حتى وإن قصف التحالف الأبرياء والمدنيين المستشفيات ومدارس التعليم الأسواق أو المساجد وتجمعات المناسبات أعراس ومآتم، كل ذلك أكان بالعمد أو بالخطأ. فكل السبب صالح ونزعة حب السلطة ورغبة العودة بجموح، ونزوة انتقامه من الشعب وخصومه السياسيين..
لم يؤمن أنه أصبح في حكم الماضي وماضي له من السيئات كما له من الحسنات لكنه أبى إلا أن يختار اسما لماضيه والحقبة السوداء والماضي اللعين.
كان يكفي أن يفشل خصومه السياسيين بأن يتركهم وجها لوجه مع الشعب ومتطلبات التنمية وسقف الطموحات الكبيرة التي حَلُم بها الشعب من ثورته ضد صالح وتلك الطموحات كانت كفيلة بالإطاحة بخلفه السياسي ذلك هو الحد المقبول من النقمة السياسية لا كل هذا الذي نحن عليه وفيه اليوم .
هل نقول إن سبب كل هذا هي الثورة (11فبراير2011م) كما يسطح ذلك السذج والبلادات من المعاقين عقليا فكريا وروحيا وطنيا وإنسانيا؟ لااااااااا. لماذا؟: لأن : شعبا رغب أن يغير وذلك من حقه فليس من حقك أن تعيده إلى العبودية أو بيت الطاعة فليس هو زوجة أو ملك يمين. واقع اليوم ليس سببه الثورة ولكن كل السبب هي نزعة انتقام صالح والفعل المضاد في الاتجاه للثورة السلمية، وهل غير صالح ومصالح صالح هي الفعل المضاد للثورة في الاتجاه؟ وياليتها ساوت ذلك الفعل ولكنها الأضعاف المضاعفة منه والتدمير الشامل والضرب بلا هوداة..
الوعي البسيط وبالأحرى انعدام الوعي هو السبب في مثل كهذا قبح ووقاحة ولو الشعب يحمل من الوعي والإحساس القدر المناسب -ولن أقول الكبير - لما كان صالح بمثل هكذا دور بكل بجاحة وصلف. هي يعني بقاؤك رئيسا لحزب المؤتمر الشعبي العام يبقيك بقوة رئيس الدولة فتأمر وتنهى تقيم وتقعد بنفس السلطة وأدواتها من جيش وأمن واستخبارات...وإلخ ؟
الشعب الذي إن ملك الوعي المناسب فلن يعدم حيلة المواجهة مع صالح والخروج من حالة التيه التي هو عليها اليوم.
الشعب هو المسؤول وهو من أعطى كل هذه الدافعية لصالح ولو من باب القبول بها. والشعب هو من لا يسند مسارات دولة وهو من يضعفها بتخليه عن مسار الدولة، بغض النظر كان على رأس الدولة هادي أو ابن الشغالة، الشعب الذي يقف مع صالح أو يقبل بممارسته لذلك الدور الذي سبب كل هذا الدمار والخراب والذي لا زال مستمرا والمزيد منه.
الشعب الذي يزداد كل اليوم من الدولة بعدا ومن الفوضى والغاب قربا..
ألم يكن من العقل العودة إلى السلطة وكفى بدون كل هذه السيولة الوحِلة؟
كان باستطاعته ذلك ولكن الله لا يصلج عمل المفسدين. وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم.