نتألم أشدّ الأَلَم لما يتعرض له أهلنا في تهامة من مَتْرَبة ومجاعة وفقر مدقع في أرضهم الخصبة والغنية بالخيرات. ذلك أنهم ضحايا ظلم مُرَكَّب أناخ عليهم بكَلْكَلِه، ليس من اليوم وإنما بدءاً من ظلم الأئمة الطغاة ممن استبدوا بالتهاميين وقمعوا مقاومتهم الباسلة مطلع عشرينات القرن الماضي، وما زالت انتفاضة أبطال الزرانيق حاضرة في الوجدان، وبعد أن تم قمع الثائرين من قبل سيف الإسلام أحمد وجز رؤسهم سلبهم أسلحتهم وحريتهم وانتزع أملاكهم وحولوهم إلى عمال بالأجر اليومي، أشبه بالعبيد، ثم استمر الظلم الواقع عليهم في عهد المخلوع فملَّك ما تبقى من أراضي أهل تهامة كاقطاعيات خاصة له وللمقربين وكبار المتنفذين من المفسدين في الأرض..وأصبح أصحاب الأرض مذلين مهانين في أرضهم، يعيشون بالكفاف وأقل من الكفاف، وحليفهم البؤس والجهل. وها هم الحوثيون أخلاف الأئمة يمارسون أبشع سياسات الظلم والتجويع بحق ابناء تهامة ، مع أن موارد ميناء الحديدة وحدها تكفي لاشباعهم، ناهيك عن ما تجود به أرضهم من منتوجات الغلال ..والأمَرَّ والأبشع من ذلك أن الحوثيين لم يكتفوا بنهب واستنزاف موارد تهامة وميناء الحديدة، بل أخذوا يستثمرون معاناة وتجويع التهاميين للكسب السياسي الرخيص، وإظهارهم وكأنهم ضحايا لحصار خارجي واقع عليهم.. وما يبطل هذه الإدعاءات والأكاذيب أن هذه المَسْغَبَة لا تطال المواطنين في بقية المناطق الحاضنة للحوثيين والمؤيدة لأجندتهم السلالية والطائفية سواء في صعدة أو حجة أو عمران أو ذمار..الخ. وتبدو هذه المجاعة حصرية ومن نصيب أبناء تهامه فقط ذات الأرض الخصبة والغنية بمواردها التي يمكن أن تشبع أهلها وتقيهم طائلة الجوع... ولمن لا يعرف تهامة، فهي إقليم واسع وفسيح تجري فيه العديد من الوديان الخصبة، مثل: وادي مُور، ووادي سُرْدُد، ووادي سهام، ووادي رِمَعْ، ووادي موزع، وتتيح هذه الأودية الخصبة والثروة المائية زراعة العديد من المحاصيل الزراعية وتربية المواشي بأنواعها. كما يشتغل سكان الشاطئ بصيد الأسماك، ومن أهم مدنها الحديدة، وزبيد، وبيت الفقيه. لكم الله يا أهلنا في تهامة، فأنتم ملح الأرض..وصبرا جميلا، فبدعم من إخوة وأشقاء لكم اقتربت لحظة الخلاص والتحرر من ظلم واستعباد قرون تارة باسم الحق الإلهي ، كما يدعي الأئمة ووريثهم الحوثي، وتارة باسم النفوذ القبلي ممن لا هم لهم سوى السلطة والثروة كحال المخلوع وزبانيته.. وها هي بشائر النصر تحلق في الآفاق وما عليكم سوى الصبر والله ناصركم.. وأختتم بأبيات للشاعر رَبيع بن هادي يصور مأساة تهامة وأهلها يقول: شُوفوا العدو (الثلاثي) يهدم تهامة من الساس مرض ،وفاقه ،وتجهيل عدو حاقد وقاسي يا ويل ذي ما تعلم من دم داحس وجساس دِفُّوا شراع السفينة لثغر أم المراسي أو تِيْه في بحر مظلم وأمواجه أخماس في اسداس
