الشاب ابن الجنوب الثائر أمين أحمد محروس من مواليد صدر الجنوب (حضرموت الأبية) ، وبالتحديد من مديرية أم شهداء الحرب السابقة و الأخيرة (الديس الشرقية) عام 1989م ، والتي ترعرع فيها ، وعَرِف هيمنة العدو على أرض الجنوب من الأخبار التي يذكرها الأهالي والأجداد حينها ، فنمت لديه غريزة كل جنوبي محب لأرضه بأن نحمي ترابها الطاهر ، وندحر من فوق كل شبر فيها الهمجي المُغتصب . وفي فترة سابقة ترك مسقط رأسه منتقلاً مع أهله إلى عدن (عاصمة الجنوب) ، وهناك عرف قيمة الوطن بشكل أعمق و درس الواقع بنظرة الفاحص الحصيف كونه قد أخذ ما فيه الكفاية من التعريف بمسؤولية الفرد تجاه الوطن ، فحاول بشتى الوسائل الإندماج في الشعب العدني ، ومعاشرته العديد من أبناء أبين ، و الضالع ، و ردفان ، و إحتكاكه بهم منذ عيشه في عدن ليعرف عن كثب حاجة المواطن الجنوبي بشكل عام ، و ينال كغيره من أبناء الجنوب شرف خدمة الوطن ، فوضف و سخّر كل طاقته الكامنة الكاملة للوطن ، وعرف من خلال التجربة أنه سيقدم الخدمة في الجانب الفني و الغنائي الذي كان يعشقه منذ صغره ، و لأن الأغنية الثورية هي الرسالة التي تُوصِل من خلالها هدف أبناء الجنوب وقضيتهم لكل أصقاع المعمورة بفك إرتباطهم من الشمال ، جاهد نفسه للعمل في الفن ، و نمت لديه الخبرة تبلوراً كغيره من أبناء مديريته المعاصرين ، و من أبرزهم الشاعر والملحن ، والكاتب الأديب ، والفنان المتعدد المواهب إبن وادي عمر (الديس الشرقية) الأستاذ/ أنور الحوثري ، والغني عن التعريف ايضاً إبن عم الشاب أمين الفنان/ هشام محروس ، وإبن مديرية قصيعر (فنان المشقاص) الفنان/ عوض بن ساحب ، و لا ننسى هنا (ربان الأغنية) فناننا المخضرم/ عبود بن زين الخواجة له بصمة محفورة في صقل موهبة الشاب أمين ، و الجذير بالذكر أن علاقة الشاب أمين محروس والفنان عبود الخواجة ليست بخفية علينا إذ أن الفنان عبود يَعزُّ على الشاب محروس كما يَعزُّ عليه هو الآخر كثيراً ، فقد ذكره عبود في آخر لقاءاته المُتلفزة ((بأن الأخ أمين من خيرة الشباب العاملين معه في عدن والجنوب عامة)) .
هذا الخليط جعل من الشاب/ أمين محروس منهمكاً في معرفة المحاور والمبادئ للفن ، ورغبة المواطن الجنوبي لينقش على تلك الرغبة ذكائه المتميز ، حيث أنه عُرِف بصرامة الإختيار ، والمتابعة المستمرة لكل الأطراف المشاركة بالعمل الفني الواحد ، ومهتم بتجانس وتوافق الشاعر والملحن والمغني إذا ما كان مُتابعاً للعمل الفني ، و مُوصل هذه المادة الغنائية لأذن السامع بصورة أنيقة جداً إذا ما كان مشرفاً لتركيزه على جميع الهفوات ، و من إستماعه الجيد للفن والتراث الحضرمي والجنوبي بالوجه الخاص ، والعربي بالوجه العام ، و إضافة إلى ذلك عشقه للفنان المرحوم بدوي الزبير . ساعده كل ذلك الحصاد بأن يبني جسراً بينه وبين العديد من الفنانين الثائرين ، والملحنين والشعراء ، ويجعله في قائمة الثقة و المُشرفين على الأعمال الفنية ، و تلك الخبرة المتكدسة برتب موزون في ذهنه علّمت الطريق له العديد من الأعمال بمختلف عشاق الفن الجنوبي الأصيل ، ومن بين الذين إتجهوا بأعمالهم لديه -طبعاً- الفنان عبود بن زين الخواجة حيث عمل معه في العديد من الأعمال منها الغنائية و الأوبريتات ، فمن أهم الأوبريتات الوطنية والغنائية ((أوبريت أسكت اذا تشتي تعيش)) ، الذي غنّاه الفنان عبود الخواجة و لحّن أغلبه ، و اما باقيه فهو لحن تراثي ، و غنى ايضاً في الأوبريت الفنان أحمد قاسم ، والفنان عمر باقمري .
وقد عمل عدد من الشعراء بهذا العمل ومن أبرزهم الشاعر بن جعموم ؛ وللشاب أمين رصيد غير محصور مليئ بالأغاني الثورية والتي عمل فيها كمنسق ومتابع ، ومشرف في فترة أخرى ، ومن أهمها: مجموعة كبيرة من الأغاني الفردية للفنان عبود بن زين ، ومجموعة أخرى تضم العديد من الأغاني الثنائية والجماعية وايضاً الفردية ومن أهمها: أغنية "الشعوب الثائرة" غنّاها الفنان الرّبان عبود الخواجة وماجد السعدي ، من كلمات الشاعر مجمل، وألحان أنور الحوثري والتي تعتبر من أهم الأعمال التي عمل بها الشاب أمين محروس ، وأغنية "ثورة شعبنا منصورة" التي ايضاً غناها الفنان ماجد السعدي ولحنها له الفنان أنور الحوثري ، وكانت من كلمات الشاعر أبو راضي باتيس ، وأغنية "الشرعية" ونزلت في الفترة الماضية القريبة غناها ولحنها الفنان عبود الخواجة وشاركه فيها الفنان عمر باقيس، وكانت من كلمات الشاعر أحمد بن معرج ، وللفنان الشاب باقيس ايضاً أعمال أخرى إنفرادية نسقها وأشرف عليه الشاب محروس ، و هي أغنية جنة الدنيا عدن والتي هي من ألحانه وكلمات الشاعر منير السعدي ، وأغنية أخرى هي "شمس الجنوب" شارك بها الفنان عمر مع الفنان شادي بن جابر ، و لحّنها لهما الفنان أنور الحوثري ، وايضاً من الأعمال التي شارك فيها شابنا أمين محروس عندما كان في السعودية أغنية "جرح الجنوب" للفنان رمزي محمد ، وأغنية "رفض الحوثي" للشاب مهيوب الزحيري من ألحانه ، و كلمات الشاعر أحمد فدعق ، ونال من خدمته والتعامل معه للأغاني الفنان الكبير ابن عمه الذي بينه وبين الأخ أمين محروس التواصل الدائم الفنان/ هشام محروس حيث غنّى الفنان محروس وأمير الرباكي وعمر باقيس أغنية "سلام أبناء زايد" بدعم القائد عيدروس الزبيدي ، و من كلمات الشاعر الشبل فياض هرهره وألحان الملحن ماجد الغالي ؛ ايضاً عمل الأخ أمين محروس مع فنان المشقاص عوض بن ساحب في إحدى روائعه ، وتعامل مع الملحن أنور أبو سهون ، وغيرهم من الفنانين والشعراء والملحنين .
وهذا التنوع ، و الكثرة في تعدد الأعمال زاد من معرفته بين أكبر الفنانين ، و على سبيل المثال الفنان الكبير/ أحمد فتحي ، والعديد من فناني دول الخليج ، وقد عرفته أهم الشخصيات السياسية الجنوبية التي تُشيد بأعماله وتفانيه في العمل ومن أبرزهم محافظ محافظة عدن اللواء عيدروس الزُبيدي ، وفتح له باب التعارف مع الكثير من أقارب عدد من الفنانين حيث يذكر الشاب محروس على لسانه دائماً أقارب الفنان عبود الخواجة الذي تربطه بهم علاقات أخوية متينة ، و خاصة أخوي الخواجة علي وعدنان ، و ابن أخ الفنان عبود الأخ/ زين محمد و ابن أخته الأخ/ عبدالله حسن السقاف .. فهذا حسب معرفتي للأخ العزيز المنسق والمشرف/ أمين أحمد محروس سَطرته لكم في هذه السطور التعريفية .