إن توفير مستلزمات المعيشة الكريمة للشعب الجنوبي هي مسؤولية اخلاقية قبل كل شيء ودستورية ملحة على كل حكومة تستلم مقاليد السلطة ربما تتفاوت درجة توفير هذه الخدمات تبعا لتفاوت وتباين الظروف والمعطيات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. فأبناء عدن لا يمكن ان يغمضوا اعينهم عن رؤية الظروف الموضوعية التي تحول دون تقديم الحكومة لمسؤوليتها في توفير الخدمات لشعبها وتقف عاجزة بسبب قلة الموارد المالية او حساسية الظرف الامني في مقدمة هذه العوامل العائقة.
إن مدينة عدن الباسلة التي تطفو على بحر العرب تعيش جملة من المشكلات التي لازالت يعاني منها سكانها كثيرا كما هو الحال في معظم محافظات الجنوب منذ 2014حتى اليوم.
ألتلوث البيئي بلغ اقصى معدلاته من الخطورة وارتفاع معدلات الاصابة بتعدد الامراض الخبيثة بسبب انعدام خدمات الكهرباء عن المواطنين والماء وتكشف الصرف الصحي.
بكل بساطة لا تتوفر حالياً أي حلول عاجلة لاستقرار ثابت ومستمر لإصلاح او معالجة الكهرباء بالعاصمة عدن فى المدى القريب كل ما يمكن أن تقوم به الحكومة في المرحلة الحالية ممثلة بوزارة الكهرباء لن تتعدى حلول وتدابير مؤقتة تبذل من خلالها أقصى جهد ممكن لخدمة القطاع تحت ظروف صعبه لا تساعد مطلقاً في إنجاز أي عمل أو تنفيذ مشاريع اخرى في ظل مستوى التحدي القائم اليوم على مستوى الجنوب.
نستطيع القول بانها ستعتمد أي خطط أو جهود ممكنة لمحاولة التعايش فقط مع الواقع رغم ضغوط تفاقم القطوعات المتكررة للخدمة ومحاولات ترشيدها أو برمجتها وفقاً لما هو متاح بينما تظل المشكلة عالقة بصورة مستمرة نتيجة لتصاعد الطلب مع محدودية العرض أي التوليد والسبب الأساسي في ذلك يتمثل في عدم توفر الامكانيات الكافية لتوليد الكهرباء بعدن.
كل ذلك سيصطدم أولاً بعدم توفر المولدات السليمة القابلة للتشغيل وايضا عدم توفر التمويلات الضخمة الضرورية لتنفيذ هذه المشاريع كونها تشكل عائقاً صعباً قد تكلف مبالغ خياليه ربما لا تتوفر لدى خزينة الحكومة في الوقت الحالي.
نسبة الخطورة لهذه المشكلة وما قد تسببها من أضرار اقتصادية واجتماعية وسياسية خانقة يجب على الحكومة أن تكون صريحة مع الشعب والقطاعات الاقتصادية وتضع أمامها الحقائق بوضوح وتجرد مفادها أن الحكومة لا تملك القدرة الكافية لتشغيل الكهرباء ولوا حتى بنسبة تعادل مستوى الطلب وأن الحل الوحيد يتمثل في إنشاء مولدات جديدة وضخمة تغطي جميع مديريات العاصمة عدن وعلى ضوئها توضح استراتيجيتها ومقترحاتها من اجل ان تتجاوز الأزمة بأقرب وقت ممكن حسب إمكانياتها.