يؤدي ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وعاهل الأردن الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي زيارات إلى موسكو، من المقرر أن يعقدوا خلالها لقاءات ثنائية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تتركز حول الأزمة السورية وجهود مكافحة الإرهاب والمستجدات بالمنطقة وآفاق التعاون الثنائي بحسب بيانات رسمية منفصلة. وقالت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية أن الشيخ محمد بن زايد الذي يتولى ايضا منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات وصل إلى موسكو مساء الاثنين في زيارة عمل لحضور افتتاح فعاليات معرض "ماكس" الدولي للطيران والفضاء 2015 الذي يقام في موسكو في الفترة من 25 إلى 30 أغسطس/آب. وأشارت إلى أن الشيخ محمد بن زايد سيبحث مع الرئيس الروسي خلال الزيارة علاقات التعاون والصداقة بين البلدين وعددا من القضايا والتطورات الإقليمية. هذا إضافة إلى الملفات الاقتصادية الحيوية، والتعاون الثنائي بين روسيا والإمارات، وخاصة في مجالي الاستثمارات والطاقة. ووفقا للكرملين، فسوف يتطرق اللقاء إلى التعاون الثنائي في مجال الطاقة. حيث تنسق موسكووأبوظبي عملهما بصورة وثيقة في إطار منتدى الدول المصدرة للغاز، إضافة إلى الآمال المعقودة على نتائج عمل مشاريع شركتي "روس نفط" و"كريسنت بتروليوم" لتطوير حقل نفطي في إمارة الشارقة. وكذلك التعاون بين "روس نفط" وشركة "مبادلة للبترول" الإماراتية حول تطوير حقلين نفطيين في سيبيريا الشرقية. بدوره، غادر الملك عبدالله الثاني الاردن الاثنين في زيارة إلى موسكو يبحث خلالها مع بوتين، علاقات التعاون بين البلدين، خصوصا في المجالات الاقتصادية والطاقة، إضافة إلى المستجدات الإقليمية، لا سيما ما يتعلق بالأزمة السورية وجهود مكافحة الإرهاب والتطرف، بحسب وكالة الأنباء الأردنية الرسمية. ووفقا لتصريحات الكرملين، فإن المحادثات بين الرئيس بوتين والملك عبدالله الثاني ستتناول قضايا تعزيز العلاقات الثنائية، وبحث تنفيذ المشاريع الثنائية التي تحظى بالأولوية لدى البلدين، بما في ذلك الخطط القائمة لبناء أول محطة كهرونووية في الأردن، ويعد هذا المشروع الأكبر بين البلدين، وتتولى بناءه مؤسسة "روس أتوم" الروسية، ومن المتوقع، حسب البيانات الروسية، إنجاز المحطة بحلول عام 2020 بتكلفة تقدر ب 5.4 مليارات دولار. كما يحضر عاهل الأردن خلال الزيارة، فعاليات معرض الطيران الدولي (ماكس). ومن المقرر أن يتوجه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى روسيا الثلاثاء، في زيارة تستغرق ثلاثة أيام يلتقي خلالها نظيره الروسي وعددا من المسؤولين الروس، ومن المتوقع أن تتناول الزيارة سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، وزيادة حجم التبادل التجاري بينهما، إضافة إلى توقيع عدد من الاتفاقيات. وأفاد المتحدث الرسمي للرئاسة المصرية في بيان أن "الرئيس السيسي يبدأ غدا الثلاثاء زيارة رسمية إلى العاصمة الروسية موسكو لمدة 3 أيام يزور فيها البرلمان الروسي الدوما، حيث يعقد لقاء ثنائيا مع رئيس البرلمان سيرجيه نارشكين، يعقبه اجتماع موسع بحضور وفدي البلدين". وأضاف المتحدث الرسمي أن "الرئيس سوف يلتقي كذلك بكل من وزير الصناعة والتجارة الروسي دينيس مانتوروف، ورئيس صندوق الاستثمار الروسي المباشر كيريل ديمترييف، لبحث سبل تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، وكذا زيادة الاستثمارات الروسية في مصر". وستتركز مباحثات السيسي وبوتين على تعزيز التعاون في كافه المجالات بين مصر وروسيا، بالإضافة الي بحث ازمات الشرق الاوسط ومكافحه الإرهاب. ويقول مراقبون إن هذا الزخم الواضح في العلاقات بين موسكو وأبو ظبي من جهة، وبينها وعمان من جهة أخرى، يأتي على خلفية مبادرة بوتين بشأن تشكيل تحالف دولي لوجستي واسع لمكافحة الإرهاب، ومواجهة تنظيم الدولة الإسلامية الذي أصبح يشكل خطرا على استقرار دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويفرض تحديات جسيمة على جميع دول العالم بعيدا عن المعايير المزدوجة في مكافحة الإرهاب. ولم يعرف بعد ما إذا كانت ستعقد قمة رباعية تضم القادة العرب الثلاثة مع بوتين أم لا.
