الجلد الناعم الاملس الجميل، يقابله فما مليء بالسم ، وحالة من التخفي، والسرعة في الحركة والتنقل، خليط من هذا العالم عاش اليمن سنوات عجاف، وحالات من القنص الثعباني. وانت تطالع تاريخ اليمن تجد ان هناك ارتباطا كبيرا بين الكهوف والجحور، والثعابين والبشر، وان هذه البقعة من العالم كانت ولادة، لثعابين جديدة ومتنوعة. احتدمت المعارك الضارية لما يزيد من ستين عام خلت، ملئت خلالها الجحور بالثعابين، واشتكى الشهيد الملدوغ الزبيري هذه الثعابين الهائجة، التي فتكت بالشعب وهي من صنيع الشعب حيث قال رحمه الله معاتبا شعبه: تَقْضي على خصمكَ الأفعى فتبعثُهُ.....حيّاً ونُشْعُلُ مصباحاً فتُطْفِيهِ قَضَيْتَ عُمْرَكَ ملدوغاً، وهأنذا....أرى بحضنكَ ثعبانا تربيه فالخصم المقتول افعى، والقاتل ينتهي منه ليربى أفعى آخر، فالفصول مهيأة لبعث الافاعي، والغيوم ملبدة بسقيا الافاعي ، والكهوف صممت لترتع فيها الأفاعي. يتفق خبراء الثعابين ان الثعابين تتكيف مع الظلام، وهي تلدغ، وتعض وتنشب الناب بداخل الجسم ثم تنفث السم وتولي هربا. اسود الليل وشتدت حلكته لستين عام، وبداخله هذه الهوام المخيفة والمتسترة وتكشف المشهد عن تضاريس ماساة لا توصف. ليس هناك حالة من التفاهم والتواد واللعب بيننا وبينهم، فالثعبان ان لم تصب رأسه في الضربة الأولى فأنت لن تصل اليه، فالسرعة والتخفي اهم ما يميز هذا المخلوق الخطير. والثعابين تتغذى على اللحم، بغض النظر عن حجم وكبر هذه الفريسة، وفي حالتنا فالدماء واللحوم التي تم التهامها، لا تعد ولا تحصى، وتستمر المأساة في عالم اسمه اليمن، وفي بقعة تميزت بالتكاثر والتناسل لهذه السلالة من أنواع الثعابين. لا زلنا على وقع اوتار ثعابين جديدة، داخلية وخارجية، بنية ومزركشة، جبلية ومائية، ويستمر القنص والموت وبث السم في شعب مغلوب على امره، والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون .