توافقت الاطراف اليمنية المتحاورة في الكويت، على تأجيل القضايا الخلافية ذات الصلة بأولويات النقاش، والشروع في تقديم رؤاها حول النقاط الخمس المشمولة بجدول اعمال المحادثات التي تراوح مكانها بعد أسبوع من انطلاقها. ونجح مبعوث الاممالمتحدة، اسماعيل ولد الشيخ احمد، مساء الخميس في اعادة أطراف النزاع اليمني الى جلسة مشتركة، ضمت أربعة مفاوضين عن كل طرف بعد يومين من تعليق الاجتماعات المباشرة وجه لوجه. وساهمت ضغوط إقليمية، ودولية على الوفود المتفاوضة، في تحقيق الانفراج الحذر، وسط استمرار التباينات العميقة حول أولويات النقاش في جدول اعمال الجولة الجديدة من محادثات السلام التي تستضيفها الكويت. واستمعت الاطراف اليمنية المتحاربة الليلة الماضية في جلسة مشاورات مباشرة، الى رؤية الوفد الحكومي حول انسحاب المليشيات والمجاميع المسلحة، والاجراءات الأمنية المؤقتة. و اقترحت الرؤية تشكيل لجنة عسكرية بمشاركة اممية للاشراف على هذه الترتيبات التي تشمل استيعاب القوات العسكرية والأمنية التي كانت عشية اجتياح الحوثيين للعاصمة في 21 سبتمبر 2014. ومن المتوقع ان يعقد الوسيط الدولي مساء اليوم الجمعة، مشاورات منفصلة مع الوفود المتحارورة، قبيل جلسة عامة غدا السبت للاستماع الى رؤية الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي، حول الانسحاب من المدن، وتسليم السلاح، والضمانات المطلوبة التي من المرجح ان يصدرها الحوثيون بمطلب تشكيل حكومة توافقية بمشاركة الجماعة وحلفائها. الاطراف المتناحرة كانت دعيت الى سلسلة لقاءات منفصلة مع المبعوث الدولي، وسفراء دول الخليج، والاتحاد الاوروبي، والدول الراعية للعملية الانتقالية في اليمن، من اجل استئناف جلسات الحوار المباشرة، سعيا الى اتفاق حول خارطة طريق لتنفيذ النقاط الخمس الواردة في القرار الاممي 2216. وكانت أطراف النزاع، وافقت من حيث المبدأ على قضايا النقاش المنبثقة عن قرار مجلس الأمن 2216، لكن تحفظات الحوثيين وحلفاءهم في حزب الرئيس السابق، على أولويات هذه القضايا، حالت دون التوقيع حتى الان على جدول اعمال المحادثات. ويتمسك الحوثيون وحلفاؤهم في حزب المؤتمر، بأسبقية تشكيل حكومة وحدة وطنية، لسد الفراغ الأمني وتولي إدارة المرحلة الانتقالية حتى انتخابات رئاسية جديدة، بينما يرفض الجانب الحكومي اي تعديل في تراتبية القضايا الخمس الواردة في القرار الاممي. وذكرت وكالة الانباء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ان حلفاء صنعاء ابلغوا سفراء الدول 18 الراعية للعملية السياسية في اليمن، رغبتهم بعودة حالة التوافق التي كانت حاكمة المسار السياسي قبل اندلاع الحرب الاخيرة في البلاد، وفق المرجعيات المعروفة. في اشارة الى المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، ووثيقة السلم والشراكة الموقعة غداة اجتياح العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014 . وأبدى الحوثيون وحلفاؤهم في حزب المؤتمر الشعبي، استعدادهم تقديم ضمانات بخصوص الإجراءات الأمنية، وتعهدوا بالدفع نحو الحل السياسي من محادثات الكويت. ويتضمن الإطار العام للمحادثات الذي حصلت مونت كارلو الدولية على بعض بنوده الرئيسة، التوصل الى آلية واضحة لوقف مستدام لإطلاق النار، والانسحاب المتفق عليه من المدن، والاتفاقات على إجراءات أمنية مؤقتة، والتعامل مع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، واستعادة سيطرة الحكومة على مؤسسات الدولة، واستئناف عملها بصورة طبيعية وكاملة. كما يتضمن هذا الإطار استئناف الحوار السياسي، والاجراءات المطلوبة لتحسين الوضع الاقتصادي والانساني، والية حل الخلافات الطارئة، ودور الاممالمتحدة المصاحب، وتشكيل مجموعات عمل لبلورة صيغة اتفاق الحل السياسي، فضلا عن تاريخ ومكان المحادثات المقبلة. وكان مبعوث الاممالمتحدة اسماعيل ولد الشيخ احمد، قال ان جلسة أمس الخميس كانت إيجابية، لكن "التباعد الكبير" استمر على حاله السابق، في تصورات الاطراف للمرحلة المقبلة، حسب مصادر قريبة من المحادثات. وفي مؤشر على توجه دولي لحسم الخلاف العميق حول تراتبية القضايا المشمولة بجدول اعمال المحادثات، طلب مجلس الامن الدولي الاثنين في بيان رئاسي، من أمين عام الاممالمتحدة، إعداد خطة اممية في غضون 30 يوما، للمساعدة في استيعاب خارطة طريق لتنفيذ النقاط الخمس الواردة في القرار الاممي 2216، متضمنة آلية مزمنة "لانسحاب الميليشيات والمجموعات المسلحة، و تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة للدولة، والاجراءات الأمنية الانتقالية، وإنشاء لجنة خاصة للسجناء والمعتقلين،و إعادة مؤسسات الدولة واستئناف حوار سياسي جامع". وتأمل الاممالمتحدة ان تقود هذه المحادثات، الى اتفاق مهم، ينهي الصراع الدامي، ويعيد البلد العربي الفقير الى مسار الانتقال السلمي، بعد سنوات من الازمة، التي قادت الى تدخل عسكري إقليمي منذ مارس/آذار العام الماضي. وعلى الصعيد الميداني خيم الهدوء النسبي على كافة جبهات القتال خلال الساعات الاخيرة، مع استمرار الاشتباكات المتقطعة، وتبادل القصف المدفعي والصاروخي، عند خطوط التماس الملتهبة في تعزومأرب والجوف، ومديرية نهم عند المدخل الشرقي للعاصمة. كما اتهم الحوثيون طيران التحالف باستمرار تحليقه في اجواء محافظات صعدة وحجة ومأرب والجوف، غير انه لم تسجل خلال الساعات الاخيرة اي غارة جوية جديدة. حضرموت: *قوات حكومية تسيطر على معسكر تدريبي لتنظيم القاعدة شمالي محافظة حضرموت، كبرى المحافظاتاليمنيةجنوبي شرق البلاد. وقالت مصادر عسكرية ان قوات حكومية، تمكنت الخميس من السيطرة على أكبر معسكر تدريبي للقاعدة في وادي سر بمديرية القطن ، ضمن حملة عسكرية واسعة مدعومة من تحالف إقليمي والولايات المتحدة الأميركية، لطرد الجهاديين الإسلاميين المرتبطين بتنظيمي القاعدة والدولة الاسلامية في المحافظاتالجنوبية. ونجحت الحملة حتى الان بطرد العناصر الجهادية من معاقلهم الرئيسة في المكلا ومدن ساحل حضرموت ومدينتي عدن، والحوطة عاصمة محافظة لحج، والتقدم الى محيط مدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين، التي سيطرت عليها عناصر من جماعة انصار الشريعة بهجوم مباغت مطلع ديسمبر الماضي. وكان نفوذ الجماعات المتطرفة تصاعد بشكل لافت في المحافظاتالجنوبية والشرقية، بهدف الحصول على موطىء قدم، بعد ان وضعت الحرب أوزارها هناك ضد الحوثيين والرئيس السابق. شبوة: * مقتل ثلاثة عناصر من القاعدة بغارة جوية لطائرة دون طيار في مديرية مرخة شمالى غرب المحافظة على الحدود مع محافظة البيضاء وسط اليمن. لحج: *مروحيات اباتشي تابعة للتحالف العربي تقصف مواقع مفترضة لمسلحي تنظيم القاعدة في محيط مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحججنوب البلاد. وذكرت مصادر محلية ان القصف جاء عقب حملة مداهمات للقوات الحكومية على ما يعتقد انها اوكار لخلايا ارهابية نائمة في محيط المدينة الاستراتيجية عند البوابة الشمالية لمدينة عدن. وكانت قوات حكومية مدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية بسطت سيطرتها على مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج منتصف الشهر الجاري، اثر معركة قصيرة مع مسلحي القاعدة في المدينةالجنوبية التي ظلت بعيدة عن سلطة الحكومة المعترف بها دوليا. مأرب : *حلفاء الحكومة يعلنون اعتراض صاروخ بالستي اطلقه الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق باتجاه محافظة مأرب في هجوم هو الرابع من نوعه منذ بدء سريان اتفاق وقف اطلاق النار في العاشر من الشهر الجاري. وقالت مصادر اعلامية موالية للحكومة، ان الصاروخ اطلق مساء أمس الخميس، من منطقة أرحب شمالي العاصمة صنعاء.