منذ أو آخر الستينات تولى إدارة مديرية القطن نحو 17 من مدراء العموم منهم اثنين وصلو لمنصب المحافظ والثالث وكيل محافظة ومنهم من ترك بصمات وإعمال خالدة ترددها السن الناس، ولموقع مديرية القطن التي تتوسط قلب وادي حضرموت وأهميتها بعبور طريق فيها يربط بعدد من المحافظات ودول الجوار، وفي السنوات الأخيرة عانت المديرية كغيرها من مديريات حضرموت والوطن عامة حيث أطالتها أيادي العبث والتخريب وعناصر القاعدة عاثوا فيها فسادا، فقد كانت محكمة القطن تختص بالنظر في قضايا خمس مديريات فأصبحت الشرطة والقضاء في خبر كان، وعرفت كأكبر المديريات التي طالتها يد الاغتيالات من العناصر الأمنية وغيرها، وأحرقت العناصر العابثة والإجرامية مرافقها ومؤسساتها الحكومية والأهلية في السنوات القليلة الماضية،
مما انعكس سلبا على الأداء الوظيفي وتدهور القطاع الصحي والخدمات ، ومع فاتحة العام الجاري كلف الأخ/ عبدالوهاب عبدالله بن علي جابر بمهام المدير العام واحتا رو الناس معه ماذا سيفعل الشاب الأربعيني القادم من اكبر صرح تعليمي ثانوية القطن للبنين أمام أوضاع صعبة وإمكانيات معدومة في بلد يعيش أزمة سياسية واقتصادية طاحنة؟ منهم من قال انه سيمضي فترته كسلفائه ،
ومنهم من ينظر نظرة التفاؤل بأن الرجل سيبذل ما في وسعه كونه من أبنائها ويعيش فيها وأتقن مرحلة صعبة في إدارة ثانوية البنين خلال الثورة الشبابية،،
لكن الرجل يدرك تمام إلا دارك ما هي مقومات ومكونات المديرية وما الذي سيعمله ليترك بصماته كون المسؤولية تكليف وليست تشريف ، فعمل أولا على تفعيل الأقسام بإدارته، ولم تمضي أيام الا وهو واضع أفكاره على ملفين رئيسيين الصحة والخدمات المتصلة بالمواطن ، ومن هنا انطلق لتصحيح وتحسين الوضع الصحي ورفده بالكوادر المحلية والأجنبية وفتح أقسام تخصصية كانت مغلقة،
وتشكيل مجالس صحية بالمستشفى والمديرية وإشراك الشخصيات الاجتماعية في الإشراف والرقابة والمتابعة وتفعيل المراكز والوحدات الصحية في القرى والريف وتمكن من الحصول على دعم من مؤسسة نهد لرفد تلك المراكز والوحدات بالكادر الصحي، وإعادة عمل المرافق الخدمية التي أغلقت أو نقلت عملها إلى مديرية سيؤن عاصمة وادي حضرموت ومنها الأحوال المدنية والمرور ،
هذه الإعمال والجهود أتت بعد جهود شاقة ومضنية وعمل أؤوب من خلال الاتصالات والمتابعة مع الجهات ذات العلاقة و إجادة فن التعامل مع الجميع ونزولات ميدانية مكثفة استمرت أسابيع للاطلاع عن قرب عن أوضاع كل المرافق والمؤسسات ،
والبدء في ترميم مبنى المجمع الحكومي ، فللأمانة الرجل عمل مع كل الخيرين والمخلصين في كل المرافق والقطاعات ومنها التربوي حتى وصف من البعض بأن ذلك يعد تدخلا في شئون تلك المرافق ولم يدركوا بأنه المسئول الأول على الجميع.
واستطاع الأخ/ عبدالوهاب عبدالله بن علي جابر مدير عام القطن منذ بدء عمله حتى مرور ثمانية اشهر ان يعيد الحياة لغالبية المرافق الحكومية وتفعيلها ومراقبة الانضباط الوظيفي ،
ولم يكل او يمل من متابعة الجهات المعنية في السلطة المحلية والأمنية بالوادي ومحافظ المحافظة ولجهوده ومبادراته المتميزة ومتابعاته المتواصلة مع رؤسائه حظي منهم بالتجاوب والمساندة والدعم مع متطلباته ومنها السعي لإعادة الجهاز الأمني والقضائي وبدأ خطوات بإعادة عمل الأمن إداريا وكذا معاملات المواطنين المرتبطة بالمحكمة، فالرجل لم يملك عصاء موسى فمديرية القطن من بين 16 مديرية في الوادي لا يوجد بها قوات امن الشرطة عدا عاصمة الوادي سيؤن ، رغم وجود كتيبة عسكرية من الجيش لكنها لا تقوم بمهام الأمن بشكل كامل، فبادر لاجتماع بعقال الحارات للإسهام في حل المشكلات في مناطقهم وإصدار قرار بمنع إطلاق النار في الأفراح .
وتفردت المديرية بانتظام عقد اجتماعات مجلسها المحلي وإشراك أعضاء الهيئة الإدارية في عدد من المهام والتكليفات ، وعمل على تنظيم آليات توزيع مواد الإغاثة من خلال إسناد مهام التوزيع للفرق التطوعية ولجان تضم إمام مسجد وعاقل الحارة وعضو محلي وشخصية اجتماعية لضمان وصول المواد لمستحقيها أولا، واشرف على جهود مجتمعية لتشغيل مشروع مجاري القطن للحي القديم بمنطقة الريضة بمدينة القطن،
وتنظيم سوق الخضار لتخفيف الزحام إمام حركة السيارات والقاطرات، ولم يقتصر اهتمامه على المرافق والمؤسسات الحكومية بل ساند ودعم وشجع القطاع الشبابي والرياضي من خلال تنظيم عدد من الفعاليات والأنشطة الرياضية ومتابعته المستمرة لذلك وحضوره الشخصي في كل فعالية مما اكسبه قاعدة شبابية ورياضية كبيرة وعمل على وجود ممثل لمكتب الشباب والرياضة بالمديرية،
وهنا أجد نفسي لست مدافعا أو أقوم بسرد ما عمله وقد يكون بل اجزم إني لم اذكر كل ما عمله ولكني كمواطن ومتابع صحفي لعدد من الإعمال والجهود ارتأيت ان أسجل شهادتي بحقه ،
فقد ابهرني في شخصه العزيمة والإصرار والتحدي للعمل في ظل واقع مأساوي تعيشه البلاد وإمكانيات معدومة ولكنه اثبت ويثبت كل يوم ان الإمكانيات ليست كل شي فبعزيمة الرجال وتعاون المخلصين تتحقق المطالب والنجاحات والانجازات لخدمة أهله ومنطقته ، وختاما أتمنى وأطالب كل أبناء المديرية بالوقوف سندا ودعما للمدير العام والارتقاء بالمديرية نحو الأفضل،،،