قال الشيخ "حكيم الحسني" في خطبة الجمعة اليوم أن "قضيتنا (الجنوبية) أكبر من المكونات والصراع عليها والصراع على مسيرة أو الصراع على مهرجان", معتبراً أن "قضية الجنوب لكل ثوار الجنوب الذين مع استعادة كرامته ودولته". وفي خطبة الجمعة التي حملت اسم "لاتفرقوا فتفشلوا" وأقيمت في وسط الشارع الرئيسي بالمعلا دعا الحسني "الثوار لاجتماع الكلمة", مضيفاً "إذا توحدنا لا يعبث في أرضنا باغٍ".
وهذا الاسم الذي حملته "الجمعة" اليوم مستوحى من النص القرآني " وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ".
وقال أن "الخلاف ينشأ أول ما ينشأ من الداخل", معتبراً أنه "باجتماعنا ننتصر على عدونا ونزداد قوة إلى قوتنا", وتساءل "ماذا نستفيد من الصراعات, أما كفانا هزائم أما كفانا نكبات".
وقال الحسني موجهاً خطابه إلى القيادات المختلفة والتي غابت عن الجمعة اليوم "اتقوا الله ياقادة المكونات يا أيها السياسيون اتقوا الله, كونوا سبباً في اجتماع الجنوبيين, لا تكونوا سبباً في تأخر ثورتهم, اعلموا أن الصراع نتيجته الفشل وأنتم أكبر عثرة لنا يوم أن تقاتلتم في تاريخكم السياسي وضيعتم حقوقاً من حقوق الجنوبيين".
وأضاف مخاطباً قادة المكونات "لابد أن تدركوا خطورة المشهد اليوم, المشهد خطير أمامنا تحديات يتربص بها المحتل, (إنه) يراهن على إفشالنا وتفكك ثورتنا وتأخر انتصاراتنا".
وقال أن "الشعب الجنوبي يريد منكم شيئاً واحداً, أن تلتحموا وتتحدوا في قراركم, يريد هذا الشعب أن يستعيد دولته وأن يخرج المحتل من أرضه, فهل أنتم معه وفي صفه".
وقال الحسني أن "علينا أن لا نقف كثيراً أمام أي إشكاليات, نختلف ولكن لا نتصارع, لا تخوين, لا تهميش, لا نريد أولئك القادة أن يعيدونا إلى الجنوب القديم, نريد جنوباً جديداً ليس فيه إلغاء أو تهميش, يعيدونا لجنوب يسمع وينصب لكل صوت جنوبي حر".
ودعا الحسني الشباب أن "يعدوا أنفسهم للقيادة لأنهم أكفأ وأطهر", مضيفاً "نريد من الشباب أن يسطروا لنا الجنوب في مثل هذه الظروف وأن يتعاضدوا ويوحدوا قيادتهم, لا ينبغي أن يدخل الشباب في الصراعات".
وأضاف "على الشباب أن يقفوا موقف الحياد وأن يمثلوا أخلاق أهل الجنوب, أهل المدنية والحضارة, وأن يكونوا مثالاً للجنوب القادم".
واعتبر الحسني أن "الواجب أن ننقل هذا الحراك من كونه حراكاً إلى ثورة شعبية, نريد ثورة مجتمعية في كل (شرائح) المجتمع".
وأكد أن "بوحدتنا يسقط العابثون بقضيتنا", مضيفاً "نريد أن نزلزل أقدامهم حتى يخرجوا صاغرين", وتسائل "كيف يكون ذلك, بالانقسام, لا والله بل بوحدة الصف, بعدم التخوين, علينا أن ندرك أن العالم اليوم يدرك قضيتنا, قضيتنا فرضت نحن اليوم على الأرض والعالم ينظر إلينا, علينا أن نثبت أننا نطالب بوطن وحقوق شعب وبكرامة".
ودعا الحسني "الجنوبيين أن يكونوا "على قدر المسؤولية", مضيفاً "وإلا والله ستذهبون أو سيأتي الجيل الذي بعدنا, وسيلعننا".
وقال أن "من يتخلى عنا (فليذهب) إلى مزبلة صنعاء, أما ونحن موحدون فعلينا أن نشكل جبهة موحدة, والعدو لا يعرف من الجنوبيين إلا الهوية, إلا أنهم جنوبيون".
وعقب الخطبة والصلاة أقيمت مسيرة حاشدة انطلقت من المصلى في الساحة وجابت الشارعين الرئيسي والخلفي, وحمل المتظاهرون لافتات تدعو إلى "عدم التفرق", كما رفعوا صوراً لشهداء الحركة الاحتجاجية الشعبية في الجنوب.
وهذه الجمعة هي الجمعة رقم «35» منذ انتظام الدعوة إلى هذه الفعاليات وانطلاقها في العاشر من فبراير من العام الجاري إحياءً للذكرى الأسبوعية الأولى التي شهدت مصادمات بين أنصار الحراك الجنوبي المطالب باستقلال الجنوب عن الشمال وأعضاء حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي يمثل جماعة الإخوان المسلمين في حادثة خلفت عدداً من الجرحى من الجانبين في الثالث من فبراير (شباط) وانحصرت في الجهة الغربية من المعلا ثم امتدت لاحقاً إلى حي "القلوعة" جنوباً.
