1// قبل اي حديث عن امن عدن ، من الطبيعي الاشادة بالجهود الجبارة التي بذلت في هذا السياق ، والذي على خلفيتها تحقق هذا القدر من الامن اليوم ، فقد جرى توجيه ضربات مؤلمة للارهاب المصطنع ، ومعها جرى تفكيك الكثير من خلاياه التي مثلت بؤر قلقٍ مؤرقة لجنوبنا .. ولذلك فالواقع اليوم غيره بالامس وبمسافاتٍ ايضا. 2// مع كل ذلك فالترقب على أشده ، والسبب ان البيئة الحاضنة للقلاقل ماأنفكت متوافرة ونشطة ، وهي تتجسّد في الحرب القائمة وتبعاتها ، وكذا حالة الوهن الظاهر في الشرطة والامن بمكوناته عموما ، والظروف معروفة هنا ولاشك ، اضافة الى تداعي المؤسسية في البلاد إجمالا ، وأهم منهم تفاقم مستوى العوز وإتساع رقعته بسبب اختلال بنية الاقتصاد على خلفية هذه الحرب وإرتداداتها السوداء ، وبالتبعية إتساع شريحة المشردين الذين يعجّ بهم جنوبنا اليوم ، وهنا محور حديثنا .. 3// بالبداهة ، فالمشردُ (الذي لا عنوان ثابت له ) وبحكم وضعه هو كائن في مصاف العنصر الخطر على اي مجتمعٍ كان ، اي هو مشروع جريمة إن جاز التعبير ، وهؤلاء تجدهم في الشوارع ، او نياما على اوراق الكرتون في الجولات والاماكن المهجورة والعمارات قيد البناء والسواحل وخلافه ، أو من اصحاب المهن الانيّه والطارئة وما الى ذلك .. 4// وفي مقاربه حيّه للمشهد ، مثلا .. ماذا يمكن قوله عن صاحب دراجةٍ نارية وينام في احد السواحل ، وخصوصا عندما يظل ملقياً على الرمل شبه عارٍ حتى العاشرة صباحا ومابعدها احيانا !! ولنلاحظ اننا في بدايات الصيف الان ، والانسان الطبيعي عندما ينام لايمكنه إحتمال لفح الشمس على جسده العاري ولدقائق فقط ، إذا فهذا إما مخدّراً او سكرانا ..الخ ، وهذا المنظر شائعا في سواحلنا ويوميا.. 5// بالفعل هؤلاء المشردين تعجّ بهم عدن اليوم ، ولارقيب عليهم مطلقا ، حتى الفنادق واللوكندات تستوعبهم احيانا ودون سؤالهم عن اوراقهم الثبوتية ، وكذا في المخابيز والورش التي يعمل بها افراداً معدودين نهارا وفي الليل تجدهم فيها اكداساً ، وليس ثمة من يتابع ذلك كما في كل بلدان الارض ، ولأن عدن قد غُرس فيها هذا النمط من الانفلات وأصبح قاعدة ، وهناك من أراد ذلك ليستثمره اليوم دون أن يخطر ذلك على بالنا مطلقا .. 6// إذاً حريٌ باخانا شلال أن يلتفت بجدية لهذا الكابوس الأمني الذي يبدو انه لم يدر في خُلده بعد ، ومهمٌ أن يساعده كل ابناء عدن في ذلك .. وهنا من الضروري إن تقوم الشرطة والبحث بدورهما في التردد اليومي على اللوكندات والورش وسواهما في نطاقهما ، والتصدي لهؤلاء المشردين ، وأهم من كل ذلك نشرُ الدوريات الراجلة ليلياً من الأمن والمقاومة وفي كل الاحياء والشواطيئ وخلافه ، وضبط كل مشردٍ ومساءلته وإتخاذ الإجراءات القانونية بحقه . 7// هؤلاء المشردون هم ألغام إقلاقٍ أمني موقوتة ، وإلا لما قبل الانسان السّويٌ على نفسه النوم في الشوارع والجولات والسواحل وغيره ، فمن المهم ضبط إيقاع الأمن وبشكل متكامل وفاعل ، وهذا بهدف أن لاتتحوٌل عاصمتنا الى مَكبّ نفاياتٍ بشرية لكل من هبّ ودبّ ، والحجة البحث عن عمل ، حتى ولو كان هذا العمل في إقلاق سكينة وراحة أهل هذه العاصمة ، وحتى لانظل نشكوا الانفلات الامني والجريمة وخلافه .. اليس كذلك؟!