رحم الله المناضل راجيف غاندي والمناضل نلسن مندلا وغيرهم من العظماء الذين دخلوا التاريخ بأعمالهم الخالدة لأجل شعوبهم واوطانهم لقد ناضلوا وذاقوا ويلات السجون واصناف العذاب حتى من الله عليهم وعلى شعوبهم بالاستقلال والحرية ثم حكموا شعوبهم فترة قصيرة حتى اسسوا خلالها دستور وقانون ودمقراطية وعدالة وحرية في بلدانهم وسلموا بعدها الحكم لشعب يختار من يريد ان يحكمه . ونحن حكامنا العرب للأسف حكمونا وظلمونا وسحلونا وقتلوا فينا ونهبوا ثرواتنا وعملوا على اضعاف النظام والقانون وعملوا على مخالفة الدستور وغيبوا الدمقراطية وصادروا الحريات وما تنازلوا عن السلطة لا بدم وبعد ان سقطت شهداء واخربوا اوطانهم ودمروا اقتصادها وشتتوا جيوشها وامنها وتركوا شعوبهم تتصارع من بعدهم مقسمه الى احزاب وفصائل وقبائل وتركوا لنا منظمات متطرفة جرت البلاد الى حروب ولازالوا يتمنون ويسعون للعودة الى الحكم بدون أي خجل لكي يزيدون من معاناة شعوبهم.
فنحاول باختصار ان نتطرق حول ما نلمسه ونتابعه عبر وسائل الاعلام وما يجري في اوطاننا العربية وخاصة الدول التي قامت بها الثورات وكيف هوى الحال التي وصلت اليه هذه البلدان بعد اختلاط منظمات الاسلام السياسي بثورات الربيع العربي بعد ان تحولت الثورات السلمية الى مواجهات عسكرية في سوريا بين النظام والمنظمات الارهابية في ليبيا بين الفصائل الثورية المدنية والشعبية مع فصائل اسلامية متطرفة مدعومة من الخارج تحاول جر ليبيا الى صراعات باسم الدين ولأتسمح للثورة ان تقيم دولة مدنية حضارية متطورة ومستقرة . لقد جعل القدر الشاب التونسي بوعزيزي ان يكون الشرارة الاولى التي فجرت الثورات في البلدان العربية ابتدأ من بلده تونس ومنها امتدت العدوى الثورية الى مصر واليمنوسوريا وليبيا لان الظلم والفساد والاضطهاد متساوي وتصرفات واطماع حكامنا وطريقة استبدادهم واذلالهم وتصرفات اجهزتهم الامنية القمعية متساوية وواحدة . هذا ما جعل الحماس الثوري والانفجار الشعبي ومدى التضحية والتحمل عند الثائر العربي متساوية وعلى نفس الوتيرة والحماس والمعنوية التي ادت الى تنحي الانظمة والبعض الاخر حاول الهروب خارج وطنة فأمام الشعوب التي قامت بها الثورات ضد الانظمة الفاسدة امتحان صعب ومهم يتطلب منها ان تثبت لنفسها ولأوطانها انها شعوب واعية وقادرة على بناء دولاً دمقراطية مدنية مستقرة وتثبت لشعوب العالم انها متحضرة وقادرة ان تتعايش في ما بينها وتقبل بالأخر العربي المسلم وغير المسلم في اطار دولهم وأن فشلت هذه الدول العربية واليمن على رأسها ان تثبت ذلك فسيكونون قد اثبتوا للعالم انهم شعوب متخلفة ولا تستطيع ان تتعايش داخل اوطانها وتجعل الحكام السابقين والعالم يعتقدون ويقولون ان هذه الشعوب لا تستحق ان تحكم لا بطريقة التي كانوا يمارسوها حكامهم السابقين.
لكون بلدان الربيع العربي وبعد زوال الانظمة قد تعرضت الى صراعات وخلافات وحروب فنجد ان اراء الشارع في كل هذه البلدان قد تضاربت وحصل لها نوع من الارتباك لأسباب عديدة منها تدخل قوى خارجية لإشعال فتيل الخلافات والفتن وايضاً قوى داخلية من بقايا الانظمة التي تريد ان تجعل بلدانها في صراعات ومتاهات لكي تثبت انها كانت هي الافضل مما هي عليه دولنا الان ومصرة على ابقاء كوادرها الوسطية في كل مرافق الدولة لكي تحافظ على استمرار الفساد التي تتربح منه . يفترض على هذه الشعوب ان تستمر في ثورتها من خلال تصفية العناصر الفاسدة وتطهير مؤسسات الدولة وتطعيمها بكوادر امينه وجهاز عسكري خالي من الولاءات الشخصية والحزبية بحيث تكون هذه المؤسسات العسكرية والامنية المدافع الاول للنظام والقانون والدستور ويجب ايضاً تفعيل الجهاز المدني للرقابة والمحاسبة ويشترط على من يرأسوا ويعملوا في هذا الجهاز ان تتوفر فيهم شروط النزاهة والاخلاص والخوف من الله .
ويجب على الدولة والثورة ان تعمل على اختيار اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات بحيث ان تتوفر في اعضائها ايضاً الكفاءة والنزاهة والمعرفة الوافية والكاملة بطرق الانتخابات الدمقراطية والشفافة التي تنتج ممثلين حقيقيين الذي اختارهم الشعب وليس كسابقاتهم من اللجان ونحن في اليمن لدينا ثورتين ثورة 7/7/2007م وثورة 21 سبتمبر اما ثورة 21 سبتمبر ينطبق عليها ما ذكرته سابقاً حسب رئي ويبقا اممنا ثورة 7/7/2007م التي يفترض على الحكومة والثورة في صنعاء الوقوف امامها بكل جدية وان يكون التعامل من قبل السلطة والثورة معها مختلف من حيث الاعتراف الواضح ان هناك وحدة تمت بين دولتين عام 90م وأن هذه الوحدة تعرض لخلافات واشكالات الى ان تطورت الى شن حرب من قبل نظام صنعاء السابق على الجنوب وقد انها الحرب الشراكة والوحدة وحولها الى معنا اخر على الواقع الملموس وفي نفوس الجنوبين كافة مما جعلهم ان يرفضوا الوحدة رفضاً قاطعاً بطريقة حرب صيف 94م ويتطلب اليوم من السلطة والثورة والاكاديميين والمثقفين والعقلاء ان يتعاملوا مع هذه القضية بكل قناعه واعتراف ان شعب الجنوب دخل بدولته في وحدة مع الشعب في الشمال وان لكل منهما الحق ان يستمر او يخرج من هذه الوحدة التي دخلتها البلدين طوعياً ويجب ان تقتنع كل الاطراف في الشمال والجنوب أن الوحدة لا يمكن ان تحقق مكاسب وخيرات لشعبين لا اذا كانت بالتراضي والقناعة الكاملة باستمرارها فلو حاولوا الاشقاء في الشمال بالاستمرار على نفس نهج النظام السابق بفرض الوحدة واستمرارها بوجود عناصر في السلطة مختاره من الجنوب ليشرعنوا استمرار فرضها فهذا العمل أعتقد انه سيبقي الشطرين يدوران في حلقة مفرغة لن تستطيع الدولة المركزية ان تعمل على رفع اقتصاد البلد وان تثبت فيه الامن والاستقرار السياسي والامني والاجتماعي وستضل اوضاع البلد كما كانت قبل ثورة 21سبتمبر لا الحكومة مستقرة وهادئة ولا الشعب مستكين وهادئ ولا تنميه ولا تعليم ولا اقتصاد سينهض ويتطور في كل الشطرين اذا استمرت الدولة في الترقيع والتأجيل للمشاكل الاساسية والهامه والضرورية كقضية الجنوب نسئل الله التوفيق في حل مشاكلنا وبنا وطننا امنً ومستقراً بشطرية .