لن نكون عنصريين او دعاة عصبية اذا ما قلنا هذه السطور بحق جيش حضرموت الذي انتظرنا ولادته بفارغ الصبر ، فلقد عاشت حضرموت دهورا دون ان تكون لها قوة تحميها وتمثلها في الساحة المغمورة بالمليشيات المتصارعة والقوات العسكرية المتعددة الولاءات والانتماءات، وحضرموت هي الوحيدة التي حرمت من ذلك وبل وحيل بينها وبين ذلك . وبما ان هذا الجيش صار واقعا ملموسا وقوة تتحرك على الارض ميدانيا فانه سيكون على الصعيد السياسي شوكة الميزان التي ستعيد رسم التوازنات الجديدة على الساحة ولن تكون حضرموت بعد اليوم الشاة الوادعة يقود لجامها المنتصر هنا او هناك ، ستتكلم حضرموت هذه المرة وهم سيستمعون لن تحتاج عكاز تتحرك من خلاله ، ستخوض الحرب العسكرية والسياسية بنفسها، لن تكون مدينة لاحد بعد اليوم مهما كانت صفته ، وسيكون دينها لأبنائها ولا احدا سواهم .
يطل علينا جيش حضرموت وحضرموت ملقاة خارج صفحة التاريخ تشكي عقوق الاشقياء من ابنائها ، وتندب جرم الحاقدين عليها الطامعين في ثرواتها وخيراته ، تتقاذفها الامواج يمنة ويسره ، يمتصون خيرها باسم الدولة ووزارة النفط والثروة السمكية فرقوها باسم الاحزاب والجمعيات والمذاهب والاندية الرياضية ، دمروها باسم الاحلاف والتجمعات القبلية واخيرا حاولوا يطفئوا نورها باسم الخلافة الاسلامية ، جاء جيش حضرموت ليوقف اللعبة ويكشف اوراقها ، ويضع حدا لقلة الادب ودناءة المعاملة التي تلقتها حضرموت من هؤلاء الاشرار رغم ان شحومهم ولحومهم ربت من خيرها .
جيش حضرموت يقول كفى للمعتوهين والمرضى من خدام الاحزاب وسماسرة الانساب الذين باعوا واشتروا وطنيتهم من اجل دراهم معدودات وادعوا دونما خجل الوصاية على حضرموت وانتصارات حضرموت ، كفى ايها الشراذم فانتم طالما من امتن بعرقه ونسله وانتهز كل فرصة ليتملك حضرموت ويقرر مصائر الناس ويغير بيديه الخبيثتين الملطخة بالخيانات مسار النهضة ليعود بنا الى عصور الظلام وحكم القبيلة الهالك ، لم تكونوا موفقين ابدا في تعاملكم مع حضرموت ، جيش حضرموت جاء اليوم ليقول لكم كفى فحضرموت مازالت تدفع ضريبة غباءكم وعنادكم واصراركم على ان تكونوا مكان الدولة والنظام والقانون .
ليعلم قارعي الطبول ونشاري الاخشاب ان جيش حضرموت ما جاء الا ليحفظ لحضرموت كرامتها وعزتها ويوثق لحمتها مع الصف الجنوبي لمقارعة الاحتلال اليمني واذنابه الارهابيين ، هي مدويه اعلنها البحسني مسبقا اما المزيفون واصحاب المشاريع الصغيرة فهم كمن يحرث في الماء ، مهما علت اصواتهم وتصاعدت فقاعاتهم بين الحين والاخير فمشاريعهم الى الفشل مصيرها ، ولن تكون حضرموت رهن مخططاتهم الأحمرية العفنة فكل الاوراق مكشوفة وكل الالاعيب مفضوحة .
فهنيئا لحضرموت والحضارم جيشهم الجرار .. هو من سيتولى حراسة الدار من بعد اليوم ، وهو من سيدافع عن سكانه وثرواته وخيراته ، وطالما ان الامر كذلك فلنضع ايدينا بأيديهم ونترك قيادة السفينة لهم فهم من سيوصلها الى بر الامان ، ولا نلقي بالا لأصوات الحمير التي تنهق هنا او هناك ، فهي مجرد هلوسة ما بعد الصدمة ستنتهي وتتلاش اول ما يستيقظون من صدمتهم ، فهنيئا لنا جميعا هذا الانجاز وهذه المظلة الوطنية التي نسجناها من تضحيات اخواننا وابناءنا في هذا الجيش المغوار .