إلى كل من حُرم من العبادات المتنوعة والسنن الكثيرة وإلى كل من حُرم صيام ثلاثة أيام من كل شهر وصيام الاثنين والخميس وإلى كل من حُرم السنن القبيلة والبعدية في الصلوات وإلى كل من حُرم الصدقة ومساعدة المحتاجين لظروف خاصة ألمّت به وإلى كل من ابتلى بالمعاصي والذنوب والسيئات وأذية الناس وإلى كل شريف نظيف مجاهد من أجل العقيدة ثم الأرض والعرض والشرف والكرامة وإلى كل من حُرم طلب العلوم الشرعية والعلوم الدنيوية بسبب ظروفه الخاصة ومشاغل الحياة وإلى كل من حُرم السعادة رغم كل ما يملك من أسبابها وإلى كل من يشعر بأنه قد قصّر في العبادات الكثيرة والمفروضة عليه ولم يستطيع أن يعّوض ذلك إلى كل من يشعر بأن ذنوبه كبّلته وقيّدته فسببت له الهم والغم وكثرة المشاكل والفتن والمصائب والمحن وإلى كل من أُقفلت جميع الأبواب في وجهه، إلى كل هؤلاء جميعا. كل هذا الكم الهائل من التقصير والنقص توجد عبادة يسيرة يغفل عنها كثير من الناس تعوض كل هذا التقصير بل وقد تكثر في ميزان حسناتك عند الله رغم التقصير الكثير الحاصل منّا ، هذه العبادة بما فيها من يسر لا تكلف الكثير بل ألفاظ تُردد على اللسان بحسن نيّة لله وعلى مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إنها عبادة ( الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل لحظة وقل وقت عندما تتذكر ذلك وعندما تسمع ذكره وعند العمل وعند المقاومة والدفاع عن العقيدة والأرض والعرض والمال والشرف وأثناء الوظيفة وفي الشارع وفي البيت والسيارة والمدرسة والجامعة وموقع العمل وفي أي مكان، فقط قل : ( اللهم صل على محمد وآله وسلم ) وبأي صيغة كانت تراها مناسبة لك، أكثر من الصلاة والسلام على رسول الله ولا تحرم نفسك من هذا العمل اليسير الذي سيزيل همومك ويساعدك على التخلص من الأوجاع والأمراض والهم والغم ويكون حلا لكل ما تعانيه سواء بالتقصير في العبادات سيعطيك الحافز القوي وسيجعل الأمور أمامك ميسّرة فلا تلاقي المتاعب إلا وجدت لها من الحلول السريعة والمناسبة ولا تلاقي عدوا إلا وخلصك الله منه ولا تلاقي مشاكل أسرية إلا وحلها الله لك صل على رسول الله وأكثر منها بأي صيغة وجرّب ذلك فما هي إلا ساعات وأيام إلا وستجد كل ما تتمناه من خير أمامك ولا تجد إلا وقلبك انفتح لباب الطاعات والمكرمات وتحسنت حالتك وأبعد عنك عدوك.
وقد ذكر العلماء الكثير من الفوائد في الصلاة والسلام على رسول الله منها أوجز لك منها اليسير: يُرجى لمن صلى على رسول الله إجابة الدعاء ومحو السيئات والشفاعة يوم القيامة وسبب لغفران الذنوب وزيادة الحسنات والكفاية من كل هم وسبب لصلاة الله وملائكته وسبب لنفي الفقر وسبب للبركة في العمر والذرية والمال والعلم والعمل ولا أطيل عليكم فالآيات والأحاديث في فضل الصلاة والسلام كثيرة فمن أراد ذلك فليبحث عنها.
أخيرا أذكر نفسي وإياكم إخواني بهذه اللطيفة المباركة أنه حين وصف الله القمر قال : ( قمرا منيرا) وحين وصف الشمس قال : ( سراجا وهاجا ) أما حين وصف الحبيب صلى الله عليه وسلم قال : ( سراجا منيرا ) فجمع له بين الوصفين ليكتمل الجمال بالجلال ، وليلتحم الضياء بنور الهداية فيشرق للعالم كله بنور الهدى.. فيامن تحبوا النبي الرسول صلّوا عليه وسلّموا تسليما { اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد}.