تركوا الجريح ينزف ولم يعالجوه ويقفوا معه والأسير يعذب في معتقله ولم يتابعوا ملفه وتركوا أسرة الشهيد الذي ضحى من اجل عقيدته وبلده يتضورون جوعا ويأنون قهرا كل هذا صار في جنوبنا العربي السني ودعموا متنفذي الشمال ممن تخفى بالشرعية وبالمقاومة في الشمال دعموه بالمال وبالسلاح ثم ها هو قد باع وتاجر وضحك على من هم أهلا للضحك وإلا كيف تركوا المقاوم الحقيقي في الجنوب بلا دعم ولا رواتب ولا توظيف ثم تركوا عاصمة السنة الحقيقية واهل السنة والجماعة المنتمين لها قولا وفعلا إنها العاصمة عدن ... عدن بلا كهرباء ولا ماء كافي ولا دواء ولا مشافي ... الخ. ثم يظنون بدعمهم لمن ليس أهلا للحروب ولمن ترك غرفة نومه هاربا أن ينصرهم وينتصر لهم من عدونا وعدوهم، هيهات بل ويظنون بانهم يدعمون قادات وقيادات لها وزنها وثقلها في المجتمع اليمني ولها نفوذا قويا شمالا وجنوبا ولها راس مال واعمال واستثمار !! ولها ... ولها ... ولها ...!. الا قد خسرتوا وسقطت كل تصوراتكم الدنيوية وغرتكم المظاهر الكذابة واستنزفوكم حتى انهكوا ميزانياتكم والإحتياطي وجعلوكم الى ان اوصلوكم لشعارهم القديم المتجدد الذي اذاقونا إياه قبلكم وهو شعار : واجب علينا واجب تخفيض الرواتب واجب يا هؤلاء وأولئك هل تنصرون إلا بضعفائكم؟ قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا يَنْصُرُ اللَّهُ هَذِهِ الأُمَّةَ بِضَعِيفِهَا بِدَعْوَتِهِمْ وَصَلاتِهِمْ وَإِخْلاصِهِمْ» «هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلا بِضُعَفَائِكُمْ» (رواه البخاري)، وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا يَنْصُرُ اللَّهُ هَذِهِ الأُمَّةَ بِضَعِيفِهَا بِدَعْوَتِهِمْ وَصَلاتِهِمْ وَإِخْلاصِهِمْ» (رواه النسائي، وصححه الألباني). وفي رواية: «هَلْ تُنْصَرُونَ إِلاَّ بِضُعَفَائِكُمْ بِدَعْوَتِهِمْ وَإِخْلاَصِهِمْ» (رواه أبو نعيم في الحلية، وصححه الألباني). كم مِن نصر أو فضل عبر التاريخ نُسب في الدنيا لأسماء بارزة مِن أعلام المجاهدين والعلماء والقادة. وأما عند الله وفي الآخرة، فقد يكون له سبب آخر خفي، هو دعوة صادقة خالصة من رجل من أغمار الناس لا يعلمه أحد، ولا يفطن أحد إليه: «كَمْ مِنْ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طَمْرَيْنِ لاَ يُؤْبَهُ لَهُ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى الله لأَبَرَّهُ» (رواه الترمذي، وصححه الألباني). هو فارس نعم، ولكن ليس في الميدان، وإنما هو من فرسان الأسحار والمحاريب. هو قائد نعم، ولكن ليس في معركة الوغى، وإنما معركته خفية، هي معركة القلوب والإخلاص، قلبه احترق واشتعل غيرة على دين الله، ذرف الدمع وما معه من سبيل إلا سهم دعائه يرمي به من وتر قوس قلبه إلى الهدف، إلى السماء، فتصل الاستغاثة ويأتي المدد، وتنقلب الموازين، وتتبدل مجريات الأمور في لطف وخفية من الناس، وبغير سبب ظاهر لهم، ولكن كل ذلك عند ربي في كتاب {لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى} [طه من الآية:52].