قام محافظ محافظة لحج، الدكتور ناصر الخبجي، صباح يوم الاربعاء ، بزيارة تفقدية وموسعة لمدينة الحوطة،زار خلالها على المرافق الحكومية، وأطلع على آثار الدمار الذي خلفته الحرب، والاوضاع الأمنية والعامة في المدينة، وسير العمل في الإدارات. وناقش المحافظ مع عدد من مدراء العموم بمكاتب المحافظة، اوضاع مكاتبهم، وسير العمل فيها، كما زار اقسام مستشفى " ابن خلدون " ومكتب الصحة، وكلية الزراعة، ومبنى المحافظة، ومكتب التربية والتعليم.
وخلال تفقده لتلك المرافق، عقد المحافظ الخبجي، اجتماعينبمدير مكتب الصحة العامة والسكان، الدكتور باسل البغدادي، والذي رافقه في زيارته لمستشفى ابن خلدون، وكذلك بمدير التربية والتعليم الاستاذ نصر اللحجي وعدد من مدراء المكتب، واطلع على سير العملية التعليمية بالمحافظة.
وفي اثناء زيارة المحافظ لكلية ناصر الزراعية، عقد اجتماع بعميد الكلية، الدكتور حسن صالح، وعدد من اعضاء الهيئة التعليمية بالكلية، واطلع على هموم الكلية وسير العملية التعليمية فيها، واحوال وظروف الكلية، مؤكدا على اهمية هذا الصرح، وواعدا بتقديم المساعدة وفق الامكانيات .
وحضر المحافظ الخبجي على هامش زيارته، فعالية تكريم لعدد من المواطنين الذين حافظوا على بعض ادوات المرافق، والتي اقامها المجلس الاهلي بالحوطة، وبرعاية محافظ المحافظة.
الفعالية التي اقيمت،في قاعة مستشفى ابن خلدون، حضرها عدد من القيادات الأمنية والمدنية، ومدراء المكاتب التنفيذية، وقيادة المجلس الأهلي بالحوطة، وشخصيات وكوادر المحافظة، وقبل توزيع شهادات تقديرية للمكرمين، ألقى المحافظ كلمة امام الحاضرين، حيث قدم شكره وتقديره لكل الشرفاء بمحافظة لحج، وعلى وجه الخصوص المواطنين من ابناء الحوطة، الذين يحق تكريمهم عرفانا لهم بحفاظهم على بعض الادوات التي تخص مكاتب ومرافق الدولة، وحفاظهم على حق الناس وحق الشعب.
وأشار المحافظ الخبجي، الى ضرورة، تسليم بقية الاشخاص للأدوات التي يحتفظون والتابعة للمرافق الحكومية، مشددا على أن هذا الامر هو محل متابعة وجدية، ولا تعاون فيه، مثلما لا تهاون مع الايادي المخربة والتي ارتكبت اعمال قتل.
و شدد المحافظ الخبجي، على ضرورة إخلاء الساكنين في المرافق الحكومية الصالحة للعمل نسبياً، من أجل البدء بمرحلة العمل الرسمي من داخل الحوطة، في كل مرافقها، ومتابعة انجاز الملفات الموضوعة على طاولة قيادة المحافظة. مؤكدا ان هناك انجازات ممتازة تحققت، وهناك رجال اشداء وشرفاء واقوياء، استطاعوا صنع هذه الانجازات.
وأكد المحافظ في كلمته، على أهمية الدور المجتمعي، في الإستقرار والأمن، والبناء، ومساعدة قيادة المحافظة التي تحدت الظروف والوضع، لتتولى مناصبها في ظل المخاطر الكبيرة، قائلاً ان الحوطة خصوصا، ولحج بشكل عام، قادمة على عهد جديد، وعلينا الصبر والعمل وبذل الجهود، والتي بدأناها منذ اول شرارة لإنطلاق ثورة شعب الجنوب التحررية. واضاف، ان مرحلة اليوم، تأتي استكمالا لدرب النضال، الذي اختطه الشعب الجنوبي،وضحى من أجله بآلاف الشهداء والجرحى من أبناء الجنوب، ولا حياد عنه أبداً. وحيا المحافظ الخبجي، أمهات الشهداء واباءهم، واقاربهم، على تضحياتهم الجسيمة، كما ترحم على الشهداء، ودعاء بالشفاء للجرحى، مؤكدا ان هذا الملف هو محل اهتمام ومتابعة، لوضع النقاط على الحروف فيه .
وثمن المحافظ الدور الكبير الذي قدمته، دول التحالف العربي، للمقاومة الجنوبية، وقال نشكر التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، والامارات العربية المتحدة، على جهوده الجبارة، ومواقفه، التي لن ينساها شعبنا، داعيا اياه، ومؤكدا على اهمية ان تعود لحج آمنة مستقرة، وتعيد إعمار بنيتها التحتية ومرافقها، وتطبيع الحياة فيها.
وألقيت في الفعالية، كلمات افتتحت باي من الذكر الحكيم، تلتها كلمة مدير مديرية الحوطة الاستاذ منيف عبدالقادر السقاف، رحب فيها بالحاضرين، وشكر المواطنين الذين سلموا المكاتب التنفيذية بعضا من الادوات والتي تم الحفاظ عليها، داعيا كل من يملك ادوات تابعة للمرافق الحكومية، تسليمها، والوقوف مع قيادة المحافظة .
كما القى رئيس المجلس الأهلي بالحوطة، الاستاذ علي عبدالإله، كلمة شكر فيها الحضور، وعبر عن امتنانه للدور الكبير الذي يبذله المحافظ الخبجي، في انعاش المحافظة ومرافقها، ذاكرا ان المحافظ قدم للمجلس الاهلي رعاية، وعقد معهم عدة اجتماعات، كانت حافزا مشجعا للمجلس في العمل الميداني لإنجاز الكثير في الحوطة.
وفي الفعالية، القى مدير امن المحافظة، العميد عادل الحالمي، كلمة أكد فيها عن فخره واعتزازه بالدور الكبير لأبناء الحوطة في الصمود والمقاومة الجنوبية، وتقديمهم تضحيات كبيرة، مشيرا الى ان الحوطة اليوم تم حمايتها، بعد ان تحررت اولا من مليشيات الحوثة والمخلوع، لتحولها الجماعات الارهابية، الى مكان غير آمن، إلا ان الرجال الشرفاء في قوات المقاومة الجنوبية والامن والجيش الجنوبيين وفي مقدمتهم القائد ابو اليمامة، تمكنوا من مساندتنا في تخليص الحوطة، واستعادتها من ايادي تلك العناصر الآثمة.
وشكر الحالميالمواطنين الشرفاء في الحوطة الذين اعادوا بعض ممتلكات الدولة، داعيا البقية الى الاقتداء بهم، شاكرا دور المجلس الاهلي في ذلك، وحذر الحالمي العناصر التخريبية والارهابية من أي محاولة للعبث بأمن الحوطة ومحافظة لحج ككل، داعيا تلك العناصر الى تسليم نفسها للتحقيق، ومن لم يثبت تورطه بأعمال قتل واراقة دماء، سيتم التحاور معه والعفو عنه، لكن العناصر التي تورط بالدماء، لن يتم العفو عنها، لان دماء ابناء لحج والجنوب غالية ولا تهاون فيها.
وقدم الحالمي، شكره وتقديره، لدول التحالف العربي، التي قدمت كل الاسناد والامكانيات، للمقاومة والجنوبية، وصنعت النصر جنبا الى جنب مع المقاومة الجنوبية، وخاصة القوات الاماراتية.
من جانب آخر، القى الاستاذ، حسن يافعي، رئيس مجلس الثورة الجنوبية بالحوطة، ورئيس المجلس التنسيقي لقوى الثورة، كلمة عبر فيها عن سعادته بهذا اليوم، الذي عادت فيها الحياة الى الحوطة، بفضل الله اولا، ثم بفضل جهود الشرفاء، وفي مقدمتهم الدكتور ناصر الخبجي.
واضاف يافعي، في كلمته، ان الحوطة اليوم تنفض غبار سنوات من الفساد والتغييب، ويجب ان يتعاون الجميع من اجل النهوض بها .
والقى مدير مكتب المحافظ، الاستاذ صالح محمود، كلمة، حيا فيها ابناء الحوطةولحج عموما، على الدور البطولي الذي قدموه. واضاف، ان الحوطة رغم كل معاناتها، فهي المدينة المحروسة برجالها، وشبابها، ونسائها، وكل كوادرها، مشيرا الى انه من لحج يتم استلهام الدروس، وقيم المحبة والتسامح، والصمود والتضحية، داعيا الى مزيد من التعاون والتآزر لبناء مدينة الحوطة الباسلة. واختتم حديثه بالقول، اننا اليوم امام تحدي كبير، فإما أن نكون أو لا نكون، مؤكدا على انه لا طريق، إلا ان نكون وان نحافظ على النصر، وصيانة دماء الشهداء والجرحى، والحفاظ على ما انجزوه.
وكان حضر، الفعالية محافظ محافظة لحج الدكتور ناصر الخبجي،ومدير امن لحج العميد عادل الحالمي، ومدير مديرية الحوطة منيف السقاف، والقائد منير اليافعي، ومدير مكتب المحافظ صالح محمود، ووكيل محافظة عبدالإله اليزيدي، وسكرتير المحافظ فيدل حنش، وقيادة المجلس الأهلي وعدد من مدراء المكاتب التنفيذية والإدارات بالمحافظة، والمكرمين في الفعالية، وجمع من المواطنين والشخصيات الاجتماعية.
وعقب انتهاء الفعالية، طاف المحافظة بعدد من المرافق الحكومية، قام المحافظ بجولة في مدينة الحوطة، ومديرية تبن، والنقاط الامنية، ووقف على الدمار الذي خلفته الحرب في المرافق الحكومية الامنية والمدنية.
