اليوم الاخير في عمر الثورة السلمية , لن يتوقفوا ولن تنتهي مخططاتهم عند هذا الحد , لماذا ؟ لان لديهم مشروع ! ومشروعهم قائم على دس السم في العسل والاتيان بمثبطات الثورة من الفم الذي يتحدثون به عن متطلبات الثورة وموجبات ديمومتها !. مشروع هولاء يتمثل في خلق الفوضى واثارة النعرات والضغائن بين ابناء الجنوب , ونبش قبور الماضي واخراج منها كل ما من شانة اذكاء الخلافات واشعال فتيلها , وفق خطط مدروسة ومدفوعة الثمن , توفر على المحتل الكثير من الجهد وتكفيه الكثير من العناء وتجعله يراقب الاحداث ويديرها عن بعد ,ولقد وجد في هولاء ضآلته ومبتغاه ... لذلك ما فتي يدفع لهولاء ويبذل لهم بسخاء ويسخر لهم كل الامكانيات اللازمة !.
اما الاسواق التي يحلوا لهولاء الترويج لبضاعتهم فيها , فهي ذروات العنفوان الثوري والمناسبات التي يجتمع فيها ابناء الجنوب لاقامة فعالية كبرى او حشد مليوني لاحيا ذكرى معينة , فنجدهم ينفثون سمومهم ويرخجون ما باجوفهم من روائح منتنة _ فتظهر علينا المواقف المناطقية والافكار الهدامة التي تتحدث عن اقصاء الاخر وحصر النضال في منطقة معينة وتزرع الغبن في نفوس المخدوعين الذين التبس عليهم الامر وعجزوا عن فهم المقاصد من مثل تلك الافكار وفي هذا الوقت بالذات !! ومما يساعد في الترويج لسلعتهم وسائل اعلامية تتفاعل مع تلك الطروحات وتنقلها على انها وجهات نظر يجب ان تُحترم !! دون ان تلتفت سواءً بقصد او بغير قصد الى مايريده اصحاب تلك الافكار ومايرمون اليه !.
على ان الاعتصامات في ساحة العروض وهذا الصمود التاريخي المشرّف قد اغاض هولاء واجج نيران احقادهم , بعد ان راهنوا على ان الاعتصام لن يستمر لاكثر من اسبوع واعتبروه حالة عاطفية صاحبت احتفالية 14 اكتوبر سرعان ما تنتهي ويعود الجميع من حيث اتو _ ولكنهم تفأجءوا بتمدد المخيمات وتوافد القوافل الداعمة من كل المحافظات , وشاهدوا باعينهم حالة الايثار والتفاني الذي يبديها ابناء الجنوب في الساحات , فلم يجدوا بد من مزاولة نشاطهم وباساليب جديدة ومنقحة , منطلقين من حرصهم على القضية وخوفهم على اهدافها !! (ومن قواعد الوطنية تنطلق كثير من صواريخ التدمير لهذه الوطنية ) . وما نقرأه للمدعوا حسن بن حسينون واساءاته المتكررة ليافع الا عينة واحدة لتلك الافكار التي تريد للجنوب ان يظل مكبلا وتريد للمسيرة ان تراروح مكانها ويختلط حابلها بنابلها .
خلاصة القول ان عمر الثورة الجنوبية لايزال قصيرا مقارنة بالثورات التحررية , وما انجرته الى الان وبتلك الامكانيات البسيطة , وفي ظل تجاهل دولي واقليمي , يعد انجازا رائعا يبعث على الفخر , ويدفع نحو المضي قدماً الى حيث اراد الذين سالت دماءهم في كل الساحات حتى تخضبت ذرات الرمال الجنوبية وتلونت بلون دماءهم الطاهرة .... لقد اصبحت القضية الجنوبية قضية الجميع , وكل بيت جنوبي يعيش ويتفاعل مع القضية بطريقته الخاصة وبحسب مايمليه عليه واجبه الوطني .. لذلك فلاخوف ولاقلق على مستقبل القضية من هولاء الذين سيرفضهم التاريخ الى خارج اسواره .اختم بهذه الابيات الشعب اقسم والخلايق تعلم ..
مهما حصل لن نقبل الا التحرير معنا العلم والارض نسقيها دم حتى يعود الحق لهله والطير الشعب صمم لا ولن يستسلم لجل الكرامة با يواصل بالسير ياعالم افهم صرختي واتعلم مني اصول التضحية والتغيير