ياسين سعيد نعمان عدو الجنوب الأول.. "دورة اللجنة المركزية للإشتراكي 2009".. نموذج    إعلان مفاجئ من بنك الكريمي بعد قرار البنك المركزي بعدن وقف التعامل معه!!    الحكومة تندد باستمرار التدمير الحوثي الممنهج للقطاع الصحي    مليشيا الحوثي تقتحم 2 من كبريات الشركات الطبية وصناعة الأدوية باليمن وتنهب مئات آلاف الدولارات    مجلس الأمن يتبنى مشروع قرار يدعم مقترح بايدن لوقف إطلاق النار بغزة    "صنعاء على صفيح ساخن.. الرعب يسيطر على المليشيا الحوثية و حملة اعتقالات واسعة"    "الحوثيون يفقدون البوصلة واصيبوا بالتخبط"...الكشف عن عجز حوثي عن مواجهة قرارات البنك المركزي بعدن    "الأقذر في الكرة الأرضية"...ناشطة يمنية تشن هجوما على قناة الجزيرة القطرية لدعمها الحوثيين    "تقصي" تدين قرار الحوثيين بإعدام (السمحي) وتدعو للضغط لإيقاف الجريمة    تعز التي لم تفرط بواجبها    الالمان يفضلون متابعة اليورو في المنازل    لماذا لن تحقق صفقة إسرائيلية-سعودية السلام في الشرق الأوسط    لجنة متابعة قضايا أبناء أبين تصدر بلاغًا بشأن فتح طريق ثرة    انشيلوتي يتراجع عن كلامه والريال يؤكد مشاركته بمونديال الاندية    إغلاق مستشفى حريب العام بمارب بسبب الإضراب عن العمل بسبب تأخر الرواتب    الشيخ زايد بن سلطان .. هل كان يحب اليمنيين الجنوبيين أم الشماليين ؟    - لأول مرة تكريم خاص بالنساء فقط في مصلحة جمارك في العاصمة صنعاء أقرأ لماذا ومنهم؟!    أكبر عملية سطو في تاريخ الأدوية اليمنية: الحوثيون يسيطرون على مصانع حيوية    بوتين يهدد بنقل حرب أوكرانيا إلى البحر الأحمر    ادارة الموارد البشرية بكاك بنك تدشن دورة تقيم الاداء الوظيفي لمدراء الادارات ورؤساء الاقسام بالبنك    الرئيس الزُبيدي يدشن أعمال الاجتماع العام الثاني لهيئة التشاور والمصالحة (نص كلمة الرئيس)    غرق وفقدان عشرات المهاجرين الأفارقة قبالة شواطئ شبوة    السلطات السعودية تكشف عن أكبر التحديات التي تواجهها في موسم الحج هذا العام.. وتوجه دعوة مهمة للحجاج    مليشيا الحوثي تسطو على منزل مواطن وتطرد النساء والأطفال وتنهب محتوياته    "الأونروا": الدمار الذي شهدته غزة لا يوصف وإعادة الإعمار يحتاج 20 عاما    النفط يرتفع وسط توقعات بزيادة الطلب على الوقود خلال الصيف    آخر ظهور للفنان محمد عبده عقب تلقيه علاج السرطان .. شاهد كيف أصبح؟ (فيديو)    رونالدو يحتكر الأرقام القياسية في اليورو    سينر يرتقي لصدارة التصنيف العالمي.. وديوكوفيتش يتراجع    ألكاراز يحتفل بلقب رولان جاروس بطريقة مثيرة    لأول مرة منذ 2015.. طيران اليمنية يعلن استئناف رحلاته لوجهة جديدة اعتبارا من هذا الموعد    الحوثيون يمنحون مشرفين درجة الماجستير برسالة واحدة مسروقة وتم مناقشتهما(أسماء)    دعوة لمقاطعة مبخوت بن ماضي    العطش وانعدام الماء والكهرباء في عاصمة شبوة يصيب مواطن بجلطة دماغية    فضل الذكر والتكبير في العشر الأوائل من ذي الحجة: دعوة لإحياء سُنة نبوية    مانشستر يونايتد يسعى لتعزيز هجومه بضم المغربي يوسف النصيري    وزارة المالية تعلن إطلاق تعزيزات مرتبات شهر مايو للقطاعين المدني والعسكري والمتقاعدين    مختار علي يعزز صفوف المنتخب السعودي امام الاردن    ارتفاع في تسعيرة مادة الغاز المنزلي بشكل مفاجئ في عدن    جرة قلم: قمة الأخلاق 18    خلال تدشين الخدمة المدنية للمجموعة الثانية من أدلة الخدمات ل 15 وحدة خدمة عامة    افتتاح جاليري صنعاء للفنون التشكيلية    تدشين مخيم مجاني للعيون بمديرية العدين في إب    افتتاح معمل وطاولة التشريح التعليمية ثلاثية الأبعاد في الجامعة اليمنية    الرواية الحوثية بشأن حادث انهيار مبنى في جامع قبة المهدي بصنعاء و(أسماء الضحايا)    "هوشليه" افتحوا الطرقات!!!    ''استوصوا بعترتي'' و استوصوا بالمعزى!!    عالم آثار مصري شهير يطالب بإغلاق متحف إنجليزي    منظمة الصحة العالمية تدعو للاستعداد لاحتمال تفشي وباء جديد    في الذكرى الثالثة لوفاته.. عن العلامة القاضي العمراني وجهوده والوفاء لمنهجه    أحب الأيام الى الله    السيد القائد : النظام السعودي يتاجر بفريضة الحج    روسيا تعلن بدء مبيعات مضاد حيوي جديد يعالج العديد من الالتهابات    النفحات والسنن في يوم عرفة: دلالات وأفضل الأعمال    ما حد يبادل ابنه بجنّي    بعد أشهر قليلة من زواجهما ...جريمة بشعة مقتل شابة على يد زوجها في تعز (صورة)    الحسناء المصرية بشرى تتغزل باليمن و بالشاي العدني    أطباء بلا حدود: 63 ألف حالة إصابة بالكوليرا والاسهالات المائية في اليمن منذ مطلع العام الجاري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عام من الحرب والغرف المغلقة !
نشر في عدن الغد يوم 27 - 03 - 2016


كل عام وانتم
في حب
في حرب
دين وسياسة
ليل اقبل…
شمس غابت
طال الليل ذهب البدر
لا اضواء بساحتنا الا النيران
طفل يفقد ابويه والكل نيام
صعد الطفل على كتف احدب
حواه الظهر وسار به هينا هينا
تبدت في الافق ملامح... يبدو انسان
او ربما شيء فقدته تلك النيران
ابتسم الشيء اضاء بنور ..
آه... آه ما اجمله !
اضاء سماء البلدان
تفجر نبع الفجر بلا سبب
انقلبت تلك الظلمة فجأة
كان الطفل على ظهر يحمل اطفالا
لم تكن تلك الحدبة حدبة
بل اكواما من اطفال
يحملها فلاح تاه في تلك النيران
انزلهم بهدوء
ابتسم بهدوء
اشار اليهم ان هذه وطن
ارض خصبة
ابنوها اليوم بلا كلل وانسوا
انسوها تماما… تلك الايام

عدت لمقاعد الدرس ، فالعام وماتلاه علمني ،أنني واهم جامح بسبب الجهل ، نعم عدت لمقعدي الطبيعي بين الطلاب ، دعوني أتعلم .
مرحبا بكم أيام طوال لا أتذكر ربما أسابيع ، غبت بعذر ما ، الا ان اليوم دفعني أن اكتب لكم، اليوم ذكرى انطلاق العاصفة ،بعدما جاوز الليل منتصفه واعلن اليوم انه بدأ في 26 مارس 2015 دقت صواريخ العاصفة ارض اليمن.... عام بأكمله . نعم من يصدق، ومضى العام ، اخبرتكم مرة اننا سنحتفل بإطفاء شمعة أولى لحرب اليمن 2015 ، وقد حدث . فما من منتصر في الحرب ، سوى مصالح الساسة التي هي تدار خلف تلك الغرف المغلقة .
اخبرتكم حينها أيضا ان من بدأ الحزم لن يصنع الحسم ،فالحسم في معارك السياسة القادمة من الخارج لأثبات شرعية ما ، تحتاج الى قرار هو تجاوز الداخل ، هو ببساطة بسط نفوذ القوات المسلحة والأمنية للطرف المتدخل ، وهذا لم يتم لان هذا لم يكن ضمن اطار التدخل ، بمعنى أوضح ان الحسم هنا لفرض الشرعية يحتاج الى قوات احتلال لبسط النفوذ والامن في المنطقة المراد السيطرة عليها ، أما الاعتماد على تشكيل الوية أهلية من المجتمع فكأنك تشكل ميليشيات في مواجهة المليشيات ، وبالتالي ما حدث في أفغانستان و سوريا وليبيا هو الطريقة التي رسمت في كسر قوة الخصم ، وكما اخبرتكم أن المليشيات التي تتشكل أو بالأصح المقاومة المسلحة التي شكلت ليست للأسف على قلب رجل واحد ، كلنا يعلم الان ان تحرير عدن كان قرار واتفاق ، وبقوة ومعدات كبيرة أمام بضع مئات من القوات المتمردة على هادي ، كان الامر سريعا ، ونصرا يثبت أن العدة والقوة يمكن ان تحدث التغيير الفوري ،لكن الخطر التالي هو ان كمية ليست بالهينة من تلك المعدات وصلت لأطراف متعددة ، منها من اندمج مع قوات الجيش النظامي حديث التشكيل ، ومنها لم ينضوي ، والأخطر فيمن لم ينضو وخاصة ممن ينتمون لفكر القاعدة ، أو أيا كان ما نسميه . وفي خفايا الغرف حديث طويل عن تلك الأسلحة التي سربت او سلمت لأولئك كيف لها بدون تأمين من طرف من اطراف الحكومة او التحالف .
تتالت الاحداث في عدن ،رسمت بصورة واضحة ان حكومة الشرعية لم تكن تمتلك أي رؤية واضحة لما بعد الحرب ، بل صارت حكومة مهاجرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، سعت الجهود الأخير لإعادة بلورة ورسم صورة إيجابية عن الحكومة ورئيسها في التدخل الأمني في المنطقة الشرقية لعدن ، أيام ثلاثة ، نظر الجميع ، اختفى شباب القاعدة ، بل عادوا لرشدهم ، ابتسم الناس ، لماذا لم يكن ذلك سابقا ؟.... صحيح !.. الأهم ان لا سلاح من الأسلحة التي تمتلكها تلك العناصر استردتها الحكومة ، لا سلاح وخاصة الأسلحة النوعية الاليات العسكرية ، وصواريخ حرارية ،تخيل لا سلاح تم استعادته ، اذن هو هدوء لا سيطرة امنية ، هدوء من طرف آخر لا يريد ان يؤذي اهل المدنية ربما ، او لديه ابعاد أخرى، .... لذا فالجمر لم ينطفئ ، الجمر مازال تحت الرماد . وفي الغرف المغلقة يتحدثون عن تلك الجمرة الخبيثة .
في جبهة أخرى تعز ، تعز الدامية ، ما تم تدميره في تعز اضعاف ما تم في غرها ، والدماء التي سكبت في تعز عشرات اضعاف ما حدث في غيرها ، تعز أصبحت مجزرة لطرفين لأهل تعز ، وبالتحديد لجبهة الإصلاح ومن يساندونهم ، وللحوثي من جهة أخرى ، وفي افضل الحالات ما يقدم من دعم لوجستي وعسكري لتعز ولمقاومته إلى الآن، هو ذات الدعم الفتات الذي قدم في الشهور الأولى للحرب في عدن ولمقاومة عدن وبلا مزيد ، وحتى معارك النصر الأخيرة التي في تلك المحافظة ، بنيت على أساس فك الحصار ، وبدا وكأنه اتفاق ، ولم تهنأ تعز بالمزيد ، لان أطراف في تلك المعركة وفي قلب التحالف ، لا تريد ان تقدم لتعز ما قدمته لعدن ابدا ، رؤية مختلفة، سياسة مختلفة ، ربما اريد لتعز ان تكون محرقة في تلك الحرب . وليبتسم الجميع فإنها السياسة ، لو تحققت إرادة التحالف في تحرير تعز لتم في اقل من أسبوع ... هناك شيء ما لكننا نفهم اننا لسنا في تلك الغرف المغلقة .
في غمرة هذا كله كان الطرف الشريك في المعركة الإصلاح والسلفيين ، هم اكثر من يتلقى النقد والهجوم ، وبصورة كبيرة من اعلاميين في الداخل والخارج ، والتشويه تلو التشويه ،في البداية لم تمس السلفية رغم ان هناك أطرافا قاتلت معهم ينتمون لهم فكرا وليسوا من اليمن أصلا طبعا وليسوا من جنود التحالف ، فسرنا الأول لأنه انه يمثل الإرهاب ، فهو يمثل جماعة الاخوان ، والان الهجوم على الثاني وخاصة بعد بروز تحركات القاعدة ، والسبب أن فكره ينتمي لفكرهم ، والان هناك تشويه لصورتهم ، ومن الحوادث الغريبة مثلا في مقتل الشيخ العدني قيل في التحريات أن احد القتلة هو شيخ جامع سلفي، لماذا تم الإشارة الى هذا الامر؟ هل هو فعلا أم ...ماذا بعد هذا ؟ . في المقابل كأن هناك اتفاق من نوع ما مع الطرف الأول ، حيث نجد انه يتحرك ليسيطر على اغلب المعسكرات في الجبهة الجنوبية ، هناك دائما شيء نجهله في تلك الغرف المغلقة .
نجحت الحرب في تحديد أولوياتها بصورة قوية ، ورسمت خطوات محددة لما تريده قوى التحالف والأطراف المتنازعة ،فاصبح الامر في اعلام المملكة كأنه القصيدة تلك الحرب الدامية هي لحماية حدود المملكة ، فقط نتذكر أن الامر مختلف وأن هناك تحالفا مع الشرعية اليمنية في الاعلام الفضائي التابع للتحالف أيضا ..لا تستغرب! ما يمكن اثباته أيضا أنه تم تحطيم قوة الحوثي العسكرية ، لكن في المقابل أعطيت للحوثي قوة سياسية واقتصادية لم يكن ليحلم بها قبل تلك الحرب . شيء بشيء ، ومازلنا نجهل ما يدور في تلك الغرف المغلقة .
طرف آخر ما زال يصرخ ، نريد حق تقرير المصير ، خلال شهور وضعت بأيديهم كل ما يحتاجونه ، لم يكن لديهم أيضا أي رؤية سياسية ولا اقتصادية ولا تنموية فقط هي (حبتي والا الديك ) ، ولان خلافهم بينهم اكبر من خلافهم بين الاخرين لم يصلوا لاتفاق ، فكان ان كان...والان وضحت الصورة ، فتنازلت بعض القيادات ، و وضعت نفسها تحت راية التحالف، وبالأصح تحت راية شرعية هادي ، وتحت بند الاتفاق 2216 فاصبحوا جزءا من حكومة الدولة الموحدة ، كانت الناس في صدمة بين مصدق ومكذب ، فمن 2007 وحناجرهم تطالب بالحقوق ، ثم جاء 2009 وانضمت قيادات بارزة لتلك الأصوات ، ويمر العام تلو العام ، ولم تهيء تلك القيادات قيادات جديدة واعية ، لم يتم صرف ولا مليم على تطوير قدرات القيادات الجديدة على العمل السياسي ، بل ظلت تدور تلك القيادات في المنفى بحثا عن (سوفيت ) يدعمها ،كانت مستعدة لان تقبل ان يدعمها ابليس فقط لتحقق كلمتها (فك الارتباط ) ولم تفكر يوما في (فك الاعتباط ) والبدء في رسم صورة حقيقية للأجيال القادمة ، لم يكن لديهم وقت ليقدموا وماذا بعد الفك ؟ ... هي نفس الأخطاء التي ترتكبها حكومة الشرعية وماذا بعد تنفيذ القرار 2216؟
للأسف الجميع يتعامل مع الشعب وكانه ذلك الشعب في الستينيات من القرن الماضي ،والكل ينتظر الجميع ان يصدق أن الحرب قامت لعيونه ، ومن اجل خاطره ، وهو يرى الدماء التي سكبت انهارا ، والأطفال الذين يتموا ، وتلك الصرخات الحمقاء من اعلام التهريج في العداء للآخر أو الموت للجميع . تتعمد نشر الكراهية والخرافات عن الماضي...فقط دعونا نصدق الا نصدق كل ما يأتي من اعلام التهريج .. دعونا نبحث ونتأكد . ففي الغرف المغلقة أشياء لابد ان تنشر .
في غمرة تلك الانفعالات يتحرك وفد حوثي الى لقاء في ابها مع اللجنة الأمنية للسعودية والتي كانت تحضر في كل اللقاءات التي سبقت في السلطنة ، حفظ الله السلطان كان اذكى الجميع ، فجأة توقفت العمليات العسكرية في الحدود بين المملكة واليمن ، وفجأة حدث فك حصار سريع عن تعز ومؤقت ، وفجأة بدأت عمليات نزع الألغام ، وفجأة قيل ان حكماء القبائل في اليمن والمملكة هم من رتب الاتفاق ، والصورة ان هناك امر مختلف يدار ، ومازلنا خارج الغرف المغلقة .
اليوم يأتي وقد اعد المؤتمر حشده الاضخم منذ حشود 2011 في السبعين كما العادة ، لكن الامر مختلف الان تماما، لم يكن قبل عام قادر على حشد مماثل ، يومها كان الجميع بل الاغلية مع العاصفة ، الا ان العاصفة ارهقت الجميع ، فصار الجميع يبحث عن البطل ، وهذه احدى عيوب الحرب التي يقودها الغباء .اكتسب المؤتمر المزيد من القوة ،الحزب الوحيد الذي يحمل عباءة العمل السياسي بعديا عن العنصرية والدين ، في المقابل هناك حشد اخر لم يكن للمقاومة او المشترك بل للحوثي، جعل الامر وكأن هناك اختلاف بين الطرفين ،به جانب صحيح وآخر ليس كذلك ، الحشد الآخر حشد متواضع لانصار الحوثي في منطقة النهضة ، متواضع مقابل حشد المؤتمر، بما يؤكد أن الناس لا تقبل الهرج الديني ...وفي المقابل أيضا تجمعات احتفالية في مسارح مغلقة ،عدن ، تعز ، مأرب ، يحتفلون بالعاصفة ، وتتصدر تصريحات هادي بأن اليمن صار أكثر أمنا ، وبحاح يعلن ان الجميع صار مستعد للسلام ،أي أن هناك أمر ما يدار في تلك الغرف المغلقة .
وقتا حشد المؤتمر وحشد الحوثي مختلفان ، صباحا للأول مساء للثاني ، وفي مكانين مختلفين ، وفي ظل بروز واضح لقوات الحرس الجمهوري . هناك رسالة من المؤتمر أنه ليس مع الحوثي في توجهه الديني او السياسي ، بل وكان الامر واضحا في مقال الدكتور سيف العسلي العودة للشرعية الدستورية ، الرسالة التي يريدها المؤتمر من البداية في انهاء مهزلة الحرب ، العودة للبرلمان وللدستور الحالي ، لكنه لا ينتمي لنفس التيار . رسالة أخرى اهم ، صنعها ظهور صالح المفاجئ حتى لمن هم في المنصة ، أن هذا الرجل الذي خسر كل رصيده في فترة سابقة ، كسب من الحرب ما خسره في الجدل والعبث السياسي السابق خلال خمس سنوات ، ساهم التحالف لتقديم هذا له في طبق من فضة ، بقصد او بدون قصد ، في البدء عندما دمر منزله هو وابنه ، وهذا تصرف لا يعبر عن أداء عسكري ذكي أو ان هناك شيء ما ، بعده استغل صالح هذا فزاد من شعبيته،هو الوحيد الذي صمد بين قيادات أخرى ، فرت، بل وهو الان يحتمي بأفراد من شعبه ومن كل المحافظات تقريبا ، في مقابل طرف مازال في حماية عناصر اجنبية ، حتى في احتفالات سابقة في عاصمتنا المؤقتة عدن لم يخرج بين الجموع ..رسالة ربما تحرج الأصدقاء نعم! الا انه تحرج الخصوم بصورة اقوى ، رسالة أخرى أراد ان يقول انه المنتصر . لم يكن احد ليهتم بالحشد ، ابدا بل سيمر مرور الكرام ، لكن ظهور صالح المفاجئ ، جعل الجميع في حالة ذهول .. أنه الرجل الأقوى الذي عليكم ان تتفاوضوا معه ، دهاة الساسة العرب الاحياء قلة في هذا العصر منهم حسني مبارك وعلي صالح ، وصدق نجم التمثيل خالد صالح بأن صالح شخصية معقدة يمكن ان يقدم في دراما تلفزيونية أو فلم سينائي ،ويبدو ان الامر فيه شيء ما ،لا تستغرب مازلنا نجهل ما يحدث في تلك الغرف المغلقة .
العمليات الانتحارية هي الحادث الأبرز التي تنقله لنا المدينة الحزينة عدن ، بل وينقله العالم لنا، اليوم في ظني ان هناك رابط عجيب بين تفجيرات بروكسل الأخيرة ، وتفجيرات عدن الامس ، هناك رابط ما ، لست محققا محترفا، وايضا تفجيرات بروكسل تضع عدة تساؤلات حول الهدف خاصة أنها وقعت في دولة فيها تقدير عال للمسلمين ، بل والرابط العجيب يعود بنا لأحداث باريس في العام المنصرم والتي وجهت ضد حرية الاعلام ، التساؤلات كثيرة وهي تمر في اذهانكم جميعا ، وهي جميعها تؤكد ان هناك خلفية مخابراتية أكانت رسمية او غير رسمية ، ترتب ، تخطط ، وبأيدي غيرها يتم التنفيذ .... هناك جهاز أوسع ، يدار بأيد خبيثة ، وتأكد ان السياسة لا يوجد فيها عمل عشوائي ،لذا تأكد أن هناك شيء يدور خلف تلك الغرف المغلقة .
الان الجميع في انتظار....
الجميع من اليمنيين وممن حولهم ...
الجميع يترقب ينظر باتجاه الكويت ، وللكويت حكاية مع احداث اليمن منذ الستينيات ، ولأن الحكاية في الكويت قد تنتهي فلابد من المرور على لماذا الكويت ؟
الكويت .... صباح الأحمد الجابر الصباح ....
للإشادة أولا أن المسيرة الإنسانية في القرن العشرين في الشرق نبعت بحق من الكويت ، لا مجاملة في هذا بل ولا محاباة ،هي تلك الصامتة التي تعمل بهدوء ، وتبذل العطاء بيسر ومحبة ، لا منا ولا تفضلا ، بل تظن ذلك واجبا ودينا .
اليوم نرى لمسات الكويت تحنو على أبناء اليمن ، في كل مناطقه ، ليس جديدا عليها ، إنما هي تؤدي شيئا علمته لنا ، نسان الكويت يبرز عبر شخص قائد مسيرة الإنسانية في الكويت أمير الكويت المبجل صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح (بارك الله له في عمره وعمله ) ولذا ليس من المستغرب أن تمنح الكويت صفة (المركز الإنساني العالمي ) بشكل رسمي من قبل الأمم المتحدة في يناير العام 2014 ، ويمنح اميرها لقب (قائد الإنسانية ) ، إنه وسام يضعه الكويت عاليا ، وهو يستحق من زمن طويل .
البداية مع قائد الإنسانية عند تعيينه في العام 1955 كرئيس لدائرة الشئون الاجتماعية ، وعقبها مباشرة 1957 تعيينه في دائرة المطبوعات ، برزت القدرة العالية في هذا الرجل في العمل الإنساني والاجتماعي والإعلامي. جاء الاستقلال في 1961 ليبرز الرجل الذي يعي دور الاعلام في تنمية المجتمع ، ومن موقعه الجديد القديم وزيرا للإرشاد والأنباء ، قفز الاعلام والصحافة الكويتية والعربية من نبع الكويت . لم يمض وقت طويل مجرد عامين ليصبح وزيرا للخارجية ورئيسا للجنة المساعدات الخليجية ليضع بصمة الكويت الإنسانية في عموم الخليج العربي ممتدا الى اليمن جنوبا وشمالا ، منتقلا عبر البحر الى افريقيا والسودان جنوبا وشمالا . ماذا قدم ؟.... ركز على ان العمل الحقيقي في بناء الانسان ، ومن بناء وتأسيس المدارس بل ودفع مرتبات المعلمين في تلك المدارس في عموم الخليج ولي حكرا على الكويت ، وانطلاقا بتأسيس الجامعات ، شهدت له امارات الخليج جميعها ، ثم جعل من دبي انطلاقه عبر افتتاح مكتب تنسيق للعمل الاجتماعي والإنساني يشرف عليه بصورة مباشرة ، منتقلا الى الشارقة ليؤسس اذاعتها ، ومنها تنتقل لمساته الى اليمن . ثم برز بقوة في عمله السياسي ، فكان احد صانعي المصالحة الوطنية في اليمن 1966 بين الجمهوريين والملكيين ، من صنعاء يشاركه القاضي الارياني ، برز لاحقا في المصالحة بين اليمن الجنوبي والشمالي بعد احداث الحدود 1972م ، و ساهم في التسوية بين السلطنة واليمن الجنوبي في اتفاقية المبادئ التي انهت الخلاف بين الجنوب والسلطنة 1980 م . واليوم هو الأبرز لاختياره لدور السلام ، أنه تكريما تاريخي واشادة واضحة للكويت ، وازاحة لما تلى احداث غزو الكويت من قطيعة .
صناعة السلام لليمن دائما ، كما ساهمت في صناعة المثقف اليمني ، كل خريجي جامعتي صنعاء وعدن ينظرون بامتنان لتلك الدولة . لهذا أكرر تذكر لا عشوائية في العمل السياسي ، ودائما في تلك الغرف المغلقة أشياء لا نعلمها .
في انتظار 18 ابريل ولقاء الكويت ، وربما نهاية حرب اليمن التي خططها الاذكياء ، ونفذها الحمقى ، ومات فيها الأبرياء .
هناك درس لم يتم تعلمه بعد ، أنه لا دين في السياسة ، نعم في السياسة دين ، ودرس آخر أيضا أن المواطنة هي الجزئية الأولى في بناء الدولة ، لا الانتماء ، ولا العرق ولا الطائفة ، وثالثة أن القانون فوق الجميع ولا كبير امام القانون ، ورابعة أن الاختلاف طبيعة ، إلا ان التعايش قيمة ، وبه نأتلف فأن كان صنعنا نهضة ، وخامسة أن الماضي هو حجر أساس فقط ، تصعد عليه لا تجلس بجواره ، أن البناء هو الحاضر والمستقبل يأتي من بناء الحاضر ، فقط اعادة نظر ، إعادة نظر ، والا فإن خمسين عاما أخرى سنخوضها في هبل تايم .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.