اعتباراً من هذا العام، فإن يوم 30 نوفمبر أضحى رسمياً (يوم الشهيد) في الإمارات العربية المتحدة تنفيذاً لتوجيهات رئيس الدولة سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، إجلالا وإكباراً وعرفاناً بتضحيات شهداء الإمارات في الميادين العسكرية والمدنية والإنسانية كافة. وهو بالنسبة لنا يوم الذكرى السنوية لاستقلال بلادنا في 30 نوفمبر 1967م الذي نسج خيوط فجره المشع شهداء الثورة والاستقلال ممن أرغموا قوات الاحتلال البريطاني على الرحيل في ذلك اليوم الأغر وإعلان اليمن الجنوبية دولة مستقلة ذات سيادة، وبعد غدٍ أيضا يصادف اليوم الوطني لقيام اتحاد الإمارات العربية في 2 ديسمبر عام 1971، بقيادة المؤسس خالد الذكر الشيخ زائد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، ويلزمنا الوفاء أن نهنئ الأشقاء بهذه المناسبة الوطنية التي نشاركهم فرحتها الممزوجة بأفراح احتفالاتنا بذكرى استقلالنا الوطني وانتصاراتنا المشتركة ضد الغزاة الحوثيين، وهو ما يتجسد بأروع الصور في رفع صور شهداء الإمارات وعلمها وأعلام دول التحالف في المهرجان الكبير الذي تشهده اليوم ساحة الحرية بعدن تزامنا مع ذكرى يوم الاستقلال. يجمعنا اليوم بالأشقاء في الإمارات وبقية دولة الخليج العربي، أكثر من أي وقت مضى، المصير الواحد والمواقف الواحدة التي تجلت في أروع صورها في الموقف التاريخي الحازم والحاسم الذي وقفته قيادة الإمارات العربية المتحدة ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في مؤازرة شعبنا في اللحظات الصعبة والحرجة، لمواجهة جائحة عدوان الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع صالح، المدعومين عسكرياً ومالياً من إيران، من خلال عاصفة الحزم وإعادة الأمل التي جاءت في الوقت الملائم لكبح جماح هذا العدوان وكسر شوكته وما يمثله من مخاطر وأجندة على المنطقة برمتها. ولعله من محاسن الصدف أن نحتفي مع الأشقاء الإماراتيين بيوم الثلاثين من نوفمبر، خاصة وقد أصبح شهداؤهم هم شهداءنا، بعد أن سالت دماؤهم الطاهرة وامتزجت في عجينة تراب أرضنا، حين هبوا لنجدتنا والقتال معنا، بدافع من مشاعرهم الأخوية ونهجهم العربي القويم الذي أرسى دعائمه مؤسس الدولة الشيخ الحكيم زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في الوقوف إلى جانب الأشقاء ومؤازرتهم ودعمهم وقت المحن والملمَّات، كما رأينا منه ذلك في حياته في موقفه التاريخي المؤازر لمصر العربية في حرب أكتوبر 1973م حين دعا إلى إيقاف ضخ النفط إلى دول العالم فتجاوبت معه جميع الدول العربية، واشتهرت مقولته حينها:"النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي". ثم وقوفه إلى جانب الشعب اللبناني وإرساله قوة عسكرية ضمن قوات الردع العربية لضبط الأمن في لبنان خلال الحرب الأهلية وما تلى ذلك من مساعدة في إعادة إعمار لبنان، وكذلك الموقف الحاسم والصلب ضد اجتياح واحتلال القوات العراقية لدولة الكويت في 2 أغسطس سنة 1990م، وغير ذلك من المواقف الإنسانية التي لا تُنسى في الصومال وكوسوفو..الخ. وأثبتت الأحداث الأخيرة التي اُبتليت بها بلادنا أن الإماراتيين، قادة وشعباً، أكثر الأشقاء حماسا، وأشدّهم نشاطًا ونجاحاً في موازرة شعبنا في محنته، حتى تخليصه من أوزار الحرب العدوانية الظالمة التي شنها الحوثيون وقوات المخلوع، وإفشال أجندتهم وأجندة أسيادهم التي أرادوا فرضها بالقوة، ومازالوا يواصلون دعمهم العسكري ومشاركتهم الميدانية بقواتهم في مختلف جبهات القتال، كتفاً لكتف مع بقية دول التحالف العربي، وتعمَّدت مشاركتهم تلك بتضحيتهم بالنَّفس والنَّفيس، إذ قدَّم أبناء الإمارات حياتَهم وأغلى ما يملكون ونالوا الشهادة على تراب أرضنا التي أرتوت بدمائهم الزكية في عدن ومأرب وفي أكثر من جبهة. ولن ينسى شعبنا للإمارات، وبقية دول التحالف العربي، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، هذا الموقف الأخوي القوي الذي سيبقى حيًّا في الذاكرة وفي الأفئدة والوجدان. وفي هذا اليوم الذي اختارته الإمارات يوماً لتخليد شهداءها.. لا نملك إلا نقف وقفة إجلال وتقدير على أرواح شهداء الإمارات وكل شهداء دول التحالف وشهداءنا الأبرار ممن قضوا نحبهم ونالوا مرتبة الشهادة وهم يسطرون الملاحم البطولية ويلحقون الهزائم بمليشيات الحوثيين وقوات المخلوع ويحققون النصر تلو النصر في عدن وأبين ولحج ومأرب، سائلين الله أن يتغمدهم بواسع رحمته وأن ينزلهم منازل الشهداء مع الذين أنعَم الله عليهم. وسنظل نتذكرهم بكل إجلال وتقدير وعرفان أسوة بكل شهدائنا الأبرار، ونخلد أسماءهم في صفحات تاريخنا الحديث الذين أسهموا في صنعه، وفي ذاكرة الأجيال ونُسمّي بأسمائهم ونزيّن بصورهم شوارعنا مدارسنا ومؤسساتنا التي يواصل اليوم الأشقاء الإماراتيون تعميرها بأجمل وأفضل مما كانت بعد أن دمرها الغزاة الهمجيون وحولوها إلى ركام.. ولن ننسى لهم هذا الصنيع. مسك الختام أهدي هذه الكلمات البسيطة المنبعثة من القلب، والمفعمة بالوفاء لأهل الوفاء، للأشقاء في الإمارات العربية المتحدة، قيادةً وشعبا، بعنوان (شكراً إمارات الخير) : شكرا لكم كثير ليس له نظير فخيركم في أرضنا وفير من عهد (زايد الكبير) شكرا لكم كثير هذا أقل ما نقول بل هو نزْرٌ يسير في حق من ضحى بدمه الغزير ومن وقف مؤازراً لنا في ظرفنا العسير شكرا لكم كثير كنتم لنا يا أيها الأحباب نعم النصير صنيعكم لن يُنتسى وبالوفاء شعبنا جدير عهداً نقوله لكم وَثير بأننا معاً سويةً نسير تجمعنا الأهداف والمصير