تصدرت الانتفاضة غير المسبوقة والسيطرة التي حققتها قوات الشرعية ممثلة بالجيش الوطني والمقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي على عدد من المواقع الهامة في محافظة تعز مشهد الأحداث الدائرة لأهمية المحافظة ولكونها حلقة وصل بين شمال اليمنوجنوبه. وتكتسب السيطرة على المناطق الستراتيجية في تعز أبعادا أخرى، حيث تعتبرها قيادات في الشرعية من أهم المفاتيح لأي نصر مقبل على الميليشيات في المحافظات الأخرى. وشهدت مناطق وادي صالة والأربعين وكلابة بمدينة تعز، أمس، معارك طاحنة بين الجيش الوطني والمقاومة من جهة وبين ميليشيات الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة ثانية.
وقال المتحدث باسم المجلس العسكري في تعز العقيد منصور الحساني إن مقاتلي الشرعية حققوا تقدماً كبيراً في الجبهة الشمالية القطاع الثالث وسيطروا على مناطق عدة باتجاه فرزة صنعاء ووصلوا إلى أسوار وبوابات معسكر الأمن المركزي، مشيراً إلى أن المعارك شديدة وعناصر الميليشيات تفر من أمام رجال الجيش بالعشرات. وأوضح أنه “في القطاع الأول والثاني من الجبهة الشرقية يواصل رجال الجيش الوطني تقدمهم نحو حي بازرعة وتبة السلال ويحرزون تقدماً كبيراً”.
وكانت قوات الجيش الوطني والمقاومة سيطرت أول من أمس، على عمارتين تطلان على القصر الجمهوري الواقع تحت سيطرة الميليشيات وكثفت من قصفها على القصر، وأعطبت دبابة داخل معسكر التشريفات وأخرى أمام بوابة القصر، وأحرقت طاقما وعربة فوق جبل السلال بجوار مدرسة محمد على عثمان، حيث عرض ناشطون على شبكة الإنترنت صوراً لعدد من مسلحي الحوثي وصالح وهم أسرى في قبضة رجال الجيش والمقاومة.
على صعيد متصل، عبر رئيس لجنة التهدئة من جانب حزب “المؤتمر الشعبي” الشيخ محمد عبد الله نايف عن مخاوفه من حدوث عمليات ثأر وانتقامات بين الجيش الوطني والمقاومة من جهة وبين مسلحي الحوثي وصالح من جهة ثانية على خلفية المعارك الدائرة بينهما في الجهة الشرقية لمدينة تعز. وقال نايف ل”السياسة” يجب على الطرفين أن يوقفا المواجهات العنيفة الجارية بينهما وأن يجلسا على طاولة المفاوضات لتدارس الحلول اللازمة لإيقاف الحرب المستعرة بينهما منذ نحو عامين، محذراً من مخاطر التعبئة الطائفية والمناطقية والمذهبية في أوساط المتقاتلين. وأشار إلى أن صوراً نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت جثثا لقتلى وهي معلقة في شوارع الجهة الشرقية من المدينة، معتبراً “أن ذلك ينذر بمخاطر شتى وحقد وانتقام وثأر قد يستمر لعشرات السنين ومشكلات لا حصر لها”.
وأضاف القيادي في الحزب الذي يتزعمه صالح “أن المعلومات المتوافرة لدينا أن حصيلة القتلى من الطرفين المتقاتلين خلال الخمسة أيام الماضية في تعز والمناطق الأخرى من المحافظة تجاوزت المئة قتيل ومئات الجرحى”.
في غضون ذلك، أعلن مصدر في المنطقة العسكرية الخامسة بمحافظة حجة أن طيران التحالف العربي دمر بغارات ورشة صيانة تابعة للميليشيات وقتل خمسة مهندسين كانوا فيها ودمر عربة صاروخية في وادي حيران مساء أول من أمس، مشيراً إلى مقتل 24 من المتمردين بقصف مدفعي لقوات التحالف العربي والجيش الوطني في مزارع الخضراء جنوب شرق مدينة ميدي، كما دمر ثلاثة مخازن أسلحة.
وفي محافظة البيضاءجنوب شرق اليمن، أكدت مصادر في المقاومة أن طيران التحالف شن مساء أول من أمس، غارات على مواقع الميليشيات في شعب الملح بمديرية ذي ناعم أسفرت عن تدمير دبابة، فيما فيما قتل اثنان من ميليشيات الحوثي وصالح بانفجار لغم أرضي في مديرية ذي ناعم.
كما شن طيران التحالف، أمس، سلسلة غارات على مواقع وتجمعات للانقلابيين في خمس محافظات يمنية، حيث استهدف ب15 غارة منطقة شامية آل قراد في مديرية باقم بمحافظة صعدة وبغارتين منطقة الضيعة بمديرية شدا، وغارة على منطقة البقع في المحافظة ذاتها، وقصف بغارات أخرى مناطق متفرقة بشبوة وجبل هيلان بمديرية صرواح في مأرب ومنقطة العقبة بمحافظة الجوف ومواقع في تعز.