ابارك من الاعماق البيان الختامي الرائع الصادر عن المؤتمر التأسيسي للائتلاف الوطني الجنوبي بحضرموت والقرارات والتوصيات الهامة التي تمخض عنها و التي عبرت عن التطلعات المشروعة للغالبية الساحقة من ابناء وبنات حضرموت ومثلت قرأه ناضجة ومستبصره لحقائق الواقع السياسي الراهن واتجاهات تطوره وعبرت عن رؤية حصيفة للمستقبل مستقبل حضرموت التي كانت تاريخيا ولازالت مركز الفعل الحضاري الجنوبي وقلب العربية الجنوبية النابض . لم تكن حضرموت في يوم من الايام شيئا منفصلا ومبتوت الصلة والتواصل على جميع المستويات مع حزامه ومحيطه الحيوي الجنوبي الذي يؤثر ويتأثر به ويتكامل معه ولم يكن الجنوب في اي وقت مقطوع الصلة والتواصل مع مركزه الحضاري الحيوي حضرموت.
ولم تكن حضرموت شيئا في الجغرافيا والتاريخ والثقافة والانثربولوجيا والاجتماع الانساني والتكوين الاثنولوجي والاثنوقرافي خارج الجنوب والهوية الجنوبية ولم يكن الجنوب في جميع تمظهرات ومستويات وجوده الاجتماعي بمعزل عن تأثير مركزه الحضاري والثقافي والاقتصادي حضرموت ستظل حضرموت جنوبية وعروبية الهوى والهوية وروحا حضارية منفتحة على جميع الأمم والثقافات و نابذة للاتجاهات الانعزالية المحلية المريضة المنغلقة على نفسها
إن أهمية مؤتمر الائتلاف الجنوبي بحضرموت الذي انعقد بالمكلا و نأسف لعدم التمكن من حضوره أنه يمثل خطوة هامة على طريق استعادة حضرموت لدورها الريادي التاريخي في الجنوب وهو على أبواب منعطف تاريخي استراتيجي لولوج المستقبل او للخروج من التاريخ في أحرج لحظات تاريخه الحديث والمعاصر .