يحرص الكاتب اليمني مروان الغفوري في كل كتاباته على إظهار نفسه بمظهر الاديب والمفكر الحر والليبرالي العتيد الأممي الحالم المتسامح فهو الى جانب كونه طبيبا ويتكلم لغة او اثنتين الى جانب لغته الأم الى جانب ذلك فهو الشاب الذي يرتدي ملابس عصرية ولم يضبط مرة يرتدي عسيبا وقميص وهو كذلك يكثر من تصريحاته بمناسبة او بدون مناسبة انه المثقف المتزوج من شاعرة فلسطينية وربما صرح باسمها مرات ليؤكد تمدنه وعراقة فكرة ليس كل ذلك فحسب بل أنه وهو الاصلاحي الإخواني الجلد الثعلب المتستر بثوب واعظ وفي معظم كتاباته يسعى ان يضفي عليها طابعا بوهيميا ليجعلها تبدو وكأنها مقتبسة من كتب لكبار منظري العالم ومفكريه وذلك بتدبيجها ولو بشكل تعسفي بعبارات وأقوال لفلاسفة ومفكرين وأدباء عالميين فقلما تجد له مقالا لايتضمن قولا ينسبه الى افلاطون او ارسطو او سقراط او نيتشه وجوته وديكارت وغاندي وشعبان عبدالرحيم وعتريس وغيرهم الكثير
الى هنا فالأمر لا يعنينا فليفعل بنفسه مايشاء وليضفي على نفسه الهالة التي يريد لكنه في مقاله الأخير الذي علق فيه على الحملة الامنية في عدن خرج عن المألوف فلم يحرص على ان يظهر انه سليل الحضارات ووريث الفلاسفة وأحد أقطاب الكون بل ظهر على حقيقته كأحد ابناء الجحملية والبعراره وشرعب الرونه ورمى باقوال الفلاسفة والحكماء عرض الحائط واستعاض عنها باقوال علي البخيتي وعلي محسن الأحمر وعفاش وعبدالملك الحوثي وعلي مقصع وربيش بن كعلان ومقوله وطريق والحزمي وغيرهم من شيوخه وكهنته مهددا بالويل والثبور وعظائم الأمور شعب الجنوب أنه في الوقت الذي سيسعون فيه الى الانفصال سيكونون قد فتحوا على أنفسهم ابواب الجحيم وسوف ينقض عليهم الملايين من ابناء الشمال الذين يريدون مصلحتهم وحقهم التاريخي في الجنوب ويكسروا عزلتهم الأزلية والجغرافية ويحصلوا وهم الأكثر من 80%من السكان يعيشون على 20% من المساحة على مايستحقونه من أراضي وثروات شعب الجنوب الذين يمثلون 20%من السكان يسيطرون على 80% من المساحة قد لايصدق البعض ان هذه النسب والتقسيمات وردت في مقال لكاتب يدعي انه اممي وليبيرالي كالغفوري
ليس هذا فحسب بل انه يهدد ضمنا ان هذه الجموع الشمالية ستقاتل الجنوب تحت راية واحدة يقودها عفاش والحوثي والأحمر وعدنان حمادي والشيخ حمود وقد اصبحوا على قلب رجل واحد في سبيل إستعادة حقهم التاريخي في هذه المساحة الكبيرة بلاسكان لشعب كبير العدد بلا ارض
وفي سياق حديثه أورد الكثير من الأدلة التاريخية بزعمه التي تؤكد أن اليمن واحدا موحدا منذ ثمانين الف سنة ،لن اخوض معه في هذه الجزئية الجدلية ولنسلم جدلا ان الدبور ولعنة اليمننة قد كتبت علينا قبل الطوفان ولنقره اننا يمنيون فهل هذا يعطيه الحق هو والملايين الرعاع الذين يهددنا بهم بأن يستبيحوا ارضنا وثروتنا تحت ذريعة انهم لو لم يفعلوا ذلك لعاشوا في عزلة وفي فقر في الجبال والكهوف ولفقدوا مصالحهم الحيوية التي تمثل لهم حياة او موت في الجنوب
اي منطق هذا؟ قبل الوحدة الورطة هل كانوا يعيشون في عزلة وفقدوا مصالحهم في هذه المساحة التابعة لهم من ايام الطوفان فلماذا لم يتوحدوا حينها تحت راية محمد خميس والغشمي وأحمد فرج وعبدالله الأحمر والعرشي ويجمعوا هذه الملايين التي لاتعيش الا على خيرات الجنوب ويفرضوا الوحدة بالقوة سواءا كان ذلك في السبعينات او الثمانينات او حتى أيام ان كان الجنوب محتلا مع بريطانيا لماذا لم يشعر الرعاع بالعزلة فيحاولوا بقوة القطيع إستعادة أرضهم من المستعمر الأجنبي
لم يأت الغفوري بجديد فقد سبقه المهرج فهد القرني قبل سنوات حين قال انهم مستعدون ليضحوا بخمسة عشر مليونا في سبيل ان يظل خمسة مليون متوحدون وقالها عفاش والحزمي وغيرهم، منذ متى تسلب حقوق الاقلية بدعوى غلبة الاكثرية وحاجتهم وعزلتهم ووعورة ارضهم
بلغ الحقد والبله بالغفوري ان يهدد شعب الجنوب بالحوثي وجحافله وهو الذي ظل ولسنوات يصف الحوثي باقذع الصفات وقال فيه مالم يقله مالك في الخمر لكن حين تعلق الأمر بالجنوب قال ان الحوثي احتل اليمن عندما سحب منه ميناء ميدي فكيف سيكون الحال لو شعر الحوثي بأن الجنوب يسير قدما نحو إستعادة دولته وارضه التهديد لايخفى.
لن اطيل الكلام اكثر لكني ساذكره ان القطعان التي يهددنا بها قد احتلت الجنوب عام 94م وكان كل الشمال حينها و اقول كل الشمال وقادته على كلمة رجل واحد وهم في أوج قوتهم وعظمتهم يتمتعون برضى الاقليم والعالم عنهم لكن هل ضاع الحق الجنوبي في ارضه وهل تمتعت تلك القطعان طويلا في الجنوب الجواب كلا فسرعان ماتزلزلت الأرض تحت اقدامهم واشعل هذا الشعب الأبي الأرض تحت غاصبيه وكان وقود تلك الثورة هم جيل الوحدة الذين لم يعرفوا انهم كانوا دولة مستقلة ولم يعايشوها بل سمعوا عنها من اباءهم.
أبعد هذا يهددنا الغفوري بالملايين؟ وهل سنسلمهم ارضنا بواقع القوة والغلبة الجواب؟ كلا وهيهات هيهات لما يتوعدون ويهددون
زعم الفرزدق ان سيقتل مربعا ابشر بطول سلامة يامربع
نحن شعب لا نستسلم ننتصر او نموت والأيام دول وصدق ربنا اذ يقول ((والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)).