أخواني ابناء اليمن – أبناء الشمال والجنوب جميعا – إحذروا من الوباء الخطير المتفشي وباء خطير جدا يتفشى و ينتشر بسرعة جنونية في نفوس الكثيرين من اليمنيين شمالهم و جنوبهم – إنه وباء الحقد والكراهية القاتل – حقد وكراهية المواطن للمواطن - القائم على اختلاف ديني – مذهبي أو اختلاف العرق أو الهوية – واسمحوا لي أن أضرب لكم مثلا من التاريخ الحديث والقريب جدا والذي عايشه معظمنا – انها حرب البوسنة والهرتسك التي استمرت اربع سنوات وكانت ويلاتها مروعة للغاية فهل لنا ان نعتبر منها ونعود الى صوابنا ؟ و قبل فوات الاوان ؟ على مدى أربع سنوات (1992- 1995م).. أشبع الصرب المجرمون بقيادة مجرم الحرب الصربي سلوبودان ميلادتش .. أشبعوا المسلمين من شعبهم قتلاً واغتصابًا للنساء، وتشريدًا في الغابات، وهدمًا للبيوت والمساجد، بل واقتلاع كل حجر يدل على أن هذه الأرض مسلمة. و وفقًا للإحصاءات المتواترة- فقد قام الصرب والكروات بابادة نحو - 200 ألف مسلم، منهم 10 آلاف في سربرينتيسا، واغتصبوا ما بين 30 - 50 ألف امرأة وفتاة، وسقط 150 ألف معوق، وتم تشريد أكثر من مليوني مسلم (ما يقرب من نصف عدد السكان).. وتدمير 90% من البنية التحتية للمسلمين، بينها 243 مسجداً تمثل غالبية المساجد في هذا البلد. وفي يومنا هذ ا 11 يوليو 2015 تحل الذكرى العشرين على ابشع مجزرة شهدتها بلدة سربرنيتشا البوسنية التي حصدت نحو ثمانية آلاف رجل وشاب مسلم ، في أقذر حرب إبادة منظمة شهدتها أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية - ومن المؤسف والمؤلم تماما أن سربرنيتسا قد كانت حينها ومنذ 3 ابريل 1995م "منطقة آمنة" تحت حماية قوات الأممالمتحدة، ممثلة بعناصر الكتيبة الهولندية في قوات الأممالمتحدة والتي يبلغ تعدادها 400 عنصر ، إلا أن إعلان المدينة كمنطقة آمنة تحت حماية الاممالمتحدة ، لم يحل دون وقوع المجزرة ، كما أن عناصر الكتيبة الهولندية لم يتدخلوا لأجل حماية سكان البلدة ذوي الأغلبية المسلمة بعمليات تطهير عرقي ممنهجة ضد المسلمين البوسنيين والمعروفين باسم "البوشنياق" ،وقد حدثت على مرأى من الفرقة الهولندية التابعة لقوات حفظ السلام الاممية دون أن تقوم بأي شيء لإنقاذ المدنيين ، علما أنها كانت قد طلبت من المسلمين البوسنيين تسليم أسلحتهم مقابل ضمان أمن البلدة ، و بعد أن فشل في حمايتهم أثناء الحرب ما ذا عمل المجتمع الدولي بعد انتهاء الحرب لانصاف شعب البوسنة والهرتسك - ؟ لقد تمت تبرئة صربيا من جريمة الإبادة الجماعية عبر المحكمة الدولية وقد كان يوم الإثنين 26/2/2007م يومًا لن ينساه التاريخ لأوروبا فقد برأت محكمة العدل الدولية صربيا (الأرثوذكسية) من تهمة الإبادة الجماعية لمسلمي مدينة سربرينيتسا البوسنية المنكوبة. على الرغم من اعتراف المحكمة بأن ما جرى في المدينة البوسنية المنكوبة “يمثل إبادة جماعية” لذلك أعود مجددا فأقول لكل العقلاء والشرفاء من أخواننا اليمنيين حكاما ومحكومين - إحذروا من الوباء الخطير الذي يسكت عليه ألاكثرية رغم أننا نلاحظه بأم اعيننا يتفشى و ينتشر بسرعة جنونية في نفوس الكثيرين من اليمنيين شمالهم و جنوبهم – إنه وباء الحقد والكراهية القاتل – حقد وكراهية المواطن للمواطن - القائم على اختلاف ديني – مذهبي أو اختلاف العرق أو الهوية –كما حصل في حرب البوسنة والهرتسك فهل لنا ان نعتبر منها ونعود الى صوابنا ؟ و قبل فوات الاوان ؟