كما أن (( الإصلاح )) مبدأ وموقف ، وعهد ووفاء ؛ فإن (( الإصلاح )) منهجية مستقاة ونابعة من التزامه الوثيق بالقرآن الكريم والسنة الصحيحة لخاتم الأنبياء والمرسلين محمد _ صلى الله عليه وسلم _ وهو في كل حركته على وجه الأرض وانسياحه في أوساط الشعب _ حاضراً ومستقبلاً _ يعطي المثل الأعلى في تماهي مواقفه مع المبدأ الذي التزمه والعهد الذي قطعه على نفسه ، أن لا يحيد عن الوسطية التي تحددت معالمها وتمثلت واقعا معاشا في سيرة المصطفى _ صلى الله عليه وسلم _ والذي أُلزم كل مسلم أن يقتدي به ويسير على منهجه القويم .. وعلى هذا الأساس يجب أن تُبنى المواقف، وتُبثُّ الأفكار ، وتنطلق المواهب والطموحات ، وتتحدد معالم السير ، وتنتفي مظاهر العجز وملامح الخنوع ..! إن (( الإصلاح )) لا يصدر في مواقفه عن هوى ، ولا يقيم علائقه مع الآخر بمزاجية تتغيَّر بتغيِّر الإنطباع الشخصي أو الإنتهازية المقيتة ..! وإنما يصدر قراره عن مؤسسات كفيلة بتجنيبه _ بعد عون الله عز وجل وتوفيقه _ منزلقات العواطف ومنحنيات الشخصنة ونتوءات الطيش والجهالة ..! ولذلك فإن (( الإصلاح )) يرى عن قناعة لا يشوبها أي ارتياب ؛ أن المرحلة التي يمر بها اليمنيون _ جميعاً _ ونسير من خلالها إلى أفق آمن ومستقر ؛ لا يمكن لأي قوة سياسية _ مهما كانت _ أن تتفرد في الساحة اليمنية بحسب هواها ، وإنما هي مرحلة توافق تخدم المصلحة العليا للوطن الحبيب أرضاً وإنساناً ..! إن المرحلة التي نمر بها اليوم تستدعي تلاقح العقول ، وتآلف القلوب ، وعفاف الألسن ، وتشابك الأيدي ، وتلاحم المواقف ، والترفع على سفاسف الأمور كي نتمكن عملياً من مواجهة المليشيات الإنقلابية التي لم ترقب في الشعب الاَّ ولا ذمة ، ولم ترعى لحدود الله حُرمة ، ولم تقف في يوم من الأيام موقف صدق من قضايا الوطن ، ولم تبدي لحظة ولاء لليمن واليمنيين ..!