تطرقنا في المقال السابق إلى بعض الاساليب التي تسلكها الصديقة إيران تجاه جيرانها عموما ودول الخليج العربي بشكل خاص وتلك الأساليب والاستفزازات والتصريحات العنجهية هي التي بدورها تسببت في خلق مساحة واسعة من الشك واللاثقة في المنطقة بالصديقة ايران !! وباستقراء سريع للتاريخ والواقع نجد أنه لا يوجد في السياسة شي اسمه عداء دائم أو صداقة دائمة ولا ادل على هذا ماحدث بين الصديقة ايران ومن ظلت طوال 35عاما تصفه بالشيطان الاكبر ( امريكا- ولوحتى كان العداء ظاهريا) من تغيير في المواقف المعلنة واجتمعت ( الملائكة مع الشياطين – أو الطهارة مع النجاسة – حسب تعبير الفقهاء والملالي) تحت سقف واحد بل وطاولة واحدة وربما على سرير واحد !!! المهم أن الصديقة ايران تأقلمت مع الحبيب الأكبر – اقصد الشيطان الأكبر- واصبحا يفكران بعقل واحد وبموقف واحد على قاعدة ( شيلني واشيلك)!! ومصلحتي مصلحتك!!! مثلما اتفق العرب وعدوهم التقليدي – اليهود- ووقع العرب مع اسرائيل اتفاقية سلام – كامب ديفد - وتلاقت الأحضان وجرى تفاهم كبير جدا بين العرب والصديقة اسرائيل وكل طرف التزم بحدوده وبعدم إيذاء الآخر، وكما ايضا وسبق ذكره اتفقت الصديقة ايران مع الغرب ( من خلال اتفاقية فييناحول البرنامج النووي ) وبالاخص الولاياتالمتحدةالأمريكية الذي ظلت تنصب لها العداء عقودا من الزمن وانتهى بها المطاف الى التصالح معها بل والتحالف في خندق واحد !! فلماذا لم تتراجع ايران خطوة إلى الجانب الإيجابي وتفتح نافذة من الثقة ليبدأ الطرف الآخر- العربي- في تقبل الصديقة ايران التي ظلت سنينا تنادي بالاخوة وبوجوب الوحدة الاسلامية في الوقت الذي تزرع الشقاق والفتن الطائفية ليل نهار في عقر العرب بل وتطعنهم من الخلف في كل مرة !!! في حين العرب يلتزمون الصمت على قاعدة – لعل وعسى أن تفيق الصديقة من الغفلة!! اليس الأحرى بالصديقة ايران أن تراجع سياساتها مع جيرانها العرب وان تلتفت إلى شعبها الفقير وتعتني به أولى من عنايتها بالحركات الارهابية في المنطقة ؟!! الم يكن أولى بالصديقة ايران أن تحترم سيادة الدول مثلما تلك الدول تحترم سيادة ايران ؟!!! الم يكن أولى للصديقة ايران ان تسخر جميع مواردها لخدمة شعبها ورفاهيته بدلا من تسخير الملايين لصالح تيارات تضرب وحدة الامة الاسلامية التي تتغنى بها الصديقة ايران وتدعو اليها ؟!!! اليس من باب أولى أن تتعقل الصديقة ايران وتحد من تصرفاتها العدائية تجاه جيرانها العرب وتبرم اتفاقا تصالحيا يفضي إلى عدم التدخل بالشؤون الداخلية لكل طرف ؟!! هل تسكت إيران لو حدث تدخل عربي بشؤون منطقة الأهواز التي هي عربية الاصل ؟!! للحديث صلة....
