خليلي إن عجنا بعدن فأرفقا ... فان حديث البين أضنى التشوق خليلي أن لا تنزلاني أقم بها ... فلا ناخ عيسكما غروبا ومشرق لكل رحالٍ واحةُ يهتدي لها ... وواحةُ رحلي في حماها , فأشفقا بلاد بها الرحمن أظهر دينه ... وأيدها نصرا إذ النصرُ أورق فكانت لدين الله صرح مشيد ... فعجبا لذاك صرح كم قد تألق وكانت كدرع المستجير التي بها ... ترد سهامُ الرفضِ عنه وتتقى كأن جيوش الرفض سيل وقد غدت ... تمر على ارض الشمال تدفق فيغتالهم غرقا تباعا وكلما ... أطم على واد أمات واغرق فصعدة قد دانت وعمرانُ بعدها ... وبعدهما صنعاء جرح تعمق يعربد فيها الرفضُ حقدا تهكما ... فيقتل إسرافا ويحكي تشدق وما زال حالُ القومِ بكما كأنما ... عليهم طيورٌ من ردى الموت حلق تهدُ ديارُ المسلمين تتابعا ... لتمضى حلي العقدِ تهوي تفرق فلما دنا من ارض عدن تناشدت ... ألا حي من لبى الجهاد معانق فلباه من لم يعرف الكرَ يومه ... ولكن داعي الله نادي وأشرق أياد على الجبهات ما خط عهدها ... ولا قل ساعدها -على الرحب- بندق ولم يحفروا يوما من الدهر خندقا ... ومن ينصر الإسلام دينا تخندق فلله درُ الحاميات التي بها ... تدافع أتباع الرسولِ تسابق يكرون لا يخشون في الله لومة ... كأني بوعد الله فيهم تحقق خماص بطونهم وشعث رؤوسهم ... بها امضوا أيام الصيامِ تعتق بحر على الرمضاء يوم هجيرها ... يكابدها حر على الدين محرق
ويحذوهم شوقُ الجنان إلى العلى ... متى المجتبى منهم يخر ليرتقى وحالهم لا عاش رفض بساحنا ... ولا أبقيت فينا الحمية إن بقى ولا دامت الأنساب فينا تفاخرا ... وعرض رسول الله يرمى تزندق ولا لاذ ملهوف يلوذ بجاهنا ... اذا لم نكن نحن الأمان الموثق بزرنا لجيش الرفض والكل موقن ... بنصر الذي فيه الرجاء تعلق فكمن سرايا الموت والفجرَ أصبحا ... وداعي الردى يرنو اليها محدق فلم تمس حتى قام ناعيها مخبرا ... يطوف بمرانَ نذيرا محلق ألا خبروا عفاش والحوثي قبله ... بان الردى امس على الجمعِ مطبق ومن مخبر القنديلَ ان زنابله ... بساح الوغى أمست رفاتا مفرقا ركاما دفناهم ومن عافه الثرى ... تركناه أشلاء صريعا ممزقا وآخر أضحى للكلاب وليمة ... تناهشه الأجْرَاء ثوبا مشمرق يساقون زمرا للمنايا وبئسما ... يساق إليه الجمعُ حتفا وموبق خليلي ما أنصفها شعري وإنما ... عدن فوق ما خط البنان وعلق ولست بمن يهذي جزافا بشعره ... ولم اكتب الأبيات فيها تملق ولكن في الشعرِ بيانٌ وحكمةٌ ... تجيش بها نفسُ الأديب لينطق وصلوا على خير الأنام والهِ ... وأصحابه ما غاب نجم وأشرق وما غالت العيس النواجي بواحة ... تمر بأطلال وتندب عاشق كلمات: مازن محمود ثابت الردفان