لم تكن الوحدة اليمنية يوماً ارادة سلطوية وإنما ارادة شعبية عميقة ومستقرة في وجدان الشعب اليمني اختلفت الأنظمة في قربها وبعدها من تحقيق هذا الهدف لاسباب سياسية واقتصادية وبعض المؤثرات الإقليمية والدولية لكن بقيت الوحدة اليمنية حية وحاضرة في وجدان الشعب اليمني حتى اثناء الحروب والأزمات التي كانت بين الشطرين كل الاتفاقيات والقمم التي عقدها الزعماء اليمنيين البينية او برعاية عربية تؤكد تأكيدا جازماً ان الوحدة اليمنية لم تكن نتيجه قرار غير مدروس اوانها اتخذت في لحظة تاريخية فارقة استغلها الشريك الآخر وإنما كانت حاضرة في جميع المحطات التاريخية والسياسية اليمنية جنوباً وشمالاً. ان الوحدة اليمنية تمت بقناعة كاملة من قيادة الشطر الجنوبي لانها مؤمنة بالوحدة مجسدة بذلك تطلعات شعب الجنوب نحو الوحدة وسيحسب لها تحقيق هذا الإنجاز التاريخي .
كل التباينات والصراعات التي نتجت عن الممارسات السياسية الخاطئة من قبل الأطراف السياسية الرئيسية والفاعلة لا يمكن ان نحملها الوحدة اليمنية التي ستبقى اعظم انجاز حققه اليمنيون والنقطة المضيئة في التاريخ العربي في القرن الواحد والعشرين .
رغم المآسي والآلام ستضل رمزية الوحدة اليمنية وقدسيتها فوق الآلام وفوق الجراح كيف لا وهي صمام امان الوطن ومصدر إطمئان لمحيطه العربي والإقليمي .
اننا كيمنيون مطالبون اليوم اكثر من اي وقت مضى ان نكون اكثر واقعية في النظر الى قضايانا الداخلية بعيداً عن المؤثرات الخارجية لنجنب شعبنا ويلات الحروب والانقسامات التي ستكون نتيجتها في غير صالح الوطن ان الوحدة اليمنية ارادة شعبية بامتياز وقد قدمت في سبيل تحقيقها الكثير من التضحيات وان التفريط بها هو تفريط بتلك التضحيات العظيمة وقفز على الإرادة الشعبية بل تجاوزها ان القبول بتقسيم اليمن والسماح بتمرير مشروع الانفصال في هذه الظروف الحرجة والمعقدة لن يخلوا من مخاطر كثيرة وسيكون مدخلاً لتقسيم اكثر من وطن عربي وخليجي لذا فان بقاء اليمن موحداً يعتبر وقوفاً في وجه مشروع التقسيم حماية لإرادة اليمنيين وتجسيداً لتطلعاتهم في بناء يمن اتحادي موحد.