الموتى هم أولئك اللذين فارقونا وفارقوا معنا الحياة ولست ادري هل يحق لنا أن نحزن عليهم أم هم من يجب عليهم إن يشفقوا علينا . إن مانراه من أحداث تجعلنا نتمنى أننا من رحلنا عن هذا العالم قبل إن نرى ونشاهد تلك المشاهد والآلام والحروب التي تزداد ضراوة في كل يوم . لم يعد العقل يستطيع أن يستوعب كل هذا الألم والنزيف والقهر والتهجير من العراق إلى سوريا إلى اليمن إلى ليبيا وجميع من ذاقوا ويلات الحروب والصراعات هم المدنيين من النساء والأطفال . مشاهد الموت بأبشع الطرق والوسائل هي مانراها وربما القادم سيكون أسوء لإننا نعيش في واقع غير مفهوم وغير آمن ونخوض حروب وصراعات لا تعنينا فأصبح هاجس الخوف هو ما يورق حياة الملايين من البشر في كل البلاد العربية على وجه التحديد . وفي الجنوب العربي وغيرها من مناطق اليمن ليست الحروب وحدها هي من تقتات على أروح المئات من البشر ولكننا أمام طرق عديدة للموت وأبرزها هي الموت جوعا فالمجاعه اليوم اجتاحتنا بشكل مرعب ومخيف كما رأى العالم ماجرى في تهامة وغيرها الكثير من المناطق التي لم يتم تسليط الضوء عليها . ولو أخذنا سكان عدن على سبيل المثال أيضاً لوجدنا ان ثلث السكان يعتمدون على الدخل اليومي والذي لم يعد هناك اي أعمال ليعيش الناس عليها ناهيك عن البقية من أصحاب الدخل المحدود والتي قطعت رواتبهم منذ قرابة الأربعة الأشهر وليس لديهم اي مصادر للدخل . سقط العشرات ضحايا الجوع والمرض وسواء التغذية وفي مجتمع مثل الذي نعيش فيه لا يستطيع الإنسان أن يشكو سواء حاله وقلة حيلته ولا إن يمد يده للتسول يفضل البعض أن يموتوا بصمت في غياب الدولة وكل منضمات الإغاثة الدولية والمحلية . ما نعيشه اليوم هو ما أراده لنا أمراء الحرب في الإقليم فهم من صدروا لنا الموت بتكلفة المليارات مع أنهم لو دفعوا ربع تكلفة الحرب لأجل السلام لانقذو حياة الملايين من البشر . ماذا نقول وكيف نصرخ وقد صنعوا لنا شخصيات هلامية وأعداء من داخلنا وأصبحت لديهم مئات الأبواق يسبحو بحمدهم وأصبحنا نحن الغرباء في أرضنا ولم يعد يسعنا إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل.