المقاومون الأبطال في عدن الصمود ضربوا أروع الأمثلة في الاستبسال والتفاني والمقاومة والشهادة وهم يقاومون قوى الشر والحرب والدم والدمار والفيد ، والقوى المتواطئة معها، التي اغترّت كثيراً بالنصر الكاذب، وطغت وأشعلت حربا قذرة ضد اليمنيين والجنوب الصامد لإخضاعه بالقوة، بعد أن تمكّنت وشدّت من قبضتها على غالبية محافظات الشمال.. لكن مالم يكن بحسبانها ، وهي تستنفر قواها وتحشد لمعركتها في عدن والانقضاض عليها، هو أن تُواجه وتُصد بعزيمة لا تلين من أشبال وشباب ورجال وشيوخ ونساء فدوا أنفسهم رخيصة للدفاع عن مدينتهم ، وأن تكسر عزيمة واستبسال أبناء عدن شوكتها ،وأن تلقّنها عدن الصمود والبركان الثائر في حواريها وأزقتها ومناطقها في كريتر والمعلا والقلوعة والتواهي والمنصورة والشيخ عثمان ودارسعد والممدارة والبريقى، دروساً في المقاومة والفداء والتلاحم والتآزر والقوة والتضحية ، فصُدت منكسرة تحت وقع الارادة الصلبة للمقاومين الأبطال الذين سطّروا بالدم الغالي أروع ملحمة استبسال سيدوّنها التاريخ بأحرف من نور .. فطوبى لشهداء المقاومة الشعبية الأبرار ..
طوبى لأشبال وشباب ورجال وشيوخ ونساء عدن الأفذاذ .. طوبى لعدن الصمود وشوارعها وأزقتها ومساجدها، وطوبى لكل مدينة يمنية صامدة مقاومة ،وكل وطني شريف.. طوبى لشباب الخطوب ولكل مواطن و موظف وتاجر ومسئول مخلص - شريف - نزيه - نظيف اليدين ،عمل بتفاني ووفاء لمصلحة عدن من موقعه في أحلك الظروف . والخزي والعار لكل تاجر غالى في الأسعار أو أخفى وأحتكر المواد والسلع الغذائية المهمة ،وزاد من معاناة الناس ومحنتهم وقت الشدائد ، والخزي والعار للنمور الورقية والقيادات الهزيلة الكرتونية ،ولكل من (عِنْد المصيبَهْ يِفْتَرْ وبالنَّفَسْ يَهْدِرْ هَدِيرْ عَنْتَرْ) كما قال الشاعر الكبير (الصريمي)، من أصحاب الكروش المنتفخة والنفوس الرخيصة العليلة حتى النخاع بفيروس التخاذل والتواطؤ والفساد والنفاق والمصلحة وفساد الأخلاق والقيم ، ومن سماسرة السياسة والمتاجرين بقضايا الوطن والشعب ، من ذوي المصالح الأنانية ،الذين صمتوا أو اختفوا أو هربوا كالجرذان ، وخذلوا عدن الصامدة وابناؤها ، لمصلحة تُجار الدم والحروب .