أيام معدودات ونكمل عام كامل على تحرير الحوطة وتبن . عام كامل مر ، ولازلت اتذكر يوم دخول قوات التحرير وابطال المقاومة شارع الحوطه الرئيسي . جميع النساء في حارتنا خرجن لاستقبالهم بالهتاف والزغاريد ( حارتنا هي الوحيده تقريبا التي لم ينزح كل اهلها ) . واذكر يومها ان الشارع كان يطفح بالمجاري من جانب مسجد أسامة والى اسفل الشارع . تكلم احد الموجودين من الرجال وقال : (خلاص ، ان شاء الله مش عاد بانشوف هذه المجاري ابدآ ، شوارعنا باتنظف والامور باتتحسن في كل شي ) . أين انت يا هذا المتكلم ؟ تمنيت نفس هذه الامنية ، وتمنيت الافضل لكل امور حياتنا .
مر عام كامل وشارعنا من سيئ الي اسوآ . حتى في آواخر رمضان والكل عارف ان الشارع الرئيسي في الحوطة يمتلئ بالمتسوقين ، والمجاري جارية من اكثر من مكان ، لم يكلف الصندوق نفسه بتنظيف الشارع الوحيد حتى في تلك الايام فقط ، ولازالت هذه المشكلة مستمرة الى يومنا هذا ، حين ينظف الشارع الرئيسي يمتلئ الخلفي ، وكآنهما يتناوبان انهار المجاري تلك .
مر عام وأكوام القمامة موزعة في كل مكان في شوارعنا . مشاكل صندوق النظافة لا انتهت ولايبدو انها ستنتهي ، لازلنا نتبادل الاتهامات ، ولازلنا نترصد لأخطاء بعضنا البعض . وهذا ليس في الصندوق فقط ،بل في كل شيء .
مر عام وكل الخدمات الاساسية للمواطن اللحجي في الحوطة وتبن شبه مشلولة ، والمتوفر من الخدمات ، فآنها تسير بحلول ترقيعية مؤقتة . مر عام ولازلنا نعاني من الكهرباء والانقطاعات ، وقالوا هذه مشكلة يعاني منها كل الجنوب . واحمدوا ربكم ان الكهرباء لازالت تشتغل ولو سويعات في اليوم . فحمدنا ربنا وسكتنا في هذا الحر الخانق ، واجبرنا مرضانا وعجزتنا واطفالنا على تحمل الحر قبل رمضان وفيه وبعده . ولازلنا نحمد ربنا على نعمة الكهرباء ليلا ونهارا .
لازلنا نعاني من شحة مياه الشرب بالرغم من حفر الآبار من قبل فاعلي الخير . لكن لازالت هناك الكثير من الحارات معتمده على شراء البوزة لعدة مرات في الشهر الواحد في ظل هذا الوضع المادي الصعب للموظفين . مر عام و لازالت مشكلة مرافقنا الحكومية قائمة ، والحياة الادارية ميتة في الحوطة عاصمة المحافظة ، لم تتوفر الحلول للمنكوبين ولم يتم تعويضهم ولا تم اخراج الباسطين على المرافق بدون وجه حق .
مجلسنا الاهلي ومجلسنا الاهلي يتصارعان فيما بينهما . هذا يدعي بشرعيته ، وذاك يدعي بشرعيته ، هذا يجتمع ويقر ، وذاك يجتمع ويقر . ولازال الصراع مستمر وزاد وغطى فوق هذا كله انه مافيش رواتب . ناس لهم من شهرين وناس من ثلاثه شهور بدون راتب . بالله عليكم على شوه باتحتفلوا ..! الاحتفالات تآتي من آمن وآمان واستقرار وراحة بال وهدوء وسلا وشبع بطن و تآتي الاحتفالات من فرحة بانجازات ناجحة للحوطة وتبن . نحن في الحوطة وتبن ماذا انجزنا ؟
انجزنا وبنجاح هدفنا في التشتت والقيل والقال ، انجزنا بنجاح محاربة بعضنا البعض في كل عمل خيري . انجزنا وبنجاح كيل التهم : انت اصلاحي وانت متحوث وانت مؤتمري وانت حراكي وانت وانت وانت . جميعنا ابناء الحوطة وتبن ، جميعنا ابناء لهاتين المديريتين المنكوبتين في بنيتهما التحتية وبنيتهما الانسانية .
من منا في الحوطة وتبن لم يزعل ويقهر على شباب في عمر الورد ضحوا بحياتهم لآجل هذه التراب .
انجزنا وبنجاح خلق الفتن فيما بيننا وتوسيعها . لم نعد نعترف بصوت العقل والعقلاء ، ولم نعد نعترف باخطاءنا ونحاول تلافيها . كلنا صائب في قوله ، وان اعترضت فآنت ضد التيار المتفق عليه . انجزنا وبنجاح الاستخفاف بعقول المواطن البسيط . انجزنا وبنجاح في ان ننسب لانفسنا بطولات عنترية كاذبة . انجزنا وبنجاح لنجعل من حوطتنا وتبننا اضحوكة بين كل محافظات ومدن الجنوب .
احتفلوا وقولوا للشهداء الذين ضحوا بحياتهم من اجل حياة كريمة : افرحوا في تربتكم لأننا لم ننسى من تركتوهم : بقطمة الرز وقطمة السكر ودبة السليط . وكآنهم ضحوا بارواحهم من آجل هذه الاشياء فقط . هذا هي انجازات عام كامل يا قياداتنا كلا في موقعه . احتفلوا بها بضمير مرتاح واهتفوا بعلو الصوت هذه انجازاتنا .
وقبل الختام اهنى وأبارك لأبناء الحوطة وتبن بالذكرى الاولى للتحرير . والمجد والخلود لكل شهيد ضحى بحياته فداءآ للحج . واتمنى الشفاء لكل الجرحى والمصابين . والنصر لكل الذين لازالوا مرابطين في الجبهات . ومن كل قلبي اتمنى ان تصدق النوايا في بناء الحوطة وتبن ارضآ وانسانا ، كفانا تفرقه ، وحدوا كلمتكم ورتبوا صفوفكم وانهضوا بالحق والصدق وليس العكس.