يلفتني إصرار أهل الباطل على التخطيط والعمل ببطء وهدوء أحياناً قد يستمر لقرون وبالمقابل يعيش أهل الحق غفلاتٍ تترى لا يصحون منها إلا وقد وقع الفأس في الرأس فيتنبهون مبهورين.. هذا إن تنبّهوا!! ترتبط وسائل الاعلام في العالم العربي وخصوصا في الأماكن الغنية بالثروات بارادات هذه الدول واجهزة مخابراتها واستخباراتها اكثر من ارتباطها بالمهنية والبحث عن الحقيقة باسلوب موضوعي نزيه وتصوير الواقع وتقديمه للناس على شكل معلومة محضة بحيث تصل فيه للمتلقي على نحو يخلو من التزييف والتضليل والخداع. قناة عدن الفضائية لديها وكما هو معروف موقف واضح وجلي من تدهورالعملية السياسية الجارية فيها منذ سقوط النظام بيد الحوثي وهو الموقف الذي جاء منسجما مع موقف الناس البسطاء تجاه الجنوب وشكل انعكاسا لمجمل السياسة اليمنية تجاه جنوب مابعد الرحيل الذي امست معادية للجنوب ومناوئة لرجال الحكم فيه من جوانب عده .. الذين يحصلون على اختلاف احزابهم وتوجهاتهم وميولهم السياسية على القوة المفرطة في مواجهة المعارك اليوم وسائل الاعلام اليمنية تجد نموذج صارخ لتعامل وسيلة اعلامية مرتهنة بالدولة التي تموّلها مع حدثها التقليدي الدكتاتوري بشكل بعيدا عن المهنية وفي منأى واضح عن الموضوعية الى حد باتت القنوات تتصرف على نحو يثير الكثير من الاسئلة حول حجم الحقد والكراهية الموجود في صدور من يمولها ضد الجنوب ويفضح تصرفهم الايدي التي تحرك هذا الاعلام من خلف الستار ويعري بالتالي سياسات الدول التي تموّل هذا الاعلام وتعطيه الاوامر السياسية والاعلامية فيما يتعلق بعملها ضد الجنوب الجديد . هناك كثير من الاعلام المزيف وكثير من القنوات الاعلامية الاخرى السائرة في درب التضليل والتزييف الاعلامي المنحط باتجاه القضية الجنوبية تُؤكد لنا ما نؤمن به على الدوام من ان الاعلام العربي مازال لحد الان في طور الطفولة ومرحلة الحبو باتجاه بناء منظومة اعلامية موضوعية ولن نقل مستقلة قادرة على خدمة المواطن العربي وتقديم ونقل صورة الواقع العربي للمواطن كما هي في حقيقتها وليس كما تحاول ان ترسم خرائطها دوائر استخبارات تلك الدول من اجل مصالحها واجنداتها ...هذا ما توصلت اليه اليوم وما أثارته الساحة اليمنية من هزال وفرض الوصاية على الشعب من خلال السيطرة على السلطة الرابعة ....في حين العامة يحسبون أن الامر في غاية السهولة ...السرطان مستشري في الجسد ولا بد من أستئصاله ..