تأتي محادثات (الكويت 2) المزمع انعقادها في 18 ابريل الجاري بعد 37 عام و 18 يوماً من انعقاد محادثات (الكويت 1) التي جاءت نتيجة الحرب الدائرة بين البلدين الشقيقين. جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية ما أشبه الليلة بالبارحة . الحرب هي الحرب والشخصيات المتحاورة تكاد تكون نفسها ان لم تكن هي بالفعل ! فالشماليون يتحاورون فيما بينهم عن الجنوب وثرواته ويتقاسمونها فيما بينهم وبرعاية اقليمية وعربية ودولية بينما اصحاب الارض مغيبون ! فبالعودة الى الماضي وبالتحديد في 30 مارس 1979م وفي دولة الكويت تمت محادثات بين الشماليين حول الجنوب أرض وانسان ووضعوا الخطط للانفضاض عليه وتم لهم ما ارادوا . واليوم يتكرر نفس المشهد على نفس المسرح ونفس الممثلين ونفس المخرج . والهدف هو نفسه ( نهب ثروات الجنوب وطمس تاريخه )
ففي 26 مارس 1979 حصلت مصادمات واشتباكات واسعة بين قوات اليمن الشمالي واليمن الجنوبي واشتداد حدت التوتر في المناطق الحدودية التي تفصل بين البلدين الجارين.
الجمهورية العربية اليمنية طلبت من جامعة الدول العربية التدخل لتهدئة الوضع .
نتج عن الحرب انعقاد مؤتمر قمة في الكويت في 30 مارس 1979م ضَّم رئيسي الشطرين عبد الفتاح إسماعيل (أبن الشمال) والمقدم علي عبد الله صالح (عفاش) توصلا خلاله إلى اتفاق إنهاء الصراع بين الشمال والجنوب باتفاق حدد الخطوات العملية لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية على أساس الوحدة الاندماجية.
وفي 28 مارس 1979 بدأت في الكويت المحادثات بين رئيس الجمهورية العربية اليمنية علي عبدالله صالح ، ورئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عبدالفتاح إسماعيل ، والذي توج بالتوقيع على بيان الوحدة اليمنية. ووفقاً للاتفاق الذي تم التوصل ألية شكلت اللجنة الدستورية المشتركة وكلفت بمهمة وضع مشروع الدستور الجديد. كما شكلت أيضاً عدة لجان منها لجنة العلاقات الخارجية ، واللجنة الاقتصادية والمالية ، واللجنة التشريعية ، ولجنة الإعلام والثقافة ، واللجنة العسكرية ، واللجنة الصحية ، واللجنة الإدارية.
وفي 29 مارس 1979 انسحبت القوات المسلحة من الجانبين اليمن الشمالي والجنوب العربي بموجب اتفاق وقع في اليوم نفسه بين الجانبين في الكويت لإنهاء النزاع الحدودي قضى هذا الاتفاق بتوحيد البلدين في "جمهورية اليمن الشعبية " وعاصمتها صنعاء من دون تحديد مهلة لتحقيق ذلك، وتشكيل لجنة لإعداد دستور اليمن الموحد.
وهاهو المشهد ذاته يتكرر مع اختلاف ان الحرب كانت تدار على الحدود بينما اليوم تدار في مدن الجنوب وقراه !
ان الرسالة التي يوجهها ابنا الجنوب لكل الاطراف المشاركة في بيع وطنهم (الارض و الانسان) هي ان ابناء الجنوب هم وحدهم من يقررون مصير وطنهم ولن يرضوا بإي محادثات لم يتم تمثيلهم تمثيل حقيقي فيها . ان أي مبادرات او محادثات صورية ستكون مخرجاتها مصيرها الفشل مثل سابقاتها التي حاولت ان تقصي شعب الجنوب ضناً من اصحابها انهم سيلتهمون الجنوب فلم يجنوا من ذلك غير الحروب والدمار . ولذلك فإننا نناشد العقلاء والفضلاء الاشقاء والأصدقاء بان ينظروا الى قضيتنا بعين الاعتبار اذا ما ارادوا فعلاً ان تستقر الاوضاع في هذا الجزء من الكرة الارضية . اننا لا نقبل الظلم على انفسنا كما لا نقبله على غيرنا. وكل ما نريده ونتمناه هو ان نعيش بكرامة على ارضنا ان نؤمن مستقبل اطفالنا ان نعيش كما يعيش الاخرون على ظهر البسيطة فيكفي حروب ودمار وتكفي المآسي والويلات التي عانينا منها وما زلنا نعاني . ايها السادة: انتهى زمن الخوف انتهى زمن العبيد فاعلموا ان شعبنا قد قدم آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين في سبيل نيل حريته واستعادة وبناء دولته وما زال الدم يسفك في شوارع العاصمة عدن ومدن الجنوب الاخرى حتى يتحقق الهدف المنشود الذي رسمه ذلك الشعب الجبار الا وهو الحرية والاستقلال .