حرمت جميع الاديان حرمة الدم وجعلها ديننا الاسلامي الحنيف محرمة وشرع هدر النفس المسلمة في حالات وجعل حرمة النفس افضل من حرمة هدم الكعبة ، وكما جاء في الحديث ان افضل عند الله هدم الكعبة حجرا حجرا من اراقة دم مسلم . بحور وانهار من الدماء المحرمة تهدر في وطننا العربي خدمة لمشاريع الغرب وكلا يغني وينشد الشعارات الدينية والتي هي خالية من المضمون ، سوريا الحبيبة سوريا التاريخ والحضارة والتي عادت الى العصور القديمة فحولتها الحرب الى مدينة اشباح ، ليبيا البلد الذي تزهق فيه الارواح وتسيل فيه شلالات الدماء الممزوجة بدموع الامهات الثكالى الامر الذي يعيدنا تاريخيا لتذكر اقتحام جيش المغول العاصمة دمشق وارتكاب المجازر فيها وترديد جنكيز خان قائد جيش المغول عباراته الشهيرة ( ها نحن عدنا ياصلاح الدين ) ليبيا البلد الغني بالثروات ومنها النفط، هذا البلد والذي بكل حسرة والم حولته الحرب الى بلد يعتمد على المساعدات الانسانية من المنظمات الدولية الامر الذي لم يكن في الحسبان على الاطلاق ، العراق البلد الذي اغاض الغرب وبدا بتنفيذ اجنداته ومخططاته لتدميره وهو ما حصل فعلا وللأسف الشديد بمساعدة الاشقاء في دول الخليج العربي ، العراق الذي اختلطت الدماء فيه بمياه نهري الدجلة والفرات وارتكبت فيه المذابح التي تذكرنا بدخول التتار العاصمة بغداد واغراق اكبر مكتبة عربية في نهري الدجلة والفرات وقتل وتشريد وتهجير الالاف من العراقيين ، وكل ما يحصل من قتل وتشريد في وطننا العربي للأسف الشديد يتم بغطاء ديني من خلال تجير الدين كل طرف لارتكاب جرائمه ضد الطرف الاخر مما يجعل الاخرين غير قادرين على الحكم فيما يحصل ، علماء يصدرون الفتاوي ضد بعضهم البعض ويعطون غطاء ديني لهذه الانهار والشلالات من الدماء التي حرمها الله عز وجل .
ان ما يحصل في الوطن العربي مخطط له ان يعم جميع الدول العربية لتصبح هذه الدول كروت تحركها أمريكا وروسيا ضد بعضها لأجل مصالحها ومصالح شعوبها في الشرق الاوسط ، نتألم كثيرا لما وصل الية الحال في اغلب الدول العربية من تهجير وقتل وتشريد للمواطنين المدنيين ونزوح عشرات الالاف من بلدانهم بحثا عن المناطق الامنة فهم من يدفعون فاتورة الصراع في بلدانهم.
ومن هنا فديننا الاسلامي حث على توفير الامن لليهود والنصارى في بلدان الاسلام وحدد ضوابط لهذا الامر وهم مخالفين للمسلمين في الدين والعقيدة ، ابتعاد الشعوب العربية والاسلامية عن الله عز وجل هو السبب لما وصلت الية الامور والاوضاع في هذه البلدان .ومن هنا نجح الغرب في تنفيذ مخططاته بأيادي عربية واسلامية والامر الاخطر هو ما ستخلفه هذه الحروب من احقاد دفينة يتم استدعاها وقت الحاجة فالمنتصر والمهزوم مهزومين والضحية هي الشعوب والغرب هو المستفيد الوحيد من سيول وشلالات الدماء العربية .