منذ ان ظهرت الدولة الوطنية بعد طرد المستعمر الأجنبي من الدول العربية حتى انتعشت معها آمال الشعوب في حياة حرة كريمة تمسح فيها الإمتهان الذي تسبب به المستعمر لشعوبنا العربية، لقد خرجت الشعوب العربية في مواكب فرائحية معبرة عن وقوفها في صف الثورات العربية ضد المستعمر الغازي الأجنبي وقدمت الشهداء والجرحى في سبيل الإنعتاق من ظلم المستعمر الذي اكتوت به . لم تقف شعوبنا العربية عند هذا الحد من التضحيات بل انطلقت الى ميادين العمل والبناء وشكلت الطلائع الأولى لبناء الجيوش العربية وكذلك التعليم والصحة والإقتصاد وتحملت مشقات كبيرة كي ينمو و يزدهر كل وطن عربي..لكن سرعان ما ظهرت حكومات وأنظمة سرقت احلام شعوبها ونكلت بهم واعادت المستعمر بصورة أخرى غير تلك التي عرفتها شعوبنا ..فالاستعمار هو الذي يدير تلك الانظمة وهوالذي يدرب جيوشها واجهزة استخباراتها ويتدخل في صنع سياساتها التعليمية والصحية والإقتصادية في شكل استعماري جديد.
لقد تفانت انظمتنا العربية في خدمة المستعمر حتى اصبح هو الذي يشكل الحكومات ويعين الرؤساء ويصنع القرارت المهمة في كل بلد .
مايحدث في بلداننا العربية بعد ثورات الربيع العربي سببه المستعمر الخارجي والداخلي الذي ظلت سنين طويله ترعاه في صورة جيوش عائلية واجهزة استخبارات يتحكم بعملها المستعمر وانظمة قمعية ديكتاتورية تخدم سياساته لقد كانت ثوراث الربيع العربي هي ثورات الشعوب بكل طوائفها ومكوناتها وشرائحها وقد اقلق هذا الالتفاف وهذا التوحد الاستعمار وعملاءه ليقوم بتحريك الورقة الطائفية والمناطقية ليزرع الإنقسام بين ابناء الشعب الواحد الطائفية والمناطقية هي المدخل الذي يحاول المستعمر الدخول منه لتفتيتن او اعادة تقسيمنا الى طوائف وملل ومناطق خدمة للمشروع الصهيوني .
بعد مرور مائة عام على سايسبيكو هل ستقبل شعوبنا العربية اعادة تقسيمها واضعافها ،فالمعركة اليوم هي معركة الشعوب وقواها الحية .
ماحدث من التفاف على ثورات الربيع العربي هو محطة من محطات الصراع لكن الأثر الذي تركتة تلك الثورات عميقاً جداً ومازالت جذوة الثورة مشتعلة في نفوس وضمائر شبابها ومثقفيها ورجالها المخلصين ان الايام القادمة حبلى بالإحداث العظيمة فشعوبنا العربية حطمت قيودها وتجاوزت مرحلة الخوف ولم تعد تقبل الإستكانة .