يتكلم الناس كثيرا عن أضرار الحروب وعن مصائبها وكرههم لها ولم يعرف الكثير بأن لها فوائد وخير من حيث لا ندري مصداقا لقوله تعالى : { كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ } [البقرة:216]. فالآية واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار!!.. احمد الله أيها الجنوبي العربي الحر الشريف لقد ابتلاك الله سبحانه ابتلاءا كنت مُستحقّا له رغم قساوته وشدته عليك !! لكن تعلمت منه درسا عظيما ، فلا ولم كنت تتمنى لقاء العدو ولكن عند أن لقيته كنت ثابتاُ وقاومته بكل ما تستطيع فكان ثباتنا أسطوريا أصبح العدو قبل الصديق يتعجب منه ويندهش منه بل جعل من سمع في عالمنا اليوم بهذا الثبات في حيرة من أمره فقد أذهل من قضى حياته في التحليلات العسكرية والتكتيكات والخطط ما أفسد جيوش جرارة تستعرض دوما بجبروتها وقوتها وعددها وعُدّتها ولكن اختلطت عليها هذه التحليلات وهم من أكابر الأكاديميين واختلطت عليهم تحليلاتهم وأوراقهم وأفكارهم فكان شيئا عظيما لهذا الشعب الجنوبي العربي الحر الشريف فحُقاً له هذا الثبات العظيم أن يهبه الله سبحانه بمدده وتأييده ونصره المبين فالله أكبر لله الحمد .. أن فوائد هذه الحرب التي أرادها الله سبحانه ولم نكن نريدها وما إن فُرضت علينا حتى اختار الله سبحانه الصادقين المخلصين من خيرت أبناء الجنوب العربي وهم من كانوا سببا في انتصارنا بعد الله سبحانه ثم بعد ذلك أراد الله سبحانه بأن يعلي مقامهم ويأخذهم عنده لأنهم صفوة خير أبناء الجنوب هم من خيرت صفوته من شبابه ورجاله وشيوخه ونساءه وأطفاله فأخذهم الله سبحانه في دار كرامته وأراحهم مما عانوا من شظف الحياة وقسوتها فمنهم من انهدم سكنه على رأسه فاختارهم الله عنده وهو أعدل العادلين واحكم الحاكمين وسيقتص لهم عنده وقد وعد بأن المهدوم شهيد ومنهم من قُتِل وهو مدافعا عن دينه ثم أرضه وعرضه وماله وحقه وملكه فوعده الله بأنه شهيد فاختار الله لهم الشهادة لأنهم أهلاً لها ويستحقونها ولأنه يعلم بما في نفوس العالمين، ومنهم من أراد الله سبحانه بأن يتقدم الصفوف ونيّته أن يوقف العدوان الضخم والكبير من جيوش جرّارة هدفها تصفية العنصر الجنوبي البشري وسرقة ثرواته واستعباده أو تطهيره إن أمكن !! جيوش تدربت عشرات السنين فأتت من كل حدب وصوب من ارض الشمال الذي غالبه كان مواليا وداعما بالمال والرجال والعتاد بل أيضا بمساندة نسائه في جمع الحلي والأكل وتجهيز الطعام وبظلمهم جعلهم يتجرعون مرارة الهزيمة رجاله مع نسائه والعار كل العار بأن تقف مع الظالم ضد المظلوم !! أما القلّة التي لم تكن موالية فقد انبطحت وسلّمت وانكسرت !! الغالبية العظمى من هذا الشمال بسوء طويته شارك أقل شيء في غمز ولمز ونفاق عجيب!! فكانت وجهتهم تآمرية فيها نوع من السخرية على كل من قاوم من أبناء الجنوب العربي العظيم الحر الأبي الشريف وظنّوا بأنهم يواجهون الجيوش التي لا قبل لهم بها !! ولم يعلم هؤلاء المنبطحين بأن الظلم لا يدوم مهما ارتفع دخانه وأن أمامهم صفوة ومعدن الجنوب العربي الأصيل الذي أثبت بعروبيته وأصالته المبنية على الشجاعة وحكمة التدبير فأصبح الواحد بعشرة الآلاف من هذه المخلوقات الغريبة وما إن اشتد وطيس الحرب التي من قمة فوائدها اظهرت وكشفت حقيقة هذه الجيوش الجرارة بأنها عبارة عن بعوض كثيف منتشر بكثرة أتى من مستنقع نتن وهو ناقل لوباء لُحمّى الضنك ونشره في الجنوب !! فأخذ الله من أخذ بسبب وبائها وتطهر من تطهر من عناء الدنيا الفانية إلى جنات الخلد الباقية وما هي إلا أربعة أشهر بالتمام والكمال حتى انقرضت تلك الحشرات الضارة على كثرتها بثبات صفوة الجنوب الشرفاء وصدق استعمالهم للمبيدات الحشرية ومعرفة أماكنها وتواجدها الغير حاضنة لهم فكانوا يرشونها بمبيدات بدائية ثم بعد ذلك أتتهم مبيدات أكثر تطوراً مبيدات خارجية فتاكة استعملت من الجو حتى تم تطهير الأرض من هذه الحشرات الكثيرة والضارة في مدن الجنوب من وباء حُمّى الضنك ولم تبقى إلا بعض هذه النوامس والبعوض تختلط فيما بينها في محاضنها التي أتت منها وبيئتها المناسبة لها وحاضنتها الحقيقية والمناسبة لأجوائها النتنة لا زالت تحوم وتستعرض وتطير فتسلم هذه الحشرات بحشرات مثلها ليتبادلوا الأدوار ولكن هيهات ... هيهات .. فوائد هذه الحرب أظهرت حقيقة الجنوبي الأصيل المنبع والمنشأ وصدق إسلامه وعروبته والعدو وأصله الدخيل المنبع والمنشأ البعيد عن الأصالة والعروبة التي تشدّق بها كثيراً كم هي فوائد هذه الحرب التي رفع الله بها أقوام وحط بها آخرين كانوا يظنون بأنهم القوة التي لا تُقهر بجهلهم المُركّب وعقليتهم البعوضية وما كانوا يحملونه من وباء حُمى الضنك أصابتنا لفحته وسقط من سقط من حرارته لكن ما إن وُجِد المبيد المناسب تم الرش المناسب وسقط هذا بعوض بوبائه الفتاك حمى الضنك ولم يجد له حاضن في الجنوب فرجع إلى حاضنته النتنه ومستنقعه الغير صحي الذي أتى منه وكفانا الله من شره والحمد لله رب العالمين..