يخوض قطبا إقليم كاتالونيا برشلونة وإسبانيول إياب نصف نهائي كأس إسبانيا لكرة القدم في موقعة قوية للتأهل إلى المباراة النهائية. وقطع برشلونة شوطاً كبيراً نحو النهائي بفوزه على ضيفه فياريال (3-1) في 11 شباط (فبراير) الماضي، بأهداف الأرجنتيني ليونيل ميسي وأندريس إينيستا وجيرار بيكيه، فيما عاد إسبانيول بهدف سجله فيكتور سانشيز ماتا على أرض أتلتيك بلباو (1-1) في إقليم الباسك. وخلال 115 عاماً من المنافسة، لم يلتق الغريمان سوى مرة وحيدة في النهائي عام 1957، وعندها فاز برشلونة (1-صفر). ولا شك بأن برشلونة يبدو مرشحاً قوياً للتأهل إلى النهائي ثم إحراز اللقب في النهائي المقرر في 30 أيار (مايو) المقبل، خصوصاً في ظل غياب غريمه ريال مدريد حامل اللقب وأتلتيكو مدريد بطل الدوري وفالنسيا وأشبيلية. وقال لاعب وسط برشلونة سيرجيو بوسكيتس الذي مدد عقده أخيراً: «نخوض المباراة مع أفضلية بسيطة لأن فياريال ينبغي أن يسجل. نحن على بعد خطوة من النهائي. الكل سيبحث عن التأهل». وعلى رغم خسارته آخر خمس مواجهات أمام برشلونة، وعدم سقوط الأخير في آخر سبع زيارات إلى ملعب «ال مارديغال»، أظهر فياريال قوة دفاعية وسرعة في المرتدات هذا الموسم، فأسقط أتلتيكو (1-صفر) في عقر داره في كانون الأول (ديسمبر) الماضي في الدوري، وعاد بتعادل رائع من أرض ريال مدريد (الأحد) الماضي، عندما عادل جيرارد مورينو بالاغويرو هدف البرتغالي كريستيانو رونالدو في الشوط الثاني. وسمحت هذه المباراة التي خاضها فياريال، الباحث عن بلوغ النهائي للمرة الأولى في تاريخه، بتشكيلة جديدة بالتحضير جيداً لمواجهة برشلونة. وقال مدرب فياريال مارسيلينو غارسيا تورال، الذي يحتاج فريقه للفوز (2-صفر) كي يتأهل: «سنلعب حتى النهاية حتى تستسلم الأرواح، السيقان والأجسام. المباراة بالغة التعقيد سنحتاج إلى تقديم مباراة كبيرة، وإلى الحظ وسنجرب كل شيء». من جهته، قد يريح مدرب برشلونة لويس أنريكه مهاجمه الأوروغوياني لويس سواريز صاحب ثلاثة أهداف في مباراتين، لأنه سيغيب عن النهائي بحال نيله بطاقة صفراء ضد «الغواصة الصفراء». يذكر أن برشلونة وصيف البطل هو حامل الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بالكأس (26 مرة) آخرها في 2012. ويعيش برشلونة فترة رائعة تعكّرت بخسارته أمام ملقة على أرضه قبل أسبوعين، فأهدر فرصة تضييق الخناق على ريال مرديد متصدر الدوري، قبل أن يعوضها بفوزه على غرناطة (3-1) مقلصاً الفارق إلى نقطتين. في المواجهة الأخرى، يتواجه أتلتيك بلباو مع إسبانيول في مباراة الفرصة الأخيرة على ملعب «ال برات»، فالفريق الباسكي أُقصي من دور المجموعات في دوري الأبطال ثم من دور ال16 في الدوري الأوروبي أمام تورينو الإيطالي (2-2 و2-3)، وفي الدوري المحلي يحتل المركز ال10، وإسبانيول التاسع بعيداً عن مراكز التأهل إلى المسابقات الأوروبية. وتبقى مسابقة كأس الملك التي يعتبر بلباو اختصاصياً فيها نظراً لسجله الباهر. ويحتل بلباو المركز الثاني في ترتيب أبطال المسابقة مع 23 لقباً آخرها في 1984، فيما بلغ نهائي 2009 و2012، إذ خسر أمام برشلونة (4-1 و3-صفر). أما إسبانيول فأحرز اللقب أربع مرات آخرها في 2006. وسيحاول بلباو إنقاذ موسمه، فيما يريد «بيريكويتوس» بلوغ النهائي الأول منذ 2007، عندما خسر نهائي كأس الاتحاد الأوروبي أمام مواطنه أشبيلية بركلات الترجيح.