دربي مدينة سيئون ينتهي بالتعادل في بطولة كأس حضرموت الثامنة    تضامن حضرموت يحلق بجاره الشعب إلى نهائي البطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت بفوزه على سيئون    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    رعاية حوثية للغش في الامتحانات الثانوية لتجهيل المجتمع ومحاربة التعليم    مجلس وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل يناقش عدداً من القضايا المدرجة في جدول أعماله    "مسام" ينتزع 797 لغماً خلال الأسبوع الرابع من شهر أبريل زرعتها المليشيات الحوثية    الصين تبدأ بافتتاح كليات لتعليم اللغة الصينية في اليمن    تشيلسي يسعى لتحقيق رقم مميز امام توتنهام    استشهاد أسيرين من غزة بسجون الاحتلال نتيجة التعذيب أحدهما الطبيب عدنان البرش    صواريخ الحوثي تُبحِر نحو المجهول: ماذا تخفي طموحات زعيم الحوثيين؟...صحفي يجيب    المنخفض الجوي في اليمن يلحق الضرر ب5 آلاف أسرة نازحة جراء المنخفض الجوي باليمن    انهيار حوثي جديد: 5 من كبار الضباط يسقطون في ميدان المعركة    نائب رئيس نادي الطليعة يوضح الملصق الدعائي بباص النادي تم باتفاق مع الادارة    شاب سعودي يقتل أخته لعدم رضاه عن قيادتها السيارة    كان طفلا يرعى الغنم فانفجر به لغم حوثي.. شاهد البطل الذي رفع العلم وصور الرئيس العليمي بيديه المبتورتين يروي قصته    الهلال يلتقي النصر بنهائي كأس ملك السعودية    تعز.. حملة أمنية تزيل 43 من المباني والاستحداثات المخالفة للقانون    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    توضيح من أمن عدن بشأن مطاردة ناشط موالٍ للانتقالي    أهالي اللحوم الشرقية يناشدون مدير كهرباء المنطقة الثانية    صدام ودهس وارتطام.. مقتل وإصابة نحو 400 شخص في حوادث سير في عدد من المحافظات اليمنية خلال شهر    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    قيادي حوثي يخاطب الشرعية: لو كنتم ورقة رابحة لكان ذلك مجدياً في 9 سنوات    الخميني والتصوف    نجل القاضي قطران: والدي يتعرض لضغوط للاعتراف بالتخطيط لانقلاب وحالته الصحية تتدهور ونقل الى المستشفى قبل ايام    انهيار كارثي.. الريال اليمني يتراجع إلى أدنى مستوى منذ أشهر (أسعار الصرف)    إنريكي: ليس لدينا ما نخسره في باريس    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    جريدة أمريكية: على امريكا دعم استقلال اليمن الجنوبي    محلل سياسي: لقاء الأحزاب اليمنية في عدن خبث ودهاء أمريكي    بن الوزير يدعم تولي أحد قادة التمرد الإخواني في منصب أمني كبير    الرئيس الزُبيدي يُعزَّي الشيخ محمد بن زايد بوفاة عمه الشيخ طحنون آل نهيان    15 دقيقة قبل النوم تنجيك من عذاب القبر.. داوم عليها ولا تتركها    أولاد "الزنداني وربعه" لهم الدنيا والآخرة وأولاد العامة لهم الآخرة فقط    خطوة قوية للبنك المركزي في عدن.. بتعاون مع دولة عربية شقيقة    سفاح يثير الرعب في عدن: جرائم مروعة ودعوات للقبض عليه    يمكنك ترك هاتفك ومحفظتك على الطاولة.. شقيقة كريستيانو رونالدو تصف مدى الأمن والأمان في السعودية    مخاوف الحوثيين من حرب دولية تدفعهم للقبول باتفاق هدنة مع الحكومة وواشنطن تريد هزيمتهم عسكرياً    الحوثيون يعلنون استعدادهم لدعم إيران في حرب إقليمية: تصعيد التوتر في المنطقة بعد هجمات على السفن    مبلغ مالي كبير وحجة إلى بيت الله الحرام وسلاح شخصي.. ثاني تكريم للشاب البطل الذي أذهل الجميع باستقبال الرئيس العليمي في مارب    غارسيا يتحدث عن مستقبله    مكتب التربية بالمهرة يعلن تعليق الدراسة غدا الخميس بسبب الحالة الجوية    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    هربت من اليمن وفحصت في فرنسا.. بيع قطعة أثرية يمنية نادرة في الخارج وسط تجاهل حكومي    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليمن 2014.. حصيلة دامية وتصعيد سياسي غير مسبوق
نشر في عدن الغد يوم 29 - 12 - 2014


الصراعات في اليمن الشمالي
كتب: صالح أبو عوذل
تنبأت تقارير صحفية بعودة اليمن او ما كان يعرف بالجمهورية العربية اليمنية الى (الملكية) في ظل تقدم تحرزه جماعة الحوثيين التي باتت تحظى بتأييد قبلي من قبائل حاشد كبرى القبائل في الشمال اليمني, هذه الجماعة تحمل طابعا عقائديا ودينيا (زيدي شيعي), تسعى بحسب اتهامات لعودة الحكم الملكي الذي كان يحكم ما عرف بالمملكة المتوكلية اليمنية, واطيح به في ثورة مسلحة تمكنت بمساندة الجيش المصري من تحويل النظام في البلاد من ملكي الى جمهوري.
تقرير: إدارته حكومات انقلابية.. اليمن الشمالي بين الانفصال الطائفي والعرقي والعودة إلى الملكية
خمسون عاما على التحول في اليمن من نظام ملكي الى جمهوري, لكن هذا التحول شابته الكثير من الخروقات , حيث حكمت النظام الجمهوري قيادات ورؤساء اتوا على اشلاء وجثث من سبقوهم بدءا من السلال وانتهاء بعلي عبدالله صالح الذي لم يمت في حادث تفجير دار الرئاسة اليمنية.

اليوم الوضع في شمال اليمن يختلف جذريا , حيث يقول سياسيون يمنيون ان الملكيين يهددون الجمهورية اليمنية بفعل ما يدور في بعض المدن والبلدات المتاخمة للعاصمة اليمنية صنعاء.

الحوثيون ومن يناصرهم من (الزيود) الشيعة يقولون انهم يواجهون تيارات دينية تكفيرية ويقاتلونهم من اجل بقاء نفوذهم على مقدرات البلاد والتحكم بها وترك شعب اليمن الشمالي يتضور جوعا.

الحوثيون وفق تصريحات زعماء في الجماعة , يسعون لتمكين الشعب اليمني من ادارة بلاده , لكن هذا التصريحات يقول مسئولون في السلطات ومن الموالين للتيار الديني (الاخوان المسلمين) انها غير حقيقية ويعتبرون الحوثي ملكيا ويسعى لعودة الملكية, متهمين النظام السابق بدعم الحوثيين للانقلاب على حكم الاخوان على الرغم من المشاركة السياسية في الحكم لأحزاب اخرى.

وعلى الرغم من قيام ثورة سلمية على حكم علي عبدالله صالح في مطلع العام 2011م إلا ان الغالبية العظمى في الشمال لا يرضون بهذا التغيير الحاصل.

محمد العنسي شاب في الثلاثينات من عمره يرابط منذ العام 2011م في خيمة نصبها وسط حي الجامعة بالعاصمة اليمنية صنعاء، بألم وحسرة يتحدث محمد على ايام الثورة الأولى التي يقول انهم خرجوا فيها من اجل الحصول على دولة مدنية تساوي بين الجميع.

يأخذ محمد المحرر الى وسط الخيمة التي تمتلئ جنباتها برسوماته الممجدة لشهداء سقطوا برصاص الجيش والأمن اليمني وانصار الرئيس السابق.

وعلى باب الخيمة ينصب محمد لافتة كبيرة تحتوي على عبارات تلعن علي عبدالله صالح وعلي محسن الأحمر.

وعن اللافتة يقول محمد ان علي محسن الأحمر (وهو زعيم عسكري وقائد للفرقة الأولى مدرع) "هو من تآمر على ثورتنا وقد وضعنا كثوار في معسكر مغلق ومنعنا من خروج مسيرات لإسقاط نظام علي عبدالله صالح".
يذكر محمد الخلافات والتباينات التي كانت تحصل في الساحة وتصل الى ان "يتدخل جنود الفرقة الى جانب نشطاء الاخوان المسلمين ضدنا (نحن المستقلين)".

ما حصل (يقول محمد العنسي) انها "كانت مؤامرة على الثورة كما حصل في ثورة 26 سبتمبر التي يقول انها لم تحقق تطلعات الشعب في الشمال".

يرفض محمد مطالبات ابناء اليمن الجنوبي ويقول "الجنوبيون وحدويون اكثر منا نحن الشماليين".. طرح محمد لاقى ترحيبا من الزامكي وهو شاب من اليمن الجنوبي ومناصر لثورة التغيير الشمالية, لكن الزامكي يقول ان وحدوية الجنوب قتلت في العام 1994م.
العنسي والزامكي وغيرهما المئات من المستقلين يحتلون ساحة التغيير في صنعاء ويصرون على مواصلة ما يسمونها بالثورة اليمنية السلمية, لكن سلمية تلك الثورة تعرضت للقمع وقتل العشرات بينهم صحافيون في ما عرف بجمعة الكرامة.

بالقرب من ساحة التغيير تقع جولة شهداء الكرامة , اربعة من رجال شرطة المرور يتمركزون في التقاطعات، وعلى عمود للكهرباء نصبت لوحة ضخمة عليها صور شهداء الكرامة.

وعن الحادثة يتحدث سائق التاكسي وهو من ابناء تعز اليمنية "هؤلاء هم شهداء الكرامة سقطوا برصاص مسلحين يقال انهم استهدفوا الثوار من هذا المنزل" (يشير بيده ناحية عمارة تقع يسار الجولة على مدخل الساحة).

يقول عمار ان عملية قتل الثوار لم تثبت على طرف بعينه, هناك من يتهم النظام السابق, بينما النظام السابق يتهم الإخوان المسلمين بقتل المتظاهرين. (يضحك) "كل واحد يتهم الآخر وهكذا!".

في ال18 من مارس 2011م قتل نحو (45) من المتظاهرين ، معظمهم من طلاب الجامعات، وجرح 200 آخرون في ثلاث ساعات فقط، وفقا للأرقام التي جمعتها منظمة هيومن رايتس ووتش.

وفي ال18 من مارس الحالي تجمع المئات وسط الساحة التي كانوا يتظاهرون فيها ضد نظام صالح وهم يرددون هتافات تطالب بإسقاط الحصانة عن صالح باعتباره المتهم في قتل متظاهري جمعة الكرامة.

واصطف المئات في طوابير وهم يرتدون اكفانا تعبيرا عن تضامنهم مع رفاقهم الذين لقوا حتفهم في العام 2011م.

يقول عمار وهو سائق تاكسي ان الكثير من اليمنيين الشماليين باتوا يشعرون بالندم على الاوضاع التي كانت افضل بكثير من الوقت الراهن.. يشير الى ان غالبية الشعب وصل الى قناعة ان نظام صالح كان أفضل من الوضع الراهن.. والسبب كما يقول ان "الاخوان المسلمين يريدون حكمنا كيمنيين بالحديد والنار في الوقت الذي فشل فيه (صالح) على مدى عقود ثلاثة".

وعن الحل يقول ان "اليمنيين لديهم حكمة وسوف يخرجون من كل هذه المشاكل والازمات".

"الحوثيون يعدون رقما صعبا في المعادلة السياسية في الشمال".. يقول عبدالله صالح، مشرف على (خيمة) لعرض صور انتهاكات الطائرات الأمريكية للسيادة في اليمن وقتل العشرات من المدنيين "ان انصار الله ليسوا مختزلين في صعدة وعمران بل انهم ينتشرون في معظم المحافظات اليمنية الشمالية من صعدة شمالا الى تعز جنوبا ولديهم قواعد وانصار كثر".

وفي المعرض الذي يقول انهم افتتحوه قبل شهرين عشرات الصور لانتهاكات جنود امريكيين لما يقول انهم مسلمون في اليمن والعراق والشيشان.

وعلى جنبات الخيمة الداخلية توجد ملصقات فيها فتاوى لرجال دين يمنيين بينهم الزعيم الحوثي عبدالملك الحوثي وشيوخ دين.

وعن الفتاوى يقول "هذه فتوى للسيد (في اشارة الى عبد الملك الحوثي) الذي يلقبونه ب"السيد".

يتحدث محمد المطري وهو من بلدة بني مطر الى الغرب من صنعاء العاصمة "الكثير من اليمنيين يعتقدون ان الحوثي او انصار الله في صعدة فقط, وهذا ليس صحيحا، انصار الله في كل مكان.
يطلع القائمون الكاتب على المعرض, وفيه صور لضحايا غارة جوية, يشير صلاح بيده ناحية الصورة, هذه الصورة لضحايا طائرة بدون طيار, قتلوا اثناء مشاركتهم في عرس".
صور كثيرة لجنود أمريكيين قالوا انهم يسكنون في مقر يقع بجانب ثانوية للبنات وسط العاصمة.
الخيمة التي يقولون ان وسائل الاعلام اليمنية زارتها لم تحتو على صور ضحايا الغارات الجوية في الجنوب اليمني لأسباب، يقول صلاح ان الجنوبيين لم يزودونا بأي صور وإلا كنا عرضناها".
ساحة الجامعة تحولت الى منازل من صفيح, بوسطها يجتمع شبان يتناولون اوراق القات المحبب لدى الغالبية العظمى من اليمنيين.
يحيى شاب دون العشرينات من العمر يمتلئ فمه بأوراق القات يتحدث عن ثورة تم الانقلاب عليها من قبل جماعة الإخوان, يقول يحيى "الاصلاح رفعوا خيمهم قبل بدء مؤتمر الحوار الوطني في مارس من العام المنصرم, دعتهم توكل كرمان ولحقوا بها".
وعمن بقي في الساحة يقول "من بقي في الساحة هم الاحرار الذين رفضوا ما انتجته المبادرة الخليجية.. الناس هنا لا يسعون الى تسليم دولتهم الى يد جماعة ارهابية". بحسب التصنيف في اليمن لجماعة الاخوان.
يتقسم المئات من النشطاء في الساحة بين انصار الله والمستقلين, حيث اطلق المستقلون على ساحتهم (حارة دبش) على عكس الحوثيين الذين يأخذون الطابع الديني والمذهبي في تسمياتهم للمخيمات".

ساحة الجامعة تقع على بعد عدة كيلو مترات من خط المواجهة المسلحة بين الحوثيين وجماعة الإخوان المسلمين, حيث يقول ناشطون في جماعة انصار الله ان لديهم القدرة في احتلال صنعاء, ولكن هناك موانع كثير من بينها الحفاظ على ارواح الناس في العاصمة, خشية وقوع مواجهات مع مناوئيهم في المدينة المكتظة بالسكان.

وخلال الاشهر الماضية تمكنت تلك الجماعات الشيعية من التوغل في بلدة خمر وقبل ايام في وادي ظهر وهمدان, حيث سبق وقامت جماعة الحوثي بتفجير منزل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر, في الخمري لتعلن سيطرتها على معقل زعماء حزب الاصلاح جناح الإخوان المسلمين في اليمن, ليتمكن اولاده من الفرار الى العاصمة اليمنية صنعاء وفيها يستقرون ويتركون منزل والدهم اطلالا, قبل ان تبث وسائل اعلام يمنية صورا للحوثيين وهم يتجمعون وسط باحته, قبل ان يعلنوا عثورهم على اموال واسلحة.
وخلال الايام القلية الماضية انتقلت المواجهات المسلحة التي تأتي على وقع طائفي عرقي بين جماعة الحوثي الشيعية والاخوان المسلمين ذات المذهب السلفي إلى محافظة عمران التي كانت مسرحا للكثير من المعارك المسلحة التي اودت بحياة العشرات من الجانبين.

وسائل اعلام يمنية تحدثت عن نية الحوثي اسقاط صنعاء قبل ان يظهر قيادي في الجماعة لينفي ما قال انها مزاعم اسقاط العاصمة.

وقال السيد عبدالملك الحوثي في تصريحات انه " لا يريد اسقاط صنعاء فهو موجود وانصاره منتشرون في كل مكان".
ومنذ حكم الامامة يعد الشمال اليمني بلد الانقلابات العسكرية المسلحة حيث عرف عنها أنها بلد الانقلابات العسكرية والطائفية والعرقية منذ القدم, بدءا من انقلاب الامام على الوجود العثماني والتركي وانتهاء بمحاولة الانقلاب على الرئيس التوافقي هادي اثر استهدافه في مستشفى العرضي بصنعاء اواخر العام الماضي, قبل ان تسبقها محاولة اغتيال فاشلة فضلا عن الانقلاب على سلفيي دماج وترحيلهم من صعدة الشيعية ناحية الجنوب السني.

الإمامة في الشمال
تأسست (المملكة المتوكلية اليمنية في العام 1918) على الأرض والمساحة الجبلية والساحلية التي عرفت لاحقا بالجمهورية العربية اليمنية, واستمرت حتى انهيارها عام 1962 اثر انقلاب عسكري اسند من جمهورية مصر العربية.
وبحسب كتب التاريخ والموسوعات الحرة فقد أعلن الإمام يحيى حميد الدين إمامته، عام 1904م وخاض صراعاً ضد العثمانيين انتهى بتوقيع اتفاقية دعان عام 1911م، وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى تسلم مقاليد السلطة من الأتراك المنسحبين، وأعلن قيام المملكة المتوكلية اليمنية.

ولكن تلك المملكة انهارت بفعل الانقلاب العسكري الذي قاده شيوخ قبائل يتزعمهم محمد محمود الزبيري وهو شاعر وثائر تربى في جنوب اليمن او ما كان يعرف باتحاد الجنوب العربي.

وتقول كتب التاريخ والمؤلفات ان قوات الطائفة الشيعية الزيدية المسلمة قامت بطرد القوات العثمانية من شمال اليمن في منتصف القرن السابع عشر.

وتمكن الامام حميد الدين من السيطرة على مدن يمنية اصبحت فيما بعد تابعة للأراضي السعودية حيث يقول مؤرخون ان الامام يحيى وسع مملكته إلى جنوب تهامة وجنوب عسير, غير أنه اصطدم بالتأثير المتصاعد لملك نجد والحجاز عبد العزيز آل سعود.

الانقلاب على الإمام بمساندة جيش مصر العربية
قاد مجموعة من المشايخ القبليين ورجال الدين والسياسة انقلابا عسكريا على مملكة حميد الدين في ال26 من ديسمبر 1962م، هذا الانقلاب الجمهوري كما وصف حينها كان مسنودا بنحو سبعين الف جندي وضابط مصري, في حين كانت المملكة العربية السعودية قد قدمت كل الدعم المالي والعسكري للملكيين للصمود ودحر الجمهوريين وقوات الجيش المصري, لكن تلك المساعي السعودية قوبلت بالخسارة وانتصر الجمهوريون قبل ان يفرض الملكيون حصارا على صنعاء لأكثر من شهرين وهو الحصار الذي عرف فيما بعد بحصار ال70 يوما.

بعد انتصار الجمهوريين على الملكيين تعرض من تبقى من جنود الجيش المصري للتصفيات الجسدية (طعنا بالخناجر) من اجل الاستيلاء على اسلحتهم وتعزيز الجمهورية العربية اليمنية وحكم رئيسها عبدالله السلال.

وتقول السيرة الذاتية لأول رئيس للجمهورية العربية اليمنية عبدالله السلال انه من مواليد 1917 في قرية شعسان مديرية سنحان محافظة صنعاء.

التحق بمدرسة الأيتام بصنعاء عاصمة اليمن آنذاك عام 1929، وبعد اتمامه للمرحلة الثانوية قبل ان يرسله حاكم اليمن الإمام يحيى حميد الدين إلى العراق عام 1936 في بعثة عسكرية التحق بالكلية العسكرية العراقية وتخرج فيها برتبة ملازم ثان عام 1939.

الإرياني ينقلب على السلال
تمت الإطاحة بالسلال في انقلاب قام به ضباط الصاعقة والمظلات في 5 نوفمبر 1967 أثناء زيارته للعراق حيث كانت الحرب الأهلية بين الجانب الملكي والجانب الجمهوري لا تزال قائمة ، وتشكل مجلس رئاسي من ثلاثة أمناء هم عبد الرحمن الإرياني ومحمد علي عثمان وأحمد محمد نعمان وتشكلت حكومة برئاسة محسن العيني.

وتوفي المشير السلال اول رئيس للعربية اليمنية (الشمال) في 5 مارس 1994 (عن 77 عاما).
وعقب الاطاحة بالسلال والانقلاب عليه تم تعيين القاضي عبد الرحمن بن يحيى الإرياني (المولود في اليمن الاسفل "إب" لأسرة شافعية, وهو زعيم ديني وسياسي، شارك في الانقلاب الاول ضد الامام), رئيسا للمجلس الجمهوري 1967 إلى 1974 أي ثاني رئيس للجمهورية العربية اليمنية التي اتت بفعل الانقلاب على حكم الامامة.

ويقول مؤرخون انه وبعد انقلاب 5 نوفمبر 1967 على الرئيس عبد الله السلال وصعود الرئيس عبد الرحمن الإرياني، غلب الطابع المدني مع سمات النظام البرلماني على الطابع العسكري وتراجع نسبياً دور الجيش في الحياة السياسية، وأجريت العديد من التعديلات والاستحداثات في الجيش حينها.

الحمدي يقود انقلابا (أبيض) على القاضي الإرياني

أطاح الرئيس ابراهيم الحمدي في انقلاب أبيض يوم 13 يونيو 1974م بالقاضي الارياني, ويقول مؤرخون ان الإعلان عن تسلم ابراهيم الحمدي مقاليد الحكم بالانقلاب على الارياني كان بمثابة إجهاض لأول تجربة لأول وآخر رئيس مدني يحكم العربية اليمنية (الجمهورية).
وتوفي القاضي الارياني في المنفى بسوريا في مارس من العام 1998م.
وتسلم إبراهيم بن محمد الحمدي السريحي مقاليد الحكم كرئيس للجمهورية العربية اليمنية في 13 يونيو 1974 وظل حتى 11 أكتوبر 1977 عام اغتياله هو وأخيه عبدالله على يد انقلابيين اخرين.

وتقول السيرة الذاتية للرئيس الحمدي الذي ولد في 1943 بمحافظة إب وأصوله من منطقة ريدة في محافظة عمران فهو سريحي من خولان.

ويقول المؤرخون ان الحمدي ينحدر من أسرة معروفة في الأوساط الدينية الزيدية، فقد كان والده محمد بن صالح بن مُسلَّم الحمدي قاضيا في (ثلا) و(ذمار).

تعلم في كلية الطيران، ولم يكمل دراسته وعمل مع والده القاضي في محكمة ذمار في عهد الإمام أحمد يحيى حميد الدين، وأصبح في عهد الرئيس عبدالله السلال قائداً لقوات الصاعقة، ثم مسؤولاً عن المقاطعات الغربية والشرقية والوسطى.

وفي عام 1972 أصبح نائب رئيس الوزراء للشؤون الداخلية، ثم عين في منصب نائب القائد العام للقوات المسلحة.

قاد إبراهيم محمد الحمدي انقلابا أبيض سمي (حركة 13 يونيو التصحيحية) لينهي حكم الرئيس عبد الرحمن الإرياني والذي كان الرئيس المدني الوحيد من حكام اليمن, وصعد المقدم إبراهيم الحمدي للحكم برئاسة مجلس قيادة البلاد.
وبحسب المؤرخين فقد اتسع الدور الذي يلعبه الجيش في النظام السياسي والحياة العامة ، وعاد تدخل الجيش في الحياة السياسية بل وكان الحكم العسكري هو سمة النظام السياسي بحكم أن الغشمي كان أحد مدبري الانقلاب ومن المقربين من إبراهيم الحمدي حينها، عُين الغشمي مشيرا في القوات المسلحة فقام هو بدوره بتعيين علي عبدالله صالح حاكماً عسكرياً على تعز برتبة رائد.

بدأ الحمدي بالتقليل من دور مشايخ القبائل في الجيش والدولة وألغى وزارة شئون القبائل باعتبارها معوقاً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتحولت إلى إدارة خاصة تحت مسمى (الإدارة المحلية) تقدم الاستشارة.
وقام بتجميد العمل بالدستور وحل مجلس الشورى، وفي 27 يوليو 1975 الذي أطلق عليه "يوم الجيش" أصدر قرارات بإبعاد العديد من شيوخ القبائل من قيادة المؤسسة العسكرية وأجرى إعادة تنظيم واسعة للقوات المسلحة، فاستبدل الحمدي العديد من القادة العسكريين خاصة ممن يحملون صفة (شيخ قبلي)، بقادة موالين لتوجه الحركة التصحيحية التي يقودها الرئيس الجديد الحمدي، وأعاد بناء القوات المسلحة بشكل جديد حيث تم دمج العديد من الوحدات لتتشكل القوات المسلحة من أربع قوى رئيسة على النحو التالي:

قوات العمالقة: تشكلت من دمج لواء العمالقة والوحدات النظامية، كقوة عسكرية ضاربة في محافظة ذمار مهمتها تأمين حماية النظام وجعل على رأسها شقيقه عبدالله الحمدي.
قوات الاحتياط العام: تشكلت من دمج لواء العاصفة ولواء الاحتياط.
قوات المظلات: تشكلت من سلاح الصاعقة وسلاح المظلات ولواء المغاوير.
قوات الشرطة العسكرية: تشكلت من سلاح الشرطة العسكرية وأمن القيادة.
ووفق ما ذكره المؤرخون فقد تقارب الحمدي مع النظام الاشتراكي في اليمن الجنوبي، وفي خطوات السير نحو الوحدة، عقدت (اتفاقية قعطبة) في فبراير 1977 نصت على تشكيل مجلس من الرئيسين إبراهيم الحمدي وسالم ربيع علي لبحث ومتابعة كافّة القضايا الحدودية بين الدولتين الجارتين.

نشبت الخلافات بين إبراهيم والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، شيخ مشايخ حاشد وقتها وكان كثير من مشايخ القبائل والمسؤولين (المعارضين) للحمدي في السعودية، وجاء في وثيقة بعثها هؤلاء المعارضون لسنان أبو لحوم: "الأخ النقيب (النقيب هو لقب مشايخ بكيل) سنان أبو لحوم.. حفظكم الله.

كان قد تم الاتفاق على خروج أكثرنا وحصل التأخير انتظارا لوصول الأخ عبدالله (يقصد عبدالله الأحمر) من أجل تبادل الرأي عند وصوله هنا.

الموقف هنا مازال على الصورة التي سبق شرحها لكم، فالقناعة لدى المسؤولين جيدة. وحقيقة الحمدي تظهر يوما بعد يوم ولديه أساليب ووسائل كثيرة للمغالطة ولا شك أنه في زيارته سيطرح لهم مؤامرات سنان أبو لحوم وارتباطاته بفلان وفلان والجهة الفلانية، ومؤامرات وتخريب مجاهد أبو شوارب (أحد زعماء حاشد) والتحقيق في ما حصل من تفجير أو محاولة تفجير.

وكعادته لا بد أن يكذب ويلوح بالقوة بالأساليب المتعددة مادامت السلطة بيده وحكم البلاد بيده بحسب الظاهر فكلمته لها وزنها واعتبارها ويحسب لها حساب.
ولكن كيفما كان الأمر فلا يعني ذلك أن تتخلى المملكة السعودية عن القبائل لأنهم مرتبطون بها ارتباطا مصيريا وهي تقدر هذا كل التقدير وتعرف الصدق والوفاء في مواقفهم".
(عبد الملك الطيب أحد أقطاب المعارضة ضد إبراهيم الحمدي من المملكة العربية السعودية لسنان أبو لحوم - وثيقة رقم 24 من مذكرات سنان بتاريخ الاثنين 25 يوليو 1977) يقول فيها انه "كان ينبغي أن نقنع الآخرين بقناعتنا أننا شيء واحد وعلى رأي واحد يرتبط بمصلحة المملكة وسياستها ومصلحة اليمن وسياسته ولا ينبغي أن نستسلم لأي دس أو تشويش ومع الأيام لابد أن تتحسن الأمور مادام موقفك على خط واضح لا يتعارض مع أهداف المملكة أو يسئ إليها".

وبحسب مذكرات ابو لحوم فقد أطاح الرئيس إبراهيم الحمدي بالقاضي عبد الرحمن الإرياني وذلك عن طريق إقناع القيادات القبلية واستخدامها طعما مرحلياً لإدراكه أنهم أصحاب القوة الحقيقية على أرض الواقع, فقام باستمالة سنان أبو لحوم بتعيين قريبه محسن العيني رئيسا للحكومة وأبقى على أقارب أبو لحوم في الجيش وهؤلاء فصيل قبلي لا ترضى عنه السعودية ولكن سرعان ما تخلص منهم عام 1975 خلال ما سماه الحمدي ب(عيد الجيش). تحرك الحمدي أغضب عبد الله بن حسين الأحمر رغم أنه منافس لأبو لحوم ولكنه أدرك نوايا الحمدي للتخلص من تأثير القوى القبلية السلبي في الغالب حاول الأحمر حشد أنصاره في أرياف صنعاء للإطاحة بالرئيس الحمدي ولكن السعودية، الوصي على القوى القبلية في اليمن عن طريق الأموال التي تدفعها من خلال ما يسمى (اللجنة الخاصة) رفضت دعم الأحمر لأن الحمدي نجح في إيهامهم أنه حليف لهم بتخلصه من آل أبو لحوم.

شهد عهد إبراهيم الحمدي إصلاحات سياسية واقتصادية كبيرة وراهن على شعبيته في الأوساط اليمنية ليخرج بلاده من العباءة السعودية بقصقصة أظفار اللاعبين القبليين الأقوياء ولكن بدأت نواياه تتكشف للسعودية وأظهر الحمدي عدة مظاهر (استقلال خطيرة) مثل عقد قمة رباعية لدول حوض البحر الأحمر وبدأ بالتواصل مع رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سالم رُبيَّع علي بشأن الوحدة اليمنية وعقد صفقات سلاح مع فرنسا وكلها (خطوط حمراء) بالنسبة لآل سعود.

اغتيال الرئيس الحمدي
لم يكمل الحمدي ما بدأه واغتيل مع شقيقه عبدالله الحمدي قائد قوات العمالقة في 11 أكتوبر1977 قبل يوم واحد من توجهه الى العاصمة الجنوبية (عدن) لبحث الوحدة اليمنية مع الرئيس سالم ربيع علي.
بقي ملف الحمدي معلقاً لسنوات, لكن بعد توقيع اتفاقية الوحدة اليمنية بين الشمال والجنوب وبعد التصفيات التي تمت لقيادات الجنوب في صنعاء على يد اتباع علي عبدالله صالح, حيث يقول سياسيون ان صالح اعدم نحو مائتين من قيادات وكوادر دولة الجنوب الشريك في الوحدة.
ويؤكد مطلعون ان صحيفة (الثوري) الناطقة بلسان الحزب الاشتراكي نشرت معلومات عن اغتيال الحمدي, حيث قالت الصحيفة ابان تدشين صالح لعمليات التصفية "إن علي عبدالله صالح القائد العسكري لتعز أطلق الرصاص على الحمدي بمعونة عبدالله بن حسين الأحمر ومشاركة أحمد الغشمي والسعوديين".
وهُناك تكهنات أخرى كلها تشير إلى ضلوع صالح في مؤامرة الاغتيال بحكم منصبه وصفاته الشخصية دون أن يكون ممكناً التثبت من أي منها، والثابت أن نفوذه ودوره في الدولة ارتفع ارتفاعاً هائلاً بعد عملية الاغتيال حتى أصبح المتنفذ الأول فيها".
وبحسب ما ذكر فان بعض يتهم نائبه والجيش مع بعض شيوخ القبائل التي حد من نفوذها، والبعض يتهم المملكة العربية السعودية بدعم العملية بسبب تمرد الحمدي عليها ومحاولته اتباع سياسة مستقله عن النفوذ والمضي نحو الوحدة اليمنية وأحد أهم دوافع السعودية و(لجنتها الخاصة) التي تدفع المرتبات الشهرية لمشايخ القبائل من اجل عرقلة الوحدة اليمنية".
وخلف أحمد الغشمي الحمدي في رئاسة الجمهورية العربية اليمنية لأقل من سنة واحدة، ومن ثُم قُتل هو بدوره في مؤامرة غير واضحة الأبعاد بتفجير حقيبة مفخخة أوصلها له مبعوث الرئيس الجنوبي سالم ربيع علي، ليعدم سالم ربيع بعد يومين بتهمة اغتياله رغم تعهده بالانتقام من قتلته، وبعد أقل شهر من مقتل الغشمي، أصبح علي عبدالله صالح عضو مجلس الرئاسة رئيس الجمهورية العربية اليمنية بعد أن انتخبه مجلس الرئاسة بالإجماع ليكون الرئيس والقائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية.

زعيم الانقلاب على الحمدي رئيسا!
ترأس المقدم أحمد حسين الغشمي الجمهورية العربية اليمنية في الفترة من 1977 – 1978.
والغشمي ولد في ضلاع همدان، إحدى ضواحي العاصمة اليمنية صنعاء عام 1941، التحق بالقوات المسلحة بعد قيام ثورة 26 سبتمبر، وتولى مهام ومسئوليات قيادية عسكرية كرئيس لأركان حرب فوج، وقائدا للمحور الغربي ثم الشرقي، واللواء الأول مدرع".
واطلق انقلاب الغشمي على الحمدي بحركة التصحيح, وتولى منصب رئيس الأركان ثم نائبا لرئيس مجلس القيادة (رئاسة الدولة) استمر حكمه أقل من سنة واحدة.

كيف تم الانقلاب على الغشمي؟
اغتيل الغشمي في مكتبه في القيادة العامة للجيش في 24 يونيو 1978؛ إثر انفجار حقيبة ملغومة - حملها إليه من عدن (مهدي أحمد صالح تفاريش), مبعوث رئاسي من سلطات الحكم في عدن - في ظروف غامضة؛ وجّهت فيها أصابع الاتهام لأكثر من طرف في قيادة الحزب (الاشتراكي) في عدن، وإثر ذلك عقدت جامعة الدول العربية اجتماعا طارئا - على مستوى وزراء الخارجية العرب - هدف إلى اتخاذ موقف عربي ضد نظام الحكم في عدن؛ لضلوعه في عملية الاغتيال، وقد أعلنت خمس عشرة دولة عربية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع حكومة عدن إثر ذلك الحادث. ليعقبه سالم ربيع في القتل بعد أشهر بتهمة اغتياله رغم تعهده بالانتقام من قتلته.

ما بعد اغتياله
شُكّل مجلسٌ رئاسي برئاسة (عبد الكريم عبدالله العرشي) رئيس مجلس الشعب التأسيسي، وعضوية كلٍّ من: (علي الشيبة)، و(عبد العزيز عبد الغني)، و(علي عبدالله صالح)، وفي ال17/7/1978م انتخب مجلس الشعب التأسيسي بأغلبية الأصوات (علي عبدالله صالح) رئيسا للجمهورية، وقائدا عاما للقوات المسلحة، وتعيين القاضي (عبدالكريم عبدالله العرشي) نائبا لرئيس الجمهورية العربية اليمنية.

علي عبدالله صالح يحكم اليمن لأكثر من ثلاثة عقود
علي عبد الله صالح (ولد في 21 مارس 1942)، وكان الرئيس السادس للجمهورية العربية اليمنية من 1978 حتى 1990 ليصبح بعد ذلك التاريخ أول رئيس للجمهورية اليمنية.

وتعد فترة حكمه أطول فترة حكم لرئيس في اليمن منذ العام 1978 وحتى تسليمه للسلطة في 25 فبراير 2012، يحمل رتبة المشير العسكرية، وهو صاحب ثاني أطول فترة حكم من بين الحكام العرب - الذين هم على قيد الحياة حاليا.

وصل صالح إلى رأس السلطة في البلاد عقب اغتيال الرئيس أحمد الغشمي بفترة قصيرة إذ تنحى عبد الكريم العرشي واستلم صالح رئاسة البلاد في فترة صعبة تم وصف نظامه بانه (كليبتوقراطية) وتذيلت البلاد قائمة منظمة الشفافية الدولية المعنية بالفساد.

وعرف عن علي عبدالله صالح بأنه كان صاحب شخصية دموية, حيث ارتكب طوال حكمه مجازر وحشية, يؤكد المؤرخون ان اول قرار اتخذه صالح في 10 أغسطس 1978 وقضى بإعدام ثلاثين شخصا متهمين بالانقلاب على حكمه.
وتسبب سقوط الاتحاد السوفييتي في اضعاف موقف جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ليتفق مع علي سالم البيض وهو رئيس اليمن الديمقراطي بعد مفاوضات على الاتحاد واعتبار علي عبد الله صالح رئيساً للجمهورية اليمنية وعلي سالم البيض نائباً للرئيس.

وعقب توقيع الوحدة بأقل من عام, نفذ صالح حملة تصفيات كبيرة بحق قيادات ورموز دولة الجنوب, ليضطر بعدها علي سالم البيض النائب لصالح للاحتجاج في منزله بصنعاء, وحينما كان البيض يحتج على التصفيات ولزم منزله كان صالح قد تحرك ليحشد رجال دين شماليين في مدينة تعز القريبة من عدن.

وفي ال27 من ابريل 1994م كان صالح يحشد الآلاف من انصاره وسط ميدان السبعين في الوقت الذي كان وزير العدل عبدالوهاب الديلمي منهمك في اعداد فتوى دينية تجيز للشماليين قتال الجنوبيين.

وفي ساعة الظهيرة كان صالح يصور لأنصاره ان الوحدة في خطر وانه يجب الدفاع عنها بكل ما يملكون, اطلق صالح طلقة واحدة من مسدسه الشخصي في الهواء ليعلن بدء الانقلاب على شركاء الوحدة الجنوبيين, وهي الطلقة التي وصفها سياسيون جنوبيون بأنها الطلقة التي قلت الوحدة السلمية, وبينما عاد الرئيس اليمني الى منزله كانا اثنان من الالوية العسكرية في بلدة عمران الشمالية قد دشنا القتال المتبادل لتعقبها الوية اخرى جنوبية وشمالية في ذمار ومأرب, حين ذلك كان الديلمي ورجال الدين قد انتهوا من اصدار فتوى دينية اوجبت قتال الجنوبيين وقتلهم باعتبارهم كما يقول نص الفتوى "خارجين عن الدين الاسلامي".

ويقول نص الفتوى الصادرة عن وزير العدل اليمني في منتصف تسعينات القرن الماضي, «إننا نعلم جميعاً أن الحزب أو البغاة في الحزب الاشتراكي اليمني المتمردين المرتدين هؤلاء لو احصينا عددهم لوجدنا أن اعدادهم بسيطة ومحدودة, ولو لم يكن لهم من الأنصار والاعوان من يقف إلى جانبهم ما استطاعوا ان يفعلوا ما فعلوه في تاريخهم الأسود طيال خمسة وعشرين عاماً، وكل الناس يعرفون في داخل المحافظات الجنوبية وغيرها أنهم اعلنوا الردة والالحاد والبغي والفساد والظلم بكل أنواعه وصنوفه، ولو كان هؤلاء الذين هم راس الفتنة لم يكن لهم من الاعوان والانصار ما استطاعوا أن يفرضوا الإلحاد على أحد ولا أن ينتهكوا الاعراض ولا أن يؤمموا الاموال ويعلنوا الفساد ولا أن يستبيحوا المحرمات، لكن فعلوا ما فعلوه بأدوات, هذه الادوات هم هؤلاء الذين نسميهم اليوم المسلمين هؤلاء هم الذي اعطى الجيش ولاءه لهذه الفئة، فاخذ ينفذ كل ما يريد أو ما تريد هذه الفئة ويشرد وينتهك الاعراض ويعلن الفساد ويفعل كل هذه الأفاعيل وهنا لابد من البيان والإيضاح لحكم الشرع في هذا الأمر:

أجمع العلماء أنه عند القتال بل إذا تقاتل المسلمون وغير المسلمين فإنه أذا تترس اعداء الإسلام بطائفة من المسلمين المستضعفين فإنه يجوز للمسلمين قتل هؤلاء المُتترس بهم مع أنهم مغلوبون على أمرهم وهم مستضعفون من النساء والضعفاء والشيوخ والاطفال، ولكن إذا لم نقتلهم فسيتمكن العدو من اقتحام ديارنا وقتل أكثر منهم من المسلمين ويستبيح دولة الإسلام وينتهك الاعراض.

إذا ففي قتلهم مفسدة اصغر من المفسدة التي تترتب على تغلب العدو علينا، فإذا كان إجماع المسلمين يجيز قتل هؤلاء المستضعفين الذين لا يقاتلون فكيف بمن يقف ويقاتل ويحمل السلاح.

هذا اولاً، الامر الثاني: الذين يقاتلون في صف هؤلاء المرتدين يريدون أن تعلو شوكة الكفر وأن تنخفض شوكة الإسلام، وعلى هذا فإنه يقول العلماء من كان يفرح في نفسه في علو شوكة الكفر وانخفاض شوكة الإسلام فهو منافق، أما إذا اعلن ذلك وأظهره فهو مرتد أيضاً».

وشنت القوات العسكرية الشمالية حربا على الجنوب مسنودة بمليشيات دينية وقبلية ومن العائدين من افغانستان, حيث تمكنت تلك القوات بعد حرب استمرت زهاء 100 يوم من احتلال مدينة عدن, وقتل جرح عشرات الآلاف من الجنوبيين جراء ما امطرت به القوات الشمالية مدينة عدن بصواريخ الكاتيوشا التي نسبت فيما بعد الى الجنرال اليمني علي محسن الأحمر الاخ غير الشقيق للرئيس صالح والذي اطلق عليه في الجنوب لقب (علي كاتيوشا).
وادت الحرب الى نزوح للسكان مدينة عدن الى الجبال, في حين هربت القيادات الجنوبية بما فيها الرئيس علي البيض الى دولة دول خليجية واوروبية.

وفي عام 2011 قامت على نظام صالح ما اسميت ب(ثورة الشباب اليمنية) وسلم صالح السلطة بعد سنة كاملة من الاحتجاجات بموجب (المبادرة الخليجية) الموقعة بين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك والتي أقرت ضمن بنودها تسليم صالح للسلطة بعد إجراء انتخابات عامة كما أقرت لصالح حصانة من الملاحقة القانونية وتم إقرار قانون الحصانة في مجلس النواب اليمني واعتباره قانونا سياديا لا يجوز الطعن فيه، وهو ما يعتبر مخالفة صريحة لدستور البلاد، تولى نائبه عبدربه منصور هادي رئاسة المرحلة الانتقالية.

وفي ال3 من يونيو العام 2011، تعرض صالح لمحاولة اغتيال اثر استهدافه وهو يؤدي صلاة الجمعة في دار الرئاسة او ما يسمى بجامع النهدين, وقصف الجامع بصواريخ ادت الى اصابة صالح بجروح بليغة بينما قتل واصيب عدد من معاونيه وقيادات بارزة في نظامه.

اضطر صالح بعدها الى التنحي بموجب المبادرة الخليجية وتسليم مقاليد السلطة لنائبه عبدربه منصور هادي الذي خاض لاحقا انتخابات بمفرده كرئيس لدولة اليمن, ليترأس لاحقا مؤتمر حوار وطني وسط مقاطعة لأبناء محافظات جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي اعلنوا خلال تظاهرة حاشدة نظمت بهدف اعلان رفضهم للحوار اليمني على اعتبار انه خاص باليمن الشمالي, قبل ان ينظموا تظاهرات لاحقة لاتزال مستمرة يجددون فيها رفضهم وباستمرار لمخرجات الحوار اليمني.

آخر رئيس لليمن ما بعد عام 1994م, عبدربه منصور هادي الفضلي، من مواليد الأول من سبتمبر 1945, في قرية ذكين، مديرية الوضيع في محافظة أبين الجنوبية.

وتخرج في بريطانيا عام 1966 بعد حصوله على منحة دراسية عسكرية للدراسة في بريطانيا، لتعلم اللغة الإنجليزية. ثم في عام 1970 حصل على منحة دراسية أخرى لدراسة سلاح الدبابات في مصر لمدة ست سنوات.
أمضى هادي السنوات الأربع التالية في دراسة القيادة العسكرية في الاتحاد السوفيتي.

وشغل عدة مناصب عسكرية في جيش اليمن الجنوبي، عمل قائدا لفصيلة المدرعات، وبعد الاستقلال (30 نوفمبر 1967) عين قائدا لسرية مدرعات في قاعدة العند في المحور الغربي لجنوب اليمن، ثم مديرا لمدرسة المدرعات، ثم أركان حرب سلاح المدرعات، ثم أركان حرب الكلية الحربية، ثم مديرا لدائرة تدريب القوات المسلحة.

وفي سنة 1972 انتقل إلى محور الضالع، وعين نائبا ثم قائدا لمحور كرش، وكان عضو لجنة وقف إطلاق النار، ورئيس اللجنة العسكرية في المباحثات الثنائية التالية للحرب مع الشمال.

استقر في مدينة عدن مديرا لإدارة التدريب في الجيش، مع مساعدته لرئيس الأركان العامة إداريا، ثم رئيسا لدائرة الإمداد والتموين العسكري بعد سقوط حكم الرئيس سالم ربيع علي، وتولي عبد الفتاح إسماعيل الرئاسة. رقي إلى درجة نائب لرئيس الأركان لشؤون الإمداد والإدارة معنيا بالتنظيم وبناء الإدارة في الجيش بداية من سنة 1983، وكان رئيس لجنة التفاوض في صفقات التسليح مع الجانب السوفياتي، وتكوين الألوية العسكرية الحديثة. كان من ضمن القوى التي نزحت إلى صنعاء عقب حرب 1986 الأهلية في جنوب اليمن.

عمل مع زملائه على لملمة شمل الألوية العسكرية التي نزحت معهم إلى الشمال، وإعادة تجميعها في سبعة ألوية، والتنسيق مع السلطات في الشمال لترتيب أوضاعها ماليا وإداريا، وأطلق عليها اسم ألوية الوحدة اليمنية، وظل في شمال اليمن حتى يوم 22 مايو 1990، تاريخ الوحدة اليمنية.

عين قائدا لمحور البيضاء، وشارك في حرب 1994 الى جانب القوات الشمالية, قبل ان يتم تعيينه في مايو 1994 وزيرا للدفاع، ثم عين نائبا للرئيس في 3 أكتوبر من نفس السنة.

وانتخب هادي رئيسا للجمهورية اليمنية كصفة رئيس انتقالي في ال25 من فبراير 2012، وكان قبلها نائبا للرئيس (صالح) منذ 1994 - 2011.

وعمل كقائم بأعمال الرئيس علي عبدالله صالح حين كان يخضع للعلاج في السعودية في اعقاب هجوم على القصر الرئاسي أثناء ثورة الشباب اليمنية 2011.

وفي 23 نوفمبر أصبح رئيسا بالإنابة مرة أخرى قبل الانتخابات الرئاسية اليمنية 2012 التي خاضها هادي كمرشح للتوافق الوطني والذي اجمع عليه حزب المؤتمر الشعبي العام واحزاب تكتل اللقاء المشترك.

منذ توليه رئاسة البلاد من 21 فبراير 2012، يقول سياسيون ان هادي يفتقر لدعم القوى القبلية المؤثرة في البلاد الذي يحظى به منافسوه وأبرزهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح وابنه أحمد بالإضافة لطبيعته الشخصية فهو يفتقد للجرأة السياسية والحزم وسمته البطء والتردد وفقا ل(نيويورك تايمز) الامريكية.

وتعرض هادي منذ تعيينه لعمليات اغتيال كان ابرزها استهداف مجمع العرضي في وزارة الدفاع اليمنية التي كان هادي ينوي خلالها زيارة نجل شقيقه الذي يرقد في مستشفى العرضي, والذي قتل في الحادث.
وتسعى قوى يمنية نافذة الى الانقلاب على هادي بشتى الوسائل في الوقت الذي تصر فيه قوى اخرى على التمديد له فترة اضافية.

ورغم التأييد الذي يحظى به الرئيس اليمني الانتقالي في صنعاء الا ان الاخوان المسلمين احد ابرز الاجنحة المعارضة لسياسة الرئيس الجنوبي, حيث عمدت تلك القوى الى الدفع بشخصيات سياسية تطالب هادي بتسليم السلطة لعدة اعتبارات من بينها انه جنوبي ويسعى لتفتيت الشمال اليمني.

ويشهد الشمال اليمني ذو النزعة القبلية والدينية معارك طاحنة بين فصائل يمنية متناحرة رغم ان مجلس الأمن وضع البلاد تحت البند السابع من ميثاق الامم المتحدة والذي اقر وضع اليمن تحت الوصاية الدولية وهدد بمعاقبة اي معرقل لما اسماها بالتسوية السياسية في اليمن المضطرب امنيا, حيث يخوض طرفا الصراع الاخوان المسلمون من طرف والحوثيون الشيعة من الطرف الآخر معارك دامية, وسط اتهامات لنظام الرئيس السابق بدعم الحوثيين لاستعادة عرش الملكية, حيث كشفت وسائل إعلام يمنية مقربة من الرئيس صالح عما قالت إنها مساع يبذلها محمد بن عبد الله بن الحسين بن حميد الدين، العائد إلى اليمن منذ نحو شهر لترتيب عودة أفراد أسرته.. مؤكدة ان "قرارات جمهورية ستصدر بإعادة أملاك أسرة حميد الدين التي كانت تحكم اليمن قبل الإطاحة بها في مطلع ستينات القرن الماضي".

وقال علي بن الحسين علي حميد الدين "إن الأمير يسعى في زيارته الاجتماعية بالدرجة الأولى إلى لقاء الرئيس عبدربه منصور للسماح بعودة بقية العائلة الذين يقدر عددهم بألفي شخص".
وبحسب الصحيفة فإن قرارات جمهورية ستصدر تقضي بإعادة أملاكهم المصادر بعضها من الدولة ومنهوب بعضها من قبل الأفراد.

وأضاف علي حميد الدين "لقد سعينا حثيثاً لحصول العائلة على مقعد في مؤتمر الحوار الوطني لطرح قضية العائلة ووضع صيغة وطنية لإغلاق هذا الملف المفتوح منذ خمسة عقود، ووقف علي محسن وطابوره من ناهبي أملاك الأسرة في وجه هذا المطلب، فلم نتمكن من المشاركة في الحوار الوطني".

وأتت عودة احد احفاد حميد الدين في الوقت الذي تقترب فيه جماعة الحوثي الزيدية والمقربة من اسرة حميد الدين من العاصمة اليمنية صنعاء, وباتت على مشارف صنعاء.

ووسط حالة التجاذبات السياسية والعنف المسلح الذي يأتي على وقع طائفي (سني زيدي) فإن الكثير من المراقبين لا يستبعدون عودة العربية اليمنية او اليمن الشمالي الى النظام الملكي السابق في ظل القوة العسكرية التي يتمتع بها الحوثيون السادة, والمقربون من الطائفة الملكية السابقة.

المزيد
اتسم العام المنصرم في اليمن بالاضطراب والفوضى وتزايد مستويات العنف ضمن مشهد سياسي حفل بتحولات حادة.
وفرضت حركة الحوثي واقعاً جديداً على البلد الذي طحنته الظروف الاقتصادية، بينما واصل تنظيم القاعدة هجماته ضد القوات الحكومية، في حين تأججت معارك سياسية وإعلامية بين الفرقاء اليمنيين.
ويأمل اليمنيون خلال توديع العام 2014 الذي كان بائساً بأحداثه، أن يشهد العام المقبل استتباب الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي.
ورصدت شبكة إرم نيوز في هذا التقرير أبرز الأحداث التي شهدها اليمن خلال العام المنصرم:
يناير: اختتام مؤتمر الحوار الوطني
في مطلع من يناير/ كانون الثاني، شنّت طائرة أمريكية دون طيار غارة جوية بمحافظة أبين، جنوبي البلاد، أسفرت عن مقتل شخصين يشتبه بصلتهما بتنظيم القاعدة وإصابة 3 أشخاص آخرين، وفقاً لوزارة الداخلية اليمنية.
وفي الثالث من يناير، قتل عقيد من قوات الجيش اليمني وإلى جواره خمسة أشخاص آخرين، كما أصيب 9 جنود، إثر حملة عسكرية شنتها وحدات عسكرية من الجيش اليمني على معاقل مفجّري أنابيب نفطية بمحافظة مأرب شمال شرق اليمن.
في اليوم التالي، تواصلت المواجهات المستمرة منذ أواخر العام الماضي 2013 بين جماعتي الحوثيين والسلفيين لتسفر عن مقتل العشرات من الطرفين بمحافظة عمران شمالي البلاد.
وشهد الثالث عشر من الشهر ذاته تشييع آلاف الجنوبيين لأكثر من 20 قتيلا بينهم أطفال، قضوا في حادثة قصف وحدات عسكرية للجيش لسرادق عزاء بمحافظة الضالع جنوب البلاد.
وقتل 10 جنود وأصيب آخرون، في هجمات متزامنة شنّها تنظيم القاعدة على ثلاثة مواقع عسكرية للجيش بمحافظة البيضاء وسط اليمن، يوم السادس عشر من يناير، الذي شهد أيضاً اغتيال عقيد في المخابرات اليمنية بمحافظة عدن، اتهمت السلطات اليمنية تنظيم القاعدة بمقلته.
في الثامن عشر من ذات الشهر، تمّكن مسلحون من اغتيال دبلوماسي إيراني أُثناء توجهه إلى مقر عمله بالسفارة الإيرانية بالعاصمة صنعاء، كما شهدت صنعاء اغتيالاً لعضو مؤتمر الحوار اليمني عن قائمة أنصار الله (الحوثيين) أحمد شرف الدين في 21 من يناير.
واختتمت في ال25 من يناير، أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل بعد عشرة أشهر من انعقاده وسط حضور إقليمي ودولي، اتفق خلاله اليمنيون على وثيقة الختام التي تنصّ على دولة اتحادية كشكل جديد لليمن.
وفي آخر أيام يناير، قتل 18 جندياً وأصيب 6 آخرين في هجوم مسلّح لتنظيم القاعدة على حاجز عسكري يقع بمدخل مدينة شبام الغربي بمحافظة حضرموت.
فبراير: 6 أقاليم.. شكل اليمن الجديد
وشهد السادس من فبراير/ شباط، مقتل 16 شخصاً بينهم 6 جنود، في اشتباكات اندلعت بين قوة عسكرية من الجيش اليمني ومسلحي حلف القبائل الذي أنشئ بعد مقتل شيخ قبلي على يد القوات الأمنية بمحافظة حضرموت، شرقي البلاد.
وفي العاشر من فبراير، أعلنت اليمن رسمياً دولة اتحادية تتألف من ستة أقاليم، اثنان منها في جنوب البلاد وأربعة في شمالها، بعد توصل اللجنة المنبثقة عن مؤتمر الحوار إلى توافق حول عدد الأقاليم التي أثارت جدلاً واسعاً في اليمن.
وعقب ذلك بيومين، استطاع تنظيم القاعدة تحرير 14 من أعضائه المعتقلين في السجن المركزي بصنعاء، طبقا لوزارة الداخلية، بعد هجوم على المبنى بعربة ملغومة وعدد من المهاجمين المسلحين، ليسفر ذلك عن مقتل 7 عسكريين وإصابة آخرين.
وفي ال21 من الشهر ذاته، قتل محتجان وأصيب 16 آخرين، خلال قمع القوات الأمنية لمتظاهرين في عدن، يطالبون باستقلال الجنوب وفك ارتباطه عن الشمال، تلى ذلك بيومين إقالة مدير أمن عدن صادق حيد، وتعيين آخر كقائم بأعماله.
في أواخر فبراير، شكّل مجلس الأمن الدولي لجنة عقوبات لمراقبة وتسهيل تجميد الأموال ومنع السفر، وتقصّي معلومات حول الأفراد والكيانات المتورطة في الأعمال المعرقلة للمرحلة الانتقالية أو تهديد أمن واستقرار اليمن.
مارس: القاعدة تتصدر المشهد
وقتل في الأول من مارس/ آذار، ستة جنود وجرح 14 آخرين، أثناء تصدي وحدة عسكرية تحمي أنبوب نفطي للغاز بمحافظة شبوة جنوب شرق البلاد لمسلحين كانوا يحاولون تفجير الأنبوب، كما قتل في الثالث من مارس 3 عناصر من تنظيم القاعدة في غارة جوية لإحدى الطائرات الأمريكية بمحافظة الجوف شمال شرق البلاد.
وعّين رئيس البلاد عبدربه منصور هادي في السابع من مارس، اللواء الركن جلال علي الرويشان رئيساً لجهاز المخابرات، واللواء عبده حسين الترب وزيراً للداخلية، وخالد محفوظ بحّاح وزيرا للنفط والمعادن.
وفي ال22 من مارس، رفض زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي تسليم جماعته للأسلحة التي بحوزتها، معتبراً دعوات تخليهم عن السلاح "تأتي في ظل هجمة خارجية تتعرّض لها اليمن في ظل جيش مفكك وحكومة خاضعة".
وعاد تنظيم القاعدة إلى هجماته المتكررة، حيث قتل في 24 من مارس، أكثر من 20 جندياً في هجوم انتحاري نفذه أحد عناصر القاعدة بسيارة ملغومة على حاجز عسكري للتفتيش على المدخل الغربي لمدينة المكلا بمحافظة حضرموت.
إبريل: حملة عسكرية ضد القاعدة
وفي مستهل إبريل/ نيسان، قتل 6 جنود و10 من عناصر القاعدة، في هجوم بسيارة ملغّمه ومسلحين، نفّذه التنظيم على مقر قيادة المنطقة العسكرية الرابعة بمحافظة عدن.
وألغت الحكومة اليمنية في العاشر من إبريل، كافّة الأحكام القضائية الصادرة بحق القيادات والرموز الجنوبية التي تعيش خارج البلاد، أصدر نظام الحكم السابق بحقها غيابيا عقب حرب صيف 1994 الأهلية بإعدام أربعة قياديين وسجن ثمانية آخرين لإعلانهم الانفصال وتراجعهم عن الوحدة اليمنية.
في ال19 من إبريل، أعلنت الداخلية الإفراج عن طبيب أوزباكي بعد أسبوع من اختطافه على أيدي مسلحين قبليين بمحافظة مأرب، في حين أعلنت السلطات اليمنية مصرع أكثر من 40 عنصرا من عناصر القاعدة خلال غارات جوية متفرّقة بين محافظات متعددة خلال ثلاثة أيام.
واحتشد آلاف الجنوبيين في ال27 من إبريل بمدينة المكلا لتجديد مطالبتهم بانفصال جنوب اليمن عن شماله، ورفضهم لتقسيم الجنوب إلى إقليمين، إلى جانب تنديدهم بذكرى إعلان حرب صيف 1994.
في أواخر شهر إبريل، أعلنت وزارة الدفاع إطلاق حملة عسكرية برية وجوية تستهدف معاقل القاعدة بمحافظتي أبين وشبوة المتجاورتين، بمساندة مليشيات مدنية موالية للحكومة (لجان شعبية) لتطهيرهما من مسلحي التنظيم.
مايو: العبودية ما تزال في اليمن
أولى أيام الحملة العسكرية ضد القاعدة شهدت في الأول من مايو/ أيار، مصرع 4 من عناصر التنظيم بينهم أوزبكي الجنسية، بينما شهد اليوم التالي اغتيالا لضابط عسكرية برتبة عقيد في قوات الحرس الرئاسي بمحافظة عدن.
وحاول تنظيم القاعدة تخفيف ضغوط المعارك التي يخوضها الجيش اليمني ضده، حيث شنّ في العاشر من مايو هجومين منفصلين على دوريات عسكرية في العاصمة صنعاء ومحافظة البيضاء وسط البلاد، أسفرا عن مقتل جنديين وإصابة 11 آخرين، في حين اغتيل ضابط مخابرات وسط محافظة لحج جنوبي اليمن.
في السابع عشر من مايو، سقوط قتلى وجرحى مواجهات الطائفية بمحافظة عمران شمال البلاد، بين الحوثيين وعناصر قبلية موالية لحزب الإصلاح ووحدات عسكرية من الجيش، بعد انهيار هدنة سابقة.
وبعد مرور أربعة أيام، أحيا الجنوبيون ذكرى فك الارتباط التي سبقت إعلان حرب 1994، مؤكدين تمسكهم بمطلب عودة الجنوب إلى وضعه السابق قبل الدخول في وحدة اندماجية مع شمال البلد، تم توقيعها في 22 من مايو عام 1990م.
وصُدم اليمنيون في ال24 من مايو بعد تأكيد منظمة هيومين رايتس ووتش لحقيقة وجود المئات من حالات الرّق والعبودية في محافظة المحويت بعد نشر إحدى المجلات اليمنية تحقيقا صحافيا كشف عن وجود 700 حالة منها.
وفي ذات اليوم أيضا، اجتاح قرابة 300 مسلح من تنظيم القاعدة مدينة سيئون بحضرموت وشنوا هجمات متزامنة على منشئات عسكرية وأمنية ومصارف حكومية وأهلية، مخلفين عشرات القتلى والجرحى في صفوف الجنود، إلى جوار نهبهم ملايين الريالات.
يونيو: مئات القتلى في الجنوب والشمال
في الأول من يونيو/ حزيران، أعدم تنظيم القاعدة في اليمن 4 أشخاص بتهمة زرع شرائح مرشدة للطائرات الأمريكية بدون طيار لشن غاراتها على التنظيم واستهداف قياداته وعناصره بمحافظة شبوة، بينما قتل في اليوم التالي أكثر من 100 شخص في مواجهات عنيفة بين الحوثيين وقوات اللواء 310 مدرع المسنود بمسلحين قبليين مواليين لحزب التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة عمران شمالي البلاد.
وبعد استمرار المواجهات وسقوط القتلى من الطرفين في عمران، أعلنت وزارة الدفاع في الرابع من يوليو عن وقف فوري لإطلاق النار بين الأطراف المتنازعة في المحافظة وإزالة جميع أشكال التوتر ونشرت مراقبين عسكريين محايدين.
وحتى السابع من يوليو، بلغ عدد القتلى من مسلحي تنظيم القاعدة في الحملة العسكرية التي شنّها الجيش اليمني منذ أواخر إبريل الماضي نحو 500 قتيل في محافظتي شبوة وأبين، إلى جوار 39 عنصرا آخرا اعتقلتهم القوات، فين حين بلغ عدد القتلى في صفوف الجيش 40 قتيلا و100 جريح، حسب ما أعلنه المتحدث الرسمي باسم الجيش.
في الحادي عشر من يونيو اقتحمت قوات الحرس الرئاسي مقر قناة اليمن اليوم التابعة لنجل الرئيس السابق علي عبدالله صالح بالعاصمة صنعاء، وصادرت أجهزة ومعدات البث.
وشنّ مسلحو تنظيم القاعدة هجوماً بالأسلحة الرشاشة على حافلة كانت تقلّ ممرضين من المستشفى العسكري بمدينة عدن، قتل خلاله 8 من الممرضين بينهم امرأتان، قبل أن يلوذوا بالفرار.
يوليو: عمران تسقط في أيدي الحوثيين
في الثالث من يوليو/ تموز، حّذر زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي في خطاب متلفز، من مخطط "إرهابي يستهدف العاصمة صنعاء"، يرمي إلى نقل تجربة سوريا إلى اليمن، متهماً تنظيم القاعدة بتنفيذ ذلك المخطط.
وفي تطور لافت لعمليات القاعدة، قتل رجل أمن سعودي في هجوم نفذه التنظيم على منفذ الوديعة الحدودي بين اليمن والمملكة، وثلاثة من المهاجمين بحسب وكالة الأنباء السعودية.
وبعد مواجهات عنيفة وضارية، تمكن الحوثيون في السابع من يوليو من اسقاط محافظة عمران شمالي البلاد في أيديهم بعد انهيار الاتفاقات السابقة واحتلوا مؤسسات الدولة بعد اقتحامها، في حين حمّلت اللجنة الرئاسية المكلفة بإنهاء التوتر الحوثيين كامل المسؤولية عن التطورات المأساوية التي شهدتها المحافظة وما قد يترتب عليها من تداعيات تهدد أمن واستقرار الوطن.
في اليوم التالي، اقتحم الحوثيون مقرّ اللواء 310 مدرع بمحافظة عمران، ونهبوا معدّاته العسكرية الثقيلة، قبل أن يفرضوا حصاراً على قائده اللواء حميد القشيبي ويتمكنوا من قتله، تلى ذلك في التاسع من يوليو، بيان من اللجنة الأمنية العليا (المرجعية الأمنية الأعلى في اليمن) أكدت على نقض الحوثيين لاتفاق وقف النار، لافتة إلى أن "صنعاء خطاً أحمر".
واتهم الرئيس اليمني هادي، في العاشر من يوليو خلال اجتماع حكومي وأمني، قوى إقليمية لم يسمها بالعمل على تحويل اليمن إلى ساحة صراع إقليمية، قبل أن يقوم في الثالث والعشرين من الشهر ذاته بزيارة مفاجئة إلى عمران بعد التوصل لاتفاق مع الحوثيين ينصّ على مغادرتهم مرافق الدولة التي اقتحموها.
وفي السابع والعشرون من يوليو، عادت القاعدة إلى المشهد اليمني مجدداً بهجمات متزامنة على ثكنات وحواجز عسكرية ببلدة المحفد في أبين، قتل خلالها جنديان و10 مهاجمين.
وقررت الحكومية اليمنية في الثلاثين من يوليو رفع دعمها عن المشتقات النفطية، لتشهد أسعارها ارتفاعا مصحوبا بارتفاع طفيف في أسعار المواد الغذائية والمواصلات، ما تسبب في اندلاع احتجاجات شعبية كانت أبرزها في العاصمة صنعاء.
أغسطس: دعوة لإسقاط الحكومة
في الثاني من أغسطس/ آب، قتل أربعة جنود في هجوم شنه مسلحو القاعدة على دورية أمنية تابعة لقوات الأمن الخاصة بمحافظة شبوة.
وبعد مرور أربعة أيام على قرار رفع الدعم الحكومي عن المشتقات النفطية، دعا عبدالملك الحوثي إلى تظاهرات في اليوم التالي رفضا لهذا القرار، ناصحاً السلطة "ألا تضطر الشعب إلى خيارات أخرى"، في حين يشهد المناخ السياسي حينها تلبداً بعد مطالبة حزب المؤتمر الشعبي العام بإقالة رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة مهدداً بانسحابه من الحكومة.
وفجع اليمنيون في الثامن من أغسطس بإقدام عناصر القاعدة في حضرموت على اقتحام حافلة ركاب مدنية واقتياد 14 جنديا منها ونقلهم إلى أحد أسواق المدنية قبل أن يقوموا بذبحهم وتصويرهم، بحجة انتمائهم للحوثية ومشاركتهم في الحملة العسكرية الموجهة ضدّهم.
في الحادي عشر من الشهر نفسه، عُثر على نفق أرضي طوله يفوق ال88 متر، حفره مجهولون تحت منزل الرئيس السابق علي عبدالله صالح بأمانة العاصمة اليمنية.
وشهد الرابع عشر من أغسطس، مقتل 10 مدنيين و3 من خبراء تفكيك المتفجرات في الجيش خلال تفكيك عبوة ناسفة زرعها مسلحون يرجح أنهم من تنظيم القاعدة في بلدة تبن بمحافظة لحج جنوب اليمن.
وتصاعدت مواقف جماعة الحوثيين إزاء قرار رفع الدعم الحكومي عن المشتقات النفطية، حيث دعا زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي في السابع عشر من أغسطس "الشعب اليمني للخروج لإلغاء الجرعة وإسقاط الحكومة وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، في حين اعتصم الحوثيون بصنعاء ونصبوا مخيماتهم للضغط على الحكومة وإجبارها على الاستقالة.
وفي مدينة عدن قتل شخص وأصيب عدد من محتجي الحراك الجنوبي في قمع قوات الأمن لمسيرة لهم تناهض مسيرة أخرى أقيمت في الوقت ذاته لدعم الاصطفاف الوطني رافعة أعلام الوحدة.
وعبّر مجلس الأمن الدولي في ال29 من الشهر، عن قلقه البالغ من تدهور الأوضاع الأمنية في اليمن بعد سيطرة الحوثيين على عمران، ودعاهم إلى سحب قواتهم منها، وإزالة مخيماتهم من العاصمة صنعاء.
وفي آخر أيام أغسطس، قتل 15 جندي وأصيب قرابة 20 بجروح، في هجمات متزامنة شنّها تنظيم القاعدة على أربعة مواقع عسكرية للجيش بمحافظة شبوة، شرقي البلاد.
سبتمبر: الحوثيون يقتحمون صنعاء
وشهد مطلع سبتمبر/ أيلول، تمددا لمسلحي الحوثيين وتمكنوا من السيطرة على مواقع عسكرية بمحافظة الجوف المتاخمة لعمران، شمالي البلاد.
وقتل في التاسع من سبتمبر، 10 من مسلحي القاعدة وجنديين بعد انفجار سيارة مفخخة قرب حاجز عسكري بوادي حضرموت وتصديهم لسيارة أخرى قبل وصولها إلى هدفها.
في الثالث عشر من سبتمبر، تعثّرت المفاوضات بين الوفد الرئاسي اليمني ووفد جماعة أنصار الله (الحوثيين) في التوصل لاتفاق يزيل الاحتقان السياسي الذي تشهده صنعاء، في حين شكا الرئيس اليمني من التدخل الإيراني في شؤون بلده.
وعقب ذلك بيوم واحد فقط، أعلن حزب التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري انسحابه من حكومة الوفاق الوطني احتجاجا على عدم حلّ الأزمة بين الرئاسة اليمنية والحوثيين.
وبدأت سلسلة المواجهات بين الجيش ومسلحي الحوثي على مشارف العاصمة اليمنية صنعاء، حيث شهد السادس عشر من سبتمبر مقتل 12 يمنياً من الطرفين في اشتباكات عنيفة في الضواحي الشمالية الغربية لصنعاء.
وتوفي في السابع عشر من الشهر وزير خارجية اليمن الأسبق ورئيس تكتل المستقلين الجنوبيين عبدالله الأصنج بعد معاناته من مرض عضال في أحد مستشفيات المملكة العربية السعودية.
وسيطر الحوثيين في ال20 من سبتمبر على مقر التلفزيون الرسمي ومقر الفرقة الأولى مدرع وعدد من المباني الحكومية المدنية والعسكرية، قبل أن يسقطوا في اليوم التالي العاصمة صنعاء، بينما قدم رئيس حكومة الوفاق الوطني محمد سالم باسندوة استقالته من منصبه، في الوقت الذي أعلن فيه مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر عن التوصل لاتفاق مع الحوثيين.
ووقعت الأطراف السياسية اليمنية بما فيها الحوثيين في ال21 من الشهر اتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي ينصّ على تشكيل حكومة جديدة، في حين رفض الحوثيون التوقيع على ملحقة الأمني، بينما واصلت عناصرهم اقتحام مؤسسات الدولة بصنعاء وقاموا بنهب آليات ومعدات عسكرية ثقيلة من مقرّات الجيش.
وفي اليوم الذي تلى التوقيع، أعلنت وزارة الصحة اليمنية أن فرق الطوارئ انتشلت خلال أيام المواجهات 200 جثة لأشخاص قتلوا في المواجهات التي شهدتها العاصمة بين الجيش والحوثيين، وفي نفس اليوم قتل قرابة 43 من الحوثيين في انفجار سيارة مفخخة استهدفت تجمعا لهم بمحافظة صعدة، وأعلن تنظيم القاعدة لاحقاً تبنيه العملية.
وأفرجت السلطات اليمنية عن طاقم سفينة تهريب أسلحة إيرانية وصلت إلى اليمن في يناير من العام 2012م، على الرغم من حكم محكمة البدايات الجزائية بعقوبة سجنهم لفترات متراوحة بين سنة وعشر سنوات، عقب يومين من إطلاق سراح خبيرين عسكريين من الحرس الثوري الإيراني اللذين كانا معتقلين في اليمن.
أكتوبر: اعتصام مفتوح للمطالبة بالانفصال
في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، عيّن رئيس البلاد عبدربه منصور هادي مدير مكتبه والأمين العام لمؤتمر الحوار أحمد عوض بن مبارك رئيسا للحكومة إلا أن الحوثيين رفضوا هذا التعيين على بحجة أنه "لا يلبي إرادة الشعب".
وقتل 47 شخصاً من الحوثيين وأصيب العشرات في التاسع من أكتوبر، في انفجارين هزّا ميدان التحرير بالعاصمة اليمنية صنعاء مستهدفين تجمعات للحوثيين، فيما قتل في جنوب اليمن وتحديدا حضرموت نحو 20 جنديا من عناصر الأمن الخاص في هجوم مسلح لتنظيم القاعدة استهدف حاجز عسكري.
في الثالث عشر من أكتوبر، كلّف الرئيس هادي، خالد محفوظ بحاح بتشكيل حكومة جديدة بمقتضى اتفاق السلم والشراكة بعد مشاورات مطوّلة مع مستشاريه، في حين واصل الحوثيين تمددهم للسيطرة على محافظات أخرى مجاورة للعاصمة صنعاء.
وفي اليوم التالي، شارك آلاف الجنوبيين في مهرجان يحيي ذكرى اندلاع ثورة الرابع عشر من أكتوبر ضد المستعمر البريطاني، ودشنوا اعتصاماً مفتوحاً للمطالبة بالانفصال واستعادة دولتهم.
وأعلن مستشار المرشد الأعلى للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، في السابع عشر من أكتوبر، أن "إيران تقف مع جماعة الحوثي في اليمن، وتدعم موقفها" معتبراً "تحركاتهم جزءاً من الصحوة الإسلامية، مباركاً للشعب اليمني انتصاره القريب".
نوفمبر: اغتيال المتوكل وعقوبات دولية
وشهد الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني، اغتيال الرئيس الدوري السابق لأحزاب اللقاء المشترك د.محمد عبدالملك المتوكل أثناء مروره بأحد شوارع العاصمة صنعاء، فيما قتل 19 جنديا خلال هجوم للقاعدة على حاجزين عسكريين للجيش بمحافظة الحديدة غربي البلاد.
وفي السابع من نوفمبر، صدر قرار جمهوري يقضي بتشكيل حكومة الشراكة الوطنية برئاسة خالد بحاح، قبل أن يرفض وزيرين منصبهما ويتم تعيين بديلين لهما لاحقاً.
وفرض مجلس الأمن الدولي، في الثامن من أكتوبر، عقوبات على الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح واثنين من قادة التمرد الحوثي، من بينها منع كافة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة منح تأشيرات دخول إلى أراضيها، وذلك على خلفية اتهامهم بتقويض عملية السلام في اليمن.
وسقط العشرات من القتلى في مواجهات بين مسلحي الحوثيين والمسلحين القبليين وعناصر القاعدة في محافظتي البيضاء وإب، بعد تمدد الحوثيين إلى محافظات تقع وسط البلاد وشمالها.
ديسمبر: مقتل 16 طالبة وحوادث السير تحصد الآلاف
في الأول من ديسمبر/ كانون الأول، قتل 4 جنود وأصيب 3 آخرين، في انفجارين منفصلين استهدفا دوريتين عسكريتين للجيش بمحافظة أبين، جنوبي البلاد.
واستهدفت سيارة مفخخة منزل السفير الإيراني في اليمن بعد يومين فقط من تسلم أوراق اعتماده، حيث قتل شخص وأصيب آخرون في العاصمة صنعاء.
في السادس من ديسمبر، قتل المصور الأمريكي لوك سومرز والمدرس الجنوب الأفريقي بيار كوركي المختطفين لدى تنظيم القاعدة، خلال عملية إنزال أمريكي على موقع تجمع لعناصر القاعدة بمحافظة شبوة.
وقتل 5 جنود في التاسع من ديسمبر، في عمليتين انتحاريتين نفذتهما عناصر القاعدة، مستهدفة مقر القيادة العسكرية الأولى بسيئون في محافظة حضرموت.
في الرابع عشر من ديسمبر، قتلت قوات الأمن الخاصة الناشط الميداني في الحراك الجنوبي خالد الجنيدي بمحافظة عدن، جنوب البلاد.
كما اتهم زعيم الحوثيين في اليوم ذاته الرئيس اليمني بعرقلة تنفيذ اتفاق السلم والشراكة، وقال إنه "جعل من نفسه مظلة للفاسدين".
وشهد السادس عشر من ديسمبر، مقتل 16 طالبة من صغار السن و10 مواطنين في انفجار عربتين ملغمتين في مدينة رداع بمحافظة البيضاء وسط اليمن، في حين ظل الحوثيون والقاعدة يتبادلون الاتهامات بشأنها.
وفي اليوم الذي يليه، لقي العشرات من الحوثيين مصرعهم في انفجار عربة مفخخة في تجمع لهم بالمجمع الصحي بمحافظة البيضاء.
وأعلنت شرطة السير اليمنية في الثاني والعشرون من ديسمبر، مقتل 2065 يمني وإصابة 10277 آخر في حوادث السير التي شهدتها مختلف محافظات البلاد خلال العام 2014.
وأجرى الرئيس اليمني في الثالث والعشرين من ديسمبر تغييرات في محافظي 7 محافظات يمنية، بينهم محافظين رفضوا بقائهم في مناصبهم بعد تمدد الحوثيين إليها، والإبقاء على أحد المحافظين الذي عينه الحوثيون على الرغم من تعيين سابقه بقرار رئاسي.

من / عبداللاه سُميح
المزيد في اليمن في الصحافة العالمية
اليمن 2014.. حصيلة دامية وتصعيد سياسي غير مسبوق
اتسم العام المنصرم في اليمن بالاضطراب والفوضى وتزايد مستويات العنف ضمن مشهد سياسي حفل بتحولات حادة. وفرضت حركة الحوثي واقعاً جديداً على البلد الذي طحنته الظروف
مذكرة تفاهم بين "حقوق الإنسان" ووزارة حقوق الإنسان في اليمن
وقعت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان ووزارة حقوق الإنسان اليمنية اليوم على مذكرة تفاهم للتعاون بينهما في مجالات حقوق الإنسان. وقع على مذكرة التفاهم الدكتور علي بن
الحوثيون مصممون على متابعة هجومهم في اليمن
بدأت انصار الله في ايلول/سبتمبر هجومًا كاسحًا من معقلها في صعدة (شمال) فسيطرت على العاصمة صنعاء في 21 ايلول/سبتمبر ثم وسعت نطاق سيطرتها الى وسط البلاد وغربها، حيث
الاستديو
تفجير سيارة قائد اللواء 31 مدرع بعدن 28ديسمبر 2014
رسالة عامل نظافة يمني لشعبه...
14 | الباص | #حضرم_تون #HadramToon | الموس2م
بواسطة البالونات.. الإنترنت مجانا للجميع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.