في تجربتنا وواقعنا نعاني في التعاطي فيما بيننا في حياتنا الاجتماعية من مشكلتين. . المشكلة الأولى الشخصنه في تقييم الناس والحكم عليهم ..
حيث لايتم الحكم على أفعال وسلوك وأعمال وتصرفات واخلاق المرء سلبا او إيجابا بل يجري الحكم على طبيعة الأشخاص أنفسهم او احزابهم او مناطقهم وعلى ضوء الارتياح لهذا الشخص او ذاك يتم التطبيل والدفاع الأعمى عنه حتى وان كان لا يستحق ذلك . وبالمقابل بمقدار عدم الارتياح للشخص يجري التشطيب على كل ايجابياته ويقال عنه وفيه ماليس فيه بما في ذلك تخوينه والتشكيك بنزاهته ووطنيته الخ .. وفي إطار هاذين الاسلوبيين يجرى التمترس والتعصب الحزبي والمناطقي الخ .. ولذلك سوف نظل كما يبدو نعاني من هذه الأمراض مالم يكون المقياس الحقيقي الرئيسي للحكم على الناس هي أعمالهم وافعالهم وتصرفاتهم وأفكارهم واطروحاتهم وسلوكهم ... وبدلا من التمترس الحزبي والقبلي الاعمى حول الافراد يتوجب أن تمترس الناس حول قضايا الوطن وحول المبادئ والقيم وليس حول ألافراد الخ ..
المشكلة الثانية التى نعاني منها هي عدم احترام التخصصات سوى اكان على صعيد الإعمال والأنشطة المختلفة او حتى في إطار لقاءاتنا ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها حيث وان ثقافة فاهم كل شيء وخبير بكل شيئ وأي موضوع يطرح للنقاش لازم أناقشه بل واعارض واعترض فيه حتى على راي المتخصصين فيه سوى اكان بالطب او الهندسة او اي علم من العلوم ..
اما في السياسة فحدث ولا حرج فالكل محللين ومنظرين وخبراء في السياسة حتى وان كان بعضهم لم يشتغل عمره في السياسة أو يقرأ عنها كتاب او مهتم بمتابعة الأخبار الخ ...
والحقيقة أنه للاسف لا احد يحترم التخصصات وأرى المتخصصين ولا احد يحترم ويقدر ويثمن وقته ووقت الآخرين الذي يستهلك لساعات أحيانا يوميا في نقاشات غير مفيدة وعملية تستحق الوقت وتكاليف القات والاعصاب الذي يستهلكه ويخسره الإنسان في مثل هذه اللقاءات او في وسائل التواصل الاجتماعى الجنوبي الخ ويبدو أن عدم احترام التقيد بالمواعيد وعدم احترام الوقت الذى نستهلكه حالة مرضية عند العرب عموما وليس فقط عندنا كجنوبيين وان كان القات قد جعلنا من أصحاب المرتبة الاولى في ضياع كثير من أوقاتنا ودخلنا في نقاشات عقيمة متكررة في معظمها.