عاشت مدينة عدن مساء الاحد وحتى الاثنين ليلة مظلمة ، اعادت للذاكرة ليالي المدينة حالكة السواد اثناء فترة حربها ضد مليشيا الانقلاب الحوثي العفاشي . اكثر من عشرين ساعة خرجت فيها منظومة الكهرباء عن العمل لأول مرة بهذا العدد الكبير من الساعات ، عن كامل مديريات ومناطق المدينة تسببت في حالة من الغضب العارم ساد اغلب ساكنيها ، ويبدوا أن ساعات الانقطاع الطويلة والتي فصلت فيها المدينة عن العالم وعاش أهلها في ظلام دامس كفيلة بان تقض مضاجع الكثير من اهالي عدن تخوفا من صيفيا قد يشهد ساعات اطول لانقطاع الكهرباء عن المدينة . (عدن الغد ) رصدت حالة الغضب التي سادت اهالي مدن ومديريات المدينة ..
* القصة كاملة ... عجزت محطة المنصورة لأكثر من 18 ساعة عن توفير التغذية الكهربائية لمحطات التوليد حتى تتمكن هذه المحطات من العودة الى الخدمة، حيث تشهد عدن انطفاءاً كلياً إلى مساء يوم الاثنين . وأوضحت مصادر متطابقة بكهرباء عدن في تفاصيل القصة أن الشبكة الكهربائية تعرضت لضربة جراء شورت سيركت في مفتاح الضغط العالي في مدينة دار سعد عند الساعة الخامسة من عصر يوم الأحد، وبحسب تلك المصادر فان الضربة قد تسببت بخروج محطات التوليد عن الخدمة بسبب التيار الراجع . وأشارت المصادر أن محطة الحسوة كونها المحطة الرئيسية والتي تحافظ على ترابط التوليد فقد حاولت العودة للخدمة إلا أنها فشلت بذلك لعدم وجود تغذية كهربائية يعمل على تشغيل المضخات والصمامات وكافة الملحقات . وبين المصدر أن سبب عدم تغذية المحطة يعود الى فشل محطة المنصورة من توفير الطاقة الكهربائية جراء عطب في جهاز التزامن والذي يعمل على ربط التغذية بالشبكة بالإضافة الى خروج الجهاز الأخر عن الخدمة من قرابة العام والنصف ولم يتم إجراء له صيانة أو استبدال بالرغم من مئات الملاين التي صرفت ببند الصيانة لمحطة المنصورة خلال العامين الماضين مما يستوجب الوقوف وبحسم ضد كل من تسبب بعدم صيانة الجهاز أو استبداله، بالإضافة الى إلغاء نظام عمل المولد الديزل بمحطة الحسوة والتي كان يعمل بمثل هذه الحالات أو عند بداية تشغيل المحطة إلا أنه خرج عن الخدمة ولم يعد منذ التسعينات . وعادت التغذية الكهربائية لمحطة الحسوه من محطة المنصورة عند الساعة الواحدة ظهر يوم الاثنين بعد 18 ساعة من الانقطاع بعد أن تم إصلاح العطب بجهاز التزامن بمحطة المنصورة . وطالب منتسبو عدد من محطات التوليد محافظ العاصمة اللواء عيدروس الزبيدي بإجراء عقوبات ضد كل من له علاقة بالتوليد ويثبت تورطه بفضيحة خروج جهاز التزامن عن الخدمة منذ قرابة العام والنصف وتسبب بمعاناة المواطنين بعدن حتى يكون عبرة لمن تسول له نفسه المساس بخدمات الناس الأساسية ويسيء لكهرباء عدن بمثل هكذا اللامبالاة . وشهدت محطة الحسوة حدثاً جديداً حيث تم تعبئة خزاناتها بالمازوت عبر صهاريج (البوز)، حيث أشار مصدر عامل في المحطة أن بوزة محملة بالمازوت قادمة من محافظة مأرب أفرغت حمولتها في خزانات المحطة ولأول مرة بتاريخ المحطة يتم التعبئة بهذه الطريقة بعد عجز مصافي عدن عن توفير مادة المازوت للمحطة .
* غضب واحتجاج على اثر ذلك شهدت عدد من مديريات العاصمة المؤقتة عدن منذ الساعات الاولى من اليوم الثاني للانقطاع احتجاجات غاضبة قطع فيها المحتجون الشوارع الرئيسية لمديريات المدينة واحرقوا فيها الاطارات ، ومنعوا حركة مرور السيارات من والى المديريات الاخرى . حيث شهدت أحياء من مديرية المنصورة بالعاصمة عدن حالة من الغليان منذ صباح اليوم الاثنين حيث قام عدد من الشباب بالاحتجاج في الشوارع مغلقين عدد من الطرقات الرئيسة، منها شارع الكثيري، والشارع الرئيسي في المديرية (شارع الشهيد قطن) وذلك احتجاجا على انقطاع الكهرباء لمدة شارفت عن 22 وعشرين ساعة تقريبا وقد تزامن الغضب الشعبي المستمر حتى الآن مقترنا بقطع الطرقات من خلال إحراق الإطارات.
* مواطنون مستاؤون وفي اطار رصدها لموجة الغضب والاستياء (عدن الغد) التقت ببعض المواطنين الذين التقتهم بالشارع معبرين عن استنكارهم لما يحدث لكهرباء المدينة : المواطن عمار محمد من سكان مديرية المنصورة قال بان لا مبررات يمكن القبول بها في ظل انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة بهذا الشكل ، مضيفا ان كثير من البيوت لديها مرضى لا يستطيعون تحمل هذا التلاعب بها ، وانقطاعها ليوم كامل ونصف رغم اننا لم ندخل الصيف بعد . وقال المواطن ناصر احمد وهو يسكن بحي الممدارة أننا فوجئنا بهذه الساعات الطويلة لانقطاع التيار الكهربائي وشعرنا للوهلة وكأننا نعيش في عدن في ايام الحرب ، لكن ناصر لا يزال يتساءل ماهي الاسباب التي تقف خلف هذا الانقطاع الاول من نوعه منذ فترة الحرب ويأمل ان يتحصل على أجابه على سؤاله . اما الحاج هيثم علي وهو عقيد متقاعد بالجيش فقد عبر عن غضبه بأشد العبارات حيث قال " لا رواتب ولا كهرباء بالله عليكم ماهو دور الحكومة ... هذا كله والصيف لم يأتي بعد الله يستر علينا " وعبرت سميرة خالد وهي تعمل موظفة في عمل خاص لاحد مؤسسات المجتمع المدني عن اسفها للحال التي وصلت اليه مدينة عدن مع الكهرباء ، مستغربة في ذات الوقت "عدن محررة ... عدن عاصمة مؤقتة.. ولكنها للأسف هي قرية وليست مدينة " هكذا يراد لها حسب وصفها .
*غراب يتسبب في الانقطاع من جانبه تسأل المواطن صالح نبيل من سكان منطقة خورمكسر عن اسباب خروج منظومة الكهرباء عن العمل، حيث قال تناقلت بعض المواقع خبر أن عش غراب هو من تسبب بخروج المنظومة عن العمل!. وأكد صالح أن مثل هذه الأخبار نوعاً من الاستخفاف بعقول المواطنين، مضيفاً "سبق أن قالت المؤسسة في وقت سابق أن سبب خروج المنظومة هو فأر والآن تقول غراب ولا ندري أي من الحيوانات أو الطيور سيخرج المنظومة الكهربائية عن العمل في الأيام القادمة. مستغربا من أن من غرائب الأمور أن تتمكن أنثى الغراب أو ذكر الفأر من إغراق عاصمة دولة بالظلام ليوم كامل دون أن تتمكن مؤسسة قائمة بعشرات المهندسين ومئات العاملين وتقف خلفها سلطة محلية وحكومة دولة من حل المشكلة وأبعاد عش الغراب بعيداً عن المنظومة الكهربائية؟!
*مصدر مسئول وضح مصدر في مصافي عدن - فضل عدم ذكر اسمه – اسباب الانطفاء المتكرر للكهرباء في مديريات عدن الثمان . وقال المصدر في اتصال مع (عدن الغد) إن الانطفاء المتكرر والطويل للكهرباء في عدن يعود سببه أن مخزون المصفاة فاضي ما عدا 5 ألف طن من البنزين توجد لديهم فقط وهي خاصة بشركة عرب جلف، مشيراً أن مخزون المصفاة فارغة من الديزل والمازوت . وأشار المصدر أن هناك سفينة ديزل خاصة بالكهرباء وهي موجودة في غاطس الميناء منذ يوم السبت ولم يتم تفريغها ، ونوه المصدر أنه ليس هناك أي اضراب للعاملين في المصافي وأن السبب هي عدم تفريغ السفينة المحملة بمادة الديزل المخصصة للكهرباء . وتشهد عدن انطفاءات متكررة وطويلة الساعات بسبب خروج محطات الكهرباء فيها عن الخدمة جراء عدم حصولها على حصتها من الديزل والمازوت .
*خلاصة خروج منظومة الكهرباء عن مدينة عدن بشكل كامل كما يقال لعدم توفر المشتقات النفطية الكافية لاستمرار التيار الكهربائي بصورة منتظمة ، بات يخوف الناس من قادم اسواء للكهرباء في المدينة ويقض مضاجعهم خصوصا مع اقتراب الصيف الذي تزداد فيه شدة الحرارة ، متسائلين عما اذا كان هذا الانطفاء هو جس نبض الناس ليتأقلمو مع واقع مزري في صيف عدن القادم مع الكهرباء