يوم واحد من الصيف كان كفيل بتبخر كذبة مليارات حكومة الشرعية المعلن تخصيصها لكهرباء عدن. وهذا (مش كلامي) إنما هو كلام رئيس حكومة الشرعية د. أحمد عبيد بن دغر، والذي قال في خبر تصدر عناوين الصحف الصادرة في عدن نقلا عن وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بتاريخ 2016/09/24م: "وجه رئيس وزراء حكومة الشرعية الدكتور احمد عبيد بن دغر، وزير المالية بسرعة تحويل خمسة مليار ريال يمني من البنك المركزي للكهرباء في عدن". لحظة.. الكذبة الكبيرة في الطريق إليكم وما سلف ذكره مجرد مقدمات.. وهاهو هذا الخبر (الرسمي) أيضا تنطق كلماته بحقيقة الفساد المالي المتستر خلف واجهة (كذبة) تأهيل كهرباء عدن، ويكشف الخبر المنشور بتاريخ 12/06/2016 من قبل وكالة (إرم) وهي وكالة إخبارية إماراتية أهلية إن دولة الإمارات العربية المتحدة قدمت للحكومة الشرعية قرض إماراتي بنحو 48 مليون دولار مخصص لكهرباء، وبتحويل هذا المبلغ من الدولارات إلى الريال اليمن يصبح بالمليارات.. أيضا تبخرت مع حرارة أول أيام الصيف، والمولدات الكهربائية المقدمة من الإمارات وقطر وتركيا أيضا تبخرت. والآن حانت لحظة إعلان (الكذبة الكبيرة) وأيضا بتصريح رسمي من حكومة الشرعية و(مش كلامي) أنا، ونشرته وكالة (سبأ) الرسمية للأنباء بتاريخ 12/03/2017 ويقول فيه الدكتور أحمد عبيد بن دغر وبالفم المليان "الحكومة اتخذت اللازم لتوفير الكهرباء خلال الصيف ولن يكون هناك صيفاً حاراً في عدن وباقي المحافظات هذا العام..". فعلا أنا الآن أكتب مقالي هذا تماما مثلما وعد بن دغر ولكن بالعكس، فالكهرباء مقطوعة منذ ساعات طوال عن العاصمة عدن، والأهالي يتصببون عرقا وقيض أول أيام الصيف تلهب جلدوهم وتفاقم معاناة المرضى وكبار السن والأطفال والنساء ويبشرهم مسؤول بمؤسسة كهرباء عدن في تصريح أدلى به الليلة للصحف بأن أكثر من 50 بالمائة من القدرة التوليدية لمحطات كهرباء عدن خارج الخدمة وظان القادم أسوء. أين مليارات الريالات وعشرات ملايين الدولارات التي خصصتها حكومة الشرعية خلال الأشهر الماضية؟! سؤال سيعجز عن الإجابة عليه حتى (انشتاين) لو كان حيا فالمعروف أن الأموال مصنوعة من الورق، والورق مادة لا تتبخر بالحرارة، ومع ذلك في حالتنا الفريدة في عدن والجنوب مع حكومة الشرعية تبخرت المليارات بحرارة أول أيام صيف عدن!!؟.
